تناولت مقالات صحف الخليج العديد من المقالات حول أبرز القضايا المثارة على الساحة الدولية، وعلى رأسها مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليمانى، على يد القوات الأمريكية، كما تناولت المقالات اغتيالات الشخصيات العامة والسياسية التى غيرت مجرى التاريخ، بالإضافة إلى تنبؤات الوضع فى العراق إذا خرج الجيش الأمريكى منها بعد الأحداث الاخيرة .
غانم النجار: اغتيالات غيرت مسارات التاريخ
غانم النجار
تناول الكاتب غانم النجار بمقاله بجريدة "الجريدة" الكويتية، اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، الذى جاء مثيراً لاحتمالات تصعيد كبير فى منطقة مهووسة بالاضطرابات والحروب، وليفتح الباب مجدداً حول مشروعية الاغتيالات السياسية، وانتهاكات القانون الدولي، التى يمارسها الجميع، ويشكو منها الجميع.
الاغتيال منذ الخليقة، كسلوك بشرى لا جديد فيه للأسف، يعبر عن رغبة فى تحقيق هدف بسفك الدماء، كطريق للهيمنة والاستئثار بالنفوذ والثروة أو إزاحة الخصوم. ومن أشهرها تاريخياً، اغتيال بروتوس ليوليوس قيصر فى مارس 44 قبل الميلاد، والمشهورة بمقولة قيصر "حتى أنت يابروتوس؟"، دلالة على خيانته.
أغلب الاغتيالات كان للوصول إلى حكم، ومع ذلك فقد يزول الحاكم، ولكن تبقى سياقات النظام ثابتة. إلا أن أكثرها تأثيراً كان لأسباب عمومية، أو انتقاماً من شخصية قيادية، ليست حاكمة بالضرورة. بعض الاغتيالات جزء من مؤامرة لترتيب مسارات بنزاع ما، أو للتغطية على حدث معين، أو حرف الانتباه. فذلك النوع من الاغتيالات قد يؤدى إلى انخراط فئات أكبر فى ردود الأفعال الدموية.
كان من أشهر الاغتيالات ذات النتائج المباشرة مقتل فرانز فيرديناند، ولى عهد النمسا، أثناء زيارته لسراييفو فى يونيو 1914، بيد جافريللو برنسب ذى الـ19 عاماً. تجاوزت آثار ذلك الاغتيال كل التوقعات، بما صرنا نعرفه اليوم بالحرب العالمية الأولى. لا أظن أن برنسب أو جماعته، أو أى محلل سياسي، كان يتخيل أن ثلاث رصاصات ستؤدى إلى حرب عالمية، وسايكس بيكو، وسان ريمو، وتقسيم الشرق الأوسط، بالنسبة لنا.
محمد الحمادى: الإخوان.. كلمة السّر فى الخطة التركية الإيرانية القطرية لإشعال جبهة اليمن فى 2020
محمد الحمادى
أكد الكاتب محمد الحمادى بمقاله بجريدة "الرؤية" الإماراتية، أنه لاحظ المراقبون للشأن اليمنى التصعيد الأخير لميليشيات حزب الإصلاح فى محافظتى شبوة وأبين باليمن مع بداية العام الجديد، وذلك على الرغم من سريان اتفاق الرياض الذى وقعت عليه جميع الأطراف، ويفترض أنها تلتزم به.. فما الذى حدث؟
ما حدث فى اليمن هو نتيجة لما تم الاتفاق عليه فى كوالالمبور الشهر الماضي، حيث لُوحظ زيارة وفود «إصلاحية» إلى تركيا بعد انتهاء تلك القمة مباشرة، فقد قام وزير النقل اليمنى صالح الجبواني، ووفود الإصلاح بلقاء قيادات من حزب العدالة والتنمية التركي، من بينهم: نعمان قورتولموش، ومسؤولين أتراك، منهم: ياسين أقطاى مستشار الرئيس التركي.
وبلا شك، إن مقتل قاسم سليمانى فى الثالث من يناير الجارى لم يكن فى الحسبان أثناء «التآمر» فى كوالالمبور، إلا أن ذاك الاتفاق لا يمكن أن يتغير بفقدان لاعب واحد ـ وإن كان أساسياً ـ لذا، فمن المهم أن تدرك دول المنطقة الخطة الجديدة، والتى بدأت فعلياً مع بداية عام 2020 بتحركات حزب الإصلاح فى اليمن.. لكن تُرى ما الذى جرى بماليزيا فى شهر ديسمبر الماضي؟
ما حدث باختصار خطة ثلاثية جديدة اتفقت عليها 3 دول إقليمية هي: إيران وتركيا وقطر، هدفها زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وبالتحديد الإضرار بالأمن القومى العربى من خلال الملف اليمني.
عبد الرحمن الراشد: ماذا سيحدث إن طرد العراق الأمريكيين؟
عبد الرحمن الراشد
أوضح الكاتب عبد الرحمن الراشد بمقاله اليوم بجريدة "الشرق الأوسط" السعودية، أنه ليس هناك أفضل من الأحزان لاستمالة القلوب الغاضبة، هذا سبب الحماس المفرط فى بغداد لمساندة قتلى المطار، وعلى رأسهم جنرال النظام الإيرانى قاسم سليماني. تقريباً، كل السياسيين فى الحكومة العراقية والبرلمانيين مغضوب عليهم شعبياً، عاشوا 3 أشهر صعبة يواجهون الاحتجاجات ضدهم، من ملايين العراقيين يطالبونهم بالرحيل ويتهمونهم بإفقار البلاد وإفسادها.
أمس صعّد السياسيون العراقيون فجأة ضد أمريكا، يتسابقون للتعبير عن تضامنهم مع إيران وقتلاها، بالشكوى لمجلس الأمن، والسعى فى البرلمان لإلغاء اتفاقيات التعاون الأمنية والعسكرية، والدعوة لطرد القوات الأمريكية. ربما يرون فيها مناسبة لإنهاء احتجاجات الشارع ضدهم، والترتيب لإنهاء المظاهرات لاحقاً، دون الخوف من التدخل الأميركى الذى كان محتملاً إن سعوا لسحقها، آنذاك. الآن، مع الأزمة سيطول عمر الحكومة المستقيلة، وأعضاء البرلمان، وتعود الحياة إلى طبيعتها قبل الانتفاضة الشعبية.
الأزمة الخطيرة الحالية الأمريكية الإيرانية هى نتاج المظاهرات الشعبية. بدأت الشرارة بتدخل إيران، عبر ميليشياتها العراقية، للقضاء على الاحتجاجات التى حملت شعارات «إيران برا برا». قتل قناصة الميليشيات عشرات المحتجين المسالمين، ورموا آخرين من المبانى العالية، فردّ المحتجون العراقيون عليهم بإحراق القنصليات الإيرانية فى كربلاء والنجف وتمزيق صور المرشد الأعلى خامنئي، والجنرال سليماني.
فى ظل ثورة الشارع العراقى على حكومته، وعلى النفوذ الإيراني، تحولت ميليشيات إيران إلى قصف محيط السفارة الأمريكية بالصواريخ، وقتلت أمريكياً وجرحت آخرين فى كردستان العراق، فردّت القوات الأمريكية بقصف مركز إيرانى على معبر الحدود العراقية مع سوريا يستخدم لتخزين صواريخهم ومقراً لقياداتهم. رد الإيرانيون بالهجوم على السفارة الأمريكية فى بغداد، ورفعوا أعلام «حزب الله العراق» على جدرانها، لتأتى ضربات درونز أمريكية وتقضى على قائد «فيلق القدس» سليماني، المسؤول عن الميليشيات، الذى جاء قادماً من رحلة عمل، من سوريا ولبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة