انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة السحر والشعوذة والخرافة والدجل فى العديد من القرى بمختلف محافظات الجمهورية، وهناك قصص تروى داخل البيوت عما يعرف بـ"السحر المدفون فى المقابر"، يرتكبها بعض الدجالين بهدف الانتقام من إحدى الفتيات لخطيب تركها وتزوج بغيرها، وآخرون يطلبون أذية البعض بالمرض أو الفقر أو الموت أو الطلاق وبعضها لطلب المحبة والزواج من شخص أو خطيبته، أو بالعقم للزوجين، ويلجأ الدجالون لدفن الأعمال بالمقابر مقابل دفع مئات الجنيهات.
ولمكافحة تلك الأعمال السحرية المخبأة في مقابر المحافظات، انطلقت عشرات المبادرات على مدار الشهور الماضية لمكافحة واستخراج تلك الأعمال السحرية والأوراق من قلب المقابر المختلفة، وبالفعل نجحت تلك الحملات في استخراج أكثر 750 عملاً سحريًا مختلفة الأشكال والأنواع في 8 محافظات مختلفة.
ويقول رجال الدين المرافقون لتلك الحملات لتنظيف المقابر، إن لجوء الناس إلى أعمال السحر هو قلة دين وضعف في الإيمان، وأكد جمهور الفقهاء أن تعلم السحر وممارسته حرام شرعًا، وحرموا الذهاب إلى السحرة وتصديقهم لما رواه الإمام مسلم أن النبي -صل الله عليه وسلم- قال "مَنْ أتى عَرَّافًا فَسَأَلهُ عَنْ شَيء لم تقْبَلُ لَهُ صَلاةُ أربعينَ ليلةً"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: " مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ"، وأن الإمام النووي قال إن التكهن وإتيان الكهان وتعلم الكهانة والتنجيم والضرب بالرمل وبالشعير والحصى وتعليم هذه الأشياء كلها حرام، وأخذ العوض عليها حرام، فيما قال الإمام القرطبي إن السحر لا يتم إلا مع الكفر والاستكبار، أو تعظيم الشيطان، وأن كل أعمال السحر والكهانة والدجل والشعوذة حرام شرعًا ومن يسلك مثل هذه الأعمال فهو مخالف للعقيدة وكل من يسحرون الناس أو يكونون سببًا أو عاملاً في ذلك فيخشى عليهم من سوء الخاتمة والعاقبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة