انتقلت الحرب الدائرة بين أمريكا وإيران إلى ساحة مواقع التواصل الاجتماعى، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، صورا للسيد المسيح يحضن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بنطاق واسع، وذلك ردا على الصورة التى نشرها موقع المرشد الأعلى بإيران، على خامنئي، والتى تظهر ما وصف بـ"حضن الإمام الحسين لقاسم سليمانى" بعد مقتله بغارة أمريكية قرب مطار بغداد، فجر الجمعة الماضى.
الحسين وسليمانى
الصورة التى نشرها موقع "خامنئى" حملت تعليقا مقتضبا من بيان المرشد الأعلى بإيران بأعقاب إعلان مقتل سليمانى، وجاء فيه: "ها قد حلّق لواء الإسلام العظيم وشامخ القامة إلى السماوات، لقد عانقت ليلة أمس أرواح الشهداء الطيّبة روح قاسم سليمانى الطاهرة، إنّ سنوات من الجهاد الخالص والشّجاع فى ساحات مقارعة شياطين وأشرار العالم، وأعوام من تمنّى الشّهادة فى سبيل الله بلّغت أخيراً سليمانى العزيز هذه المنزلة الرّفيعة إذ سُفكت دماؤه الطاهرة على يد أشقى أفراد البشر على وجه الأرض، إنّنى أتقدّم بأسمى آيات التبريك لصاحب العصر والزّمان بقية الله الأعظم (أرواحنا فداه) ولروحه الطاهرة وأعزّى الشّعب الإيراني.. ~من بيان الإمام الخامنئى عقب استشهاد اللواء قاسم سليمانى ٢٠٢٠/١/٣".
ترامب فى حضن المسيح
المسيح وترامب
أما الصورة التى يتداولها النشطاء لترامب والمسيح ليست جديدة، فقد سبق وأن برزت فى عيد الفصح عام 2017 ونشرتها صفحة مزيفة على "فيسبوك" باسم "تيفانى ترامب" وفقا لموقع "بز فييد"، بتقرير نشره فى أبريل2017، وأثارت حينها جدلا واسعا بالأوساط الأمريكية.
واعتبر نشطاء توتير أن تداول صور "ترامب فى حضن المسيح" و"سليمان فى حضن الحسين" هى محاولة لوضع الصبغة الدينية على الحرب القائمة بين "إيران وواشنطن" وقال "فواز فرحان" أحد نشطاء توتير: "يتم تجييش البسطاء عبر هذه الأساليب الدينية، بينما الصراع الحقيقي يدور حول الثروة والنفوذ".
وقال فهد يحيى ناشط بموقع توتير: "الجهاز الإعلام للمرشد خامنئى ينشر رسمة احتضان الحسين بن على رضي الله عنه لقاسم سليمان، وطبعاً البيت الأبيض رد عليهم بصورة للمسيح يعانق ترامب".
نشطاء يتداولون صورة خيالية
وقد حذر خبراء أمنيون من أن اغتيال قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى على أيدى الولايات المتحدة قد زاد من احتمال تصعيد الأعمال العدائية عبر الإنترنت بين الولايات المتحدة وإيران وصولا إلى حرب إلكترونية حقيقية.
مخاوف من هجمات القرصنة
ومع تصاعد التوترات وتهديد إيران "بالانتقام الشديد"، زادت المخاوف من أن رد الفعل قد يأتى فى شكل هجمات القرصنة على قطاعات البنية التحتية الحيوية، والتى تشمل شبكة الكهرباء ومرافق الرعاية الصحية والبنوك وشبكات الاتصالات.
واستثمرت إيران بكثافة فى قواتها للهجوم السيبرانى منذ هجوم Stuxnet فى عام 2010 - الذى شهد تقويض الولايات المتحدة وإسرائيل لقدرات إيران النووية عن طريق فيروس كمبيوتر، لكنها أثبتت قدراتها بهجمات على البنوك الأمريكية وسد صغير ، وقد واجهت الولايات المتحدة الهجمات بهجوم على مجموعة من المخابرات الإيرانية وقاذفات الصواريخ.
وقالت جوزفين وولف أستاذة سياسة الأمن السيبرانى فى كلية فليتشر فى مقابلة الجمعة الماضى: "لقد رأينا القليل من التجسس والتخريب ، لكننا لم نر ذلك يمتد إلى سفك الدماء، هل هم مجهزون لوقف شبكة الكهرباء التى يستفيد منها جزء كبير من السكان؟ من الطريقة التى يتحدثون بها الآن ، يبدو الأمر وكأنهم يمتلكون هذه الأنواع من القدرات ، فهذه هى اللحظة التى قد يفكرون فى استخدامها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة