لاتزال الذكريات الملكية لأسرة محمد على باشا، باقية فى الصور القديمة لأفراد العائلة التى يتذكرها البعض بإعادة نشرها عبر منصات السوشيال ميديا للتعريف بنوستالجيا ملكية مثلت سنوات طويلة من عمر الدولة المصرية قبل إعلان الجمهورية، ويعد أبناء الملك فاروق الأول ملك مصر الأسبق، أبرز هؤلاء الشخصيات التى تتداول صورهم وذكراهم عبر بعض الصفحات المهتمة بشئون الأسرة الملكية السابقة.
الأميرة فادية، واحدة من أبناء الأسرة العلوية التى تحظى باهتمام المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى لإعادة تداول ذكراها، ولعل آخر هذه الذكريات المتداولة صورة للأميرة فادية خلال طفولتها، والتى تظهر فيها وهى تحملها دمية وتقف أمام والدتها الملكة فريدة.
الأميرة فادية برفقة والدتها الملكة فريدة
يشار إلى أن الأميرة فادية، ابنة الملك فاروق، ولدت يوم 15 ديسمبر 1943، وهى الابنة الثالثة للملك فاروق والملكة فريدة، وقد سميت فاديه تفاؤلا بميلادها الذى جاء بعد حادث القصاصين الذى تعرض له والدها فى نفس العام، وبعد طلاق والديها عام 1948، انتقلت للإقامة مع والدتها حتى أتمت 7 سنوات، وبعدها عادت للعيش مع والدها.
غادرت الأميرة فادية، مصر إلى ايطاليا مع والدها الملك فاروق بعد ثورة 1952، قبل أن تتم عامها التاسع بعد ثورة يوليو، وأقامت فترة فى إيطاليا، ثم انتقلت إلى مدرسة داخلية فى سويسرا، وقد عملت بعد انتهائها من دراستها فى وزارة السياحة فى سويسرا، وتزوجت من النبيل الروسى بيير سعيد أورلوف، بعد أن أشهر إسلامه وهو سليل أسرة من نبلاء روسيا السابقين، وأنجبت منه أبنائهما على وشامل، وكان للخيل دورًا هاما فى حياة الاميرة فادية، ففى إحدى الحوارات الصحفية لها، أكدت فادية أنها كرست حياتها مع زوجها للخيول التى تعشقها فتقول: "اشترينا مزرعة وأقمنا فيها اسطبلات عدة للخيول، التى عشنا معها أيامًا جميلة.. فقد كانت الخيول تمثل لنا الأصدقاء الأوفياء، وأصابتنا حالة من الحزن الشديد حين اضطررنا لبيع الخيول.. بعد تعرض زوجى لحادث منعه من تدريبها، والاشتراك بها فى مسابقات وثب الخيول والحواجز".
كما كانت الأميرة فادية، تعشق الرسم مثل والدتها الملكة فريدة، لكن لوحاتها كانت دائمًا ترسم خيولا ذات أجنحة تسعى للتحليق، وقد حضرت الأميرة فادية إلى مصر مرات معدودة، إلا أنها دائما كانت تتحدث عنها وعن جمال وحضارة وأصالة بلدها، وتقول فى إحدى الحوارات الصحفية معها: "رغم خروجى وأنا طفلة فى التاسعة من عمرى من مصر، إلا أننى خلال الفترة الطويلة الماضية، لم أنس لغتى الأصلية.. ورغم أنها مجرد تعبيرات فتاة فى التاسعة، إلا أننى ما زلت أحرص عليها، وما زلت أحمل كل الحب والاحترام لوطنى الأم".
وأضافت – حينها – "هذا شيء لا يمكن أبداً التعبير عنه بالكلمات.. إن ارتباطى بجذورى يجعلنى أشعر بحرمان كبير بسبب بعدى عن مصر، ولا أنسى حين زرت مصر عندما توفيت والدتى الملكة السابقة فريدة عام 1988، لقد أحسست وأنا فى مصر بإحساس إنسان عاد إلى منزله بعد غياب طويل، لم أتمالك نفسى فى الطائرة قبل الهبوط حين جاء صوت المضيفة ليقول (نرجو أن تكونوا قد استمتعتم بالسفر معنا.. ومرحباً بعودتكم إلى بلادكم).. وحينها قالت: "على سلم الطائرة استقبلتنى رائحة الفل الممزوجة بالتراب، لأنها رائحة لا استنشقها إلا فى مصر"، وعندما توفيت الأميرة فادية فى 28 ديسمبر 2002 بسويسرا، دفنت فى 3 يناير 2003 بمسجد الرفاعى بالقاهرة.