خيم الحزن على أسرة حنان المنشاوى، ربة منزل ابنه قرية أدشاي، مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، والتى راحت ضحية للإهمال الطبي داخل مستشفى كفر الزيات العام، نتيجة جرعة بنج زائدة، وفارقت الحياة بعد دخولها فى غيبوبة تامه استمرت أسبوعا، وعادت لأسرتها فى الكفن، تاركه 3 أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 6 سنوات، والأخير رضيعها "محمد" والذى ذهبت لولادته بمستشفى كفر الزيات.
واتهمت أسرة الضحية طبيب التخدير، ومدير المستشفى، وطبيب بالعناية المركزة بالإهمال الطبي، والتسبب فى وفاتها، مطالبين بالقصاص منهم وعودة حق الضحية.
تقول والدة الضحية، أنها رأت نجلتها أخر مرة، قبل دقائق من ذهابها لمستشفى كفر الزيات، لإجراء عملية الولادة القيصرية، وتحدثت معها قليلا، ولم تكن تعلم أنها لحظات الوداع، وقبل أن تغادر المنزل قام بتغيير ملابس طفليها "علي 6 سنوات، ومحمود 4 سنوات"، واعطتهما نقودا لشراء الحلوى، وطلبت منهما الالتزام بالهدوء لحين عودتها من المستشفى بشقيقهم"محمد"، ولكن ذهبت ولم تعد على قدميها حاملة رضيعها بل عادت لها فى الكفن.
أسرة الضحية (3)
أسرة الضحية (4)
أسرة الضحية (5)
أسرة الضحية (6)
وأضافت والدة الضحية: "بنتي ماشية من عندي زي الفل ورايحة المستشفى وهي فرحانة وكانت رايحة تولد وتفرح بابنها الثالث.. وكانت حاسه أنها رايحة مش راجعه يا حبة عيني"، مشيرة إلى أنها قبل خروجها قالت لي:"أنا رايحة أولد يا ماما وقلت لها تروحي وتيجي بالسلامة ياحبيبتي لجوزك وعيالك".
وأشارت إلى أن ابنائها اخفوا عليها ما تعرضت له نجلتها من إهمال فى المستشفى، ودخولها فى غيبوبة تامة، حتى توفاها الله، ولم ترى رضيعها الذي أصبح يتيما بدون أمه، مطالبة بالقصاص من الطبيب الذى تسبب فى موت نجلتها ويتم اطفالها الثلاثة.
وقال علي المنشاوى شقيق الضحية، إنه توجه برفقة شقيقته إلى المستشفى ليكون بجوارها أثناء عملية الولادة، نظرا لسفر زوجها لمحافظة البحيرة للعمل بها، مشيرا إلى أنه بعد مرور ساعة على دخول شقيقته لغرفة العمليات خرجت ممرضة وطلبت منهم "بطانية" للرضيع، ولم تخرج شقيقته أو رضيعها من غرفة العمليات لفترة طويلة، ثم خرجت ممرضة أخرى وطلبت من أسرة أخرى بطانية للرضيع ولم تخرج شقيقته أو رضيعها حتى وقت متأخر من غرفة العمليات، وانتابهم شعور بالقلق على شقيقته ورضيعها.
وأضاف بأنه فوجئ بحركة غريبة داخل المستشفى بين الأطباء والتمريض، وظن بأن هناك مرور على المستشفى، ثم فوجئ بطبيب التخدير"م.ع" يخرج من غرفة العمليات وقال له" أختك كان قلبها وقف 8 دقائق وقدرت إنى أعيدها للحياة مرة ثانية"، ثم طلبوا منها توفير حضانة لإيداع الطفل بها بصورة عاجلة.
وأشار أنه تم نقل شقيقته للعناية المركزة وظلت بها 5 أيام وكانت شقيقته فى غيبوبه تامة، ولم تشهد حالتها أي تحسن نهائيا، كما أن الاطباء طلبوا منهم إحضار طعام وضربه فى الخلاط لإعطائه لشقيقته، وتم وضع شقيقته على جهاز التنفس الصناعي، ولم تتحسن حالتها.
وأضاف أنه أصر على إخراج شقيقته من المستشفى، ونقلها لمستشفى المنشاوى العام بطنطا، ولم يقصر أطباء مستشفى المنشاوى فى محاولاتهم لإنقاذ شقيقتي إلا أن أمر الله نفذ وتوفت بسبب إهمال أطباء مستشفى كفر الزيات.
ونفى شقيق الضحية تصريحات مدير مستشفى كفر الزيات العام بأن شقيقته كانت تعانى من ضعف فى الرئتين وضعف فى عضلة القلب، وأنهم وقعوا على إقرار بخطورة حالتها قبل الولادة، مؤكدا أن شقيقته كانت تتمتع بصحة جيدة، ولم تعانى من مشكلة فى القلب أو الرئتين نهائيا، وأن هذه الافتراءات الهدف منها ابعاد التهمة عن الأطباء وتبرأتهم من الإهمال الطبي والتسبب فى وفاة شقيقتي.
وأكد أنهم اتهموا مدير مستشفى كفر الزيات، وطبيب التخدير وطبيب العناية بالإهمال الطبي والتسبب فى وفاة شقيقته، مطالبا بحق شقيقته من هؤلاء القتله، الذين يتموا اطفالها الثلاث.
وأوضح أن هناك سيدات بالقرية على مشارف الولادة أعلنوا عن رفضهم الولادة بمستشفى كفر الزيات بسبب الإهمال الطبي خوفا على ارواحهم خشية أن يحدث معهم مثلما حدث مع شقيقته.
من جانبه، أكد الدكتور محمد المنشاوى، ابن عم الضحية، أن المجني عليها دخلت لمستشفى كفر الزيات لإجراء عملية الولادة القيصرية وتم تخديرها وتوفيت نتيجة الإهمال الطبي، مشيرا إلى أنهم علموا من داخل المستشفى أن طبيب التخدير قام بتخدير الضحية وغادر المستشفى ولم يبقي معها أثناء عملية الولادة.
وأشار إلى أنه تم نقل الحالة لعناية الجراحة، بعد توقف قلبها وقلب الجنين 8 دقائق وتم انعاشهما، وتم نقل الطفل للحضانة، بينما دخلت أمه فى غيبوبه تامه وتدهورت حالتها حتى فارقت الحياة.
وتابع بأنهم قاموا باستدعاء أطباء من خارج المستشفى فى جميع التخصصات لتوقيع الكشف الطبي على الضحية، واجمع الأطباء بأنها تموت بالبطيء بالمستشفى لعدم وجود امكانيات، وعدم متابعة حالتها فى العناية المركزة، مشيرا إلى أنه دخل لغرفة العناية المركزة وفوجئ بطبيب التخدير يوجه شتائم للحالة وأقاربها، فقام بتعنيفه على إهماله وتقصيره وتسببه فى تدهور حالة الضحية، ودخولها غيبوبه تامة، حتى فارقت الحياه، مؤكدا أن الأطباء الذين تم استدعائهم من خارج المستشفى اجمعوا أن الأجهزة التى تم تركيبها للضحية تم تركيبها بشكل خاطئ وهو ما عجل بوفاتها.
وأشار إلى أنه تم نقل الحالة لمستشفى المنشاوى بطنطا فى حالة سيئة للغاية تكاد تكون متوفية حتى فارقت الحياة داخل المستشفى، مطالبا بسرعة محاكمة طبيب التخدير لتسببه فى وفاتها، والذي له سابقة آخرى بعد أن تسبب فى إصابة ضحية أخرى بعجز تام بنسبة 100% أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية.
من ناحية أخرى، قرر حسام بسيوني مدير نيابة كفر الزيات إخلاء سبيل الدكتور"م ,ع" طبيب التخدير بمستشفى كفر الزيات العام، وطبيبين أخرين بالمستشفى، فى واقعة الإهمال الطبي داخل المستشفى، والذي راح ضحيته ربة منزل أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية بالمستشفى، بعد دخولها فى غيبوبة استمرت أكثر من اسبوع داخل المستشفى.
كانت النيابة العامة قد فتحت تحقيق فى المحضر المحرر من أسرة الضحية ضد طبيب التخدير ومدير المستشفى وطبيب اخر بالعناية المركزه بتهمة الإهمال الطبي والتسبب فى وفاة الضحية، وطلبت النيابة صورة التذكرة العلاجية للمريضة وقت دخولها المستشفي قبل إجراؤها عملية الولادة القيصرية لمطابقتها مع تقرير الصفة التشريحية الذي سترسله مصلحة الطب الشرعي للنيابة، واستمعت النيابة لأقوال الأطباء، وقررت إخلاء سبيلهم على ذمة القضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة