تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والروائى الفرنسى الكبير ألبير كامو، الجائز على جائزة نوبل فى الأدب عام 1957، والذى ولد فى إحدى مقاطعات مدينة قسنطينة بالجزائر، من أب جزائرى وأم فرنسية، فى 7 نوفمبر عام 1913، وحصل كامو على شهادته الجامعية من قسم الفلسفة بكلية الآداب بالجامعة الجزائرية عام 1935، ومن أهم أعماله "السقوط، الغريب، الطاعون، السقطة، المقصلة، الإنسان المتمرد، الموت السعيد"، كما قدم عددا من النصوص المسرحية منها "كاليجولا، سوء تفاهم، الحصار العادلون"، وخلال السطور المقبلة نستعرض مواقفة السياسية وخلافه مع سارتر.
س / كيف كانت العلاقة بين ألبير كامو وبين سارتر؟
ج / فى مقالة بعنوان "ألبير كامو وجان بول سارتر: علاقة مضطربة" كتب محمد الجرطى" يعتبر جان بول سارتر وألبير كامو وجهين من الوجوه البارزة فى الحياة الفكرية الفرنسية فى القرن العشرين، ويعد سارتر وكامو روائيين موهوبين (رواية الغريب لكامو و الغثيان لسارتر)، كما يعتبران أيضا من رواد كتاب المسرح (كاليغولا لكامو، والجلسة السرية، والذباب لسارتر)، لقد عبر سارتر وكامو عن أفكارهما عبر توظيفهما لمجلات محكمة (الكفاح لكامو والأزمنة الحديثة لسارتر).
س / متى بدأت المعركة والخلاف بين ألبير كامو وبين سارتر؟
ج / نشبت الخلاف بين ألبير كامو وسارتر فى عام 1947، عندما كتب "كامو" كتابه الرجل المتمرد 1951 أصبح الوضع أكثر خلافا لأن الكتاب أثار استياء الشيوعيين، ظهرت الانتقادات الأولى مع أب السريالية أندرى بريتون، لقد مست هذه الانتقادات عمل كامو فوسمته بـ "شبح التمرد" كما مست الكاتب أيضا ووسمته بـ "متمرد يوم الأحد".
س / ماذا كان رد فعل سارتر؟
ج / لم يقم سارتر بأى رد فعل علنى، لكنه أعلم كامو أن صداقتهما أصبحت فاسدة وأنه لا يمكن أن يتبع المسار الذى اختاره، وأصبح القلق والتوتر سائدا بين سارتر وكامو وأتت الضربة القاضية من فيلسوف سارترى، فرنسيس جونسون الذى نشر فى مجلة "الأزمنة الحديثة" (بموافقة سارتر)، مقال يسخر فيه بدهاء، بل يسب ويشتم الكتاب (الرجل المتمرد) ومؤلفه كامو.
س / ماذا كان رد فعل كامو؟
ج / وجه كامو رسالة إلى سارتر عنونها على الشكل التالى: رسالة إلى مدير "الأزمنة الحديثة"، كانت لهجة الرسالة حادة، بدأ كامو رسالته بـ"السيد المدير"، ومن بين انتقادات كامو التى يمكن عرضها يبقى هذا الانتقاد: " لقد تعبت من التعرض للانتقاد من قبل أناس يسعون إلى النجاح بسهولة عن طريق التلاعب بالحس التاريخى (يشير كامو إلى موقف سارتر من معتقلات الكولا القسرية).
س / هل توقف الرد عند رسالة كامو؟
ج / لا، لم يتأخر جواب سارتر، بل بدأ رسالته بالإعراب عن خيبة الأمل والأسف التى سببها لهما هذا الخلاف، وقال فى رسالته "عزيزى كامو، كثير من الأشياء تقربنا والقليل يفرقنا، لكن هذا القليل أصبح لا يطاق: الصداقة، هى أيضا، تنزع لتصبح كليانية".
س / ما هى مواقف كامو السياسية؟
شارك فى المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألمانى، وأصدر مع زملائه فى المقاومة نشرة، تحولت فما بعد جريدة باسم "الكفاح"، واستقال من منصبه في منظمة "اليونسكو" عام 1952 احتجاجا على قبول الأمم المتحدة عضوية إسبانيا، وهي تحت حكم الجنرال فرانكو.
س / متى رحل عن عالمنا؟
ج / رحل ألبير كامو فى 4 يناير عام 1960، بمدينة فيليبليفين الفرنسية، عن عمر ناهز 47 عامًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة