اتخذ الجدل بين الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، منحى تصاعديا، وانتقد بولسونارو صمت ماكرون بشأن الحرائق التى تدمر جزءا من استراليا، وسأل "هل علق ماكرون حتى الآن على حرائق استراليا، هل تحدث عن التشكيك فى سيادة استراليا، مثلما فعل مع البرازيل خلال حرائق الأمازون بين أغسطس وسبتمبر.
وأضاف بولسونارو أن ماكرون هاجم البرازيل بأخبار زائفه، وعرض بولسونارو المساعدة لأستراليا لمحاربة الحرائق التي خلفت ثمانية قتلى على الأقل ، دون إعطاء تفاصيل، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وقد صبت حرائق الأمازون الزيت على النار فى العلاقات المتوترة بين فرنسا والبرازيل منذ وصول بولسونارو اليمينى المتطرف إلى الرئاسة البرازيلية، ولم يتم حله بل يزداد سوءا وتعقدا، واتهم بولسونارو ماكرون بأنه صاحب "عقلية استعمارية" ردا على اتهام الرئيس الفرنسى له بأنه "كذب" بشأن تعهدات البرازيل فى ما يتعلق بالتغير المناخى.
كما اتهم بولسونارو ، فرنسا باستغلال الموارد المعدنية التى توجد فى أراضى البرازيل خاصة فى منطقة الأمازون، وقال:"يرغب الكثيرون استغلال الموارد المعدنية لأراضى السكان الأصليين فى البرازيل، من بينها فرنسا، ولذلك فلابد من قانون تنظيم التعدين فى أراضى السكان الأصليين".
ويحتفل الرئيس البرازيلى شهر يناير بمرور عاما على توليه منصبه، وأجرى اجتماعا بين وزير الطاقة والمناجم بينيتو ألبوكيرك، والسفير البلجيكى فى البرازيل باتريك هيرمان، للتحدث عن مبادرة تنظيم التعدين فى البلاد، حسبما قالت صحيفة "خيستيون" البيروفية.
وقال بولسونارو "لا توجد دولة فى العالم لديها هذه المتطلبات" ، وانتقد فرنسا على الفور لسياستها فى جويانا الفرنسية، حيث أنها تقوم بالتعدين فى هذه المنطقة، وأنها لا تعترف بذلك".
وأكد بولسونارو أن "ثقافة أوروبا الغربية، مثل البلجيكية أدمجت السكان الأصليين والأفارقة فى ثقافتهم ، لكنهم اليوم يدينونهم البؤس بعدم السماح لهم باستغلال أراضيهم، ودافع عن عمل الشركات التى تعمل بالفعل فى المنطقة ، مثل شركة التعدين العملاقة Vale، أكبر منتج ومصدر للحديد فى العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة فالى هى بطل فى السنوات الأربع الأخيرة لأكبر كارثتين بيئيتين فى تاريخ البرازيل، وقعت الأولى فى عام 2015 ، عندما انهار سد التعدين من ساماركو ، وهى شركة يسيطر عليها Vale وBHP Billiton الأنجلو-أسترالية ، وخلف 19 قتيلًا ، ودمر عدة مواقع وتسبب فى أضرار بيئية لا حصر لها على طول 660 كيلومترا من نهر دوسى.
والأخرى فى ميناس جيرايس، فى 25 يناير العام الماضى، عندما انهار سد تعدين آخر وأحدث موجة جديدة من البقايا الطينية والمياه والمعادن التى تسببت فى وفاة 259 شخصا وفقد 11 آخرين.
وأبلغ بولسونارو أن الوزير بنتو ألبوكيرك سيكشف المشروع المثير للجدل للسفراء الآخرين، حيث يبيّن لهم مدى جودة التعدين العالمى فى أراضى السكان الأصليين، حيث يهدف المشروع الجديد إلى إضفاء الشرعية على التعدين الحرفى أو الصغير (garimpo) ، ولا سيما فى أراضى الشعوب الأصلية.
وكان بولسونارو هاجم ماكرون بعد حرائق الأمازون قائلا: "على السيد ماكرون أولاً أن يتراجع عن الإهانات التى وجهها إلىّ"، وذلك بعدما اعتبر الرئيس الفرنسى أن بولسونارو "كذب" فى شأن تعهداته فى ملف البيئة.
وكان بولسونارو نشر على صفحته على فيس بوك تعليقا مؤيدا لرأى ينطوى على إهانة بحق بريجيت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وقارنها بالسيدة البرازيلية الأولى ميشيل بولسانورو البالغة من العمر 37 عاما، مع تعليق يقول "الآن تفهمون لماذا يقوم ماكرون بملاحقة بولسونارو، إنها الغيرة"
ودفع ذلك الخلاف بالسياسيين البرازيليين - بينهم إدواردو نجل بولسونارو - إلى شن هجمات على ماكرون. فوصفه وزير التعليم ابراهام وينتروب بانه "انتهازى أبله" و"رئيس بلا شخصية" فى عاصفة من التغريدات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة