انتقدت ميرال أكشنار زعيمة حزب "الخير" التركي المعارض، سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان الخارجية، لا سيما فيما يخص الأزمة السورية، وقالت أكشينار، خلال مؤتمر للحزب بالعاصمة التركية أنقرة: "على ماذا حصلنا نحن بعد التجربة السورية؟ لقد أنفقنا نحو 40 مليار دولار على ملايين اللاجئين وعرضنا جيشنا لحروب أهلية في سوريا التى ليس لنا بها ناقة ولا جمل، ولا نعلم متى سننتهي منها".
وأضافت: "يا سيد أردوغان، إذا لم تكن عقلانيا، فأنا مستعدة للذهاب إلى سوريا ومقابلة الأسد لحل هذه المشكلة، معتبرة أن إرسال قوات تركية إلى ليبيا سيزيد الأمر سوءا وسيؤثر على تركيا بشكل سلبي".
وتابعت أكشينار هجومها على سياسات أردوغان قائلة: أصبحت السياسة التركية الخارجية قائمة على الكراهية، وعندما ننظر إلى كل هذا، نرى طموح أردوغان أن يصبح قائدا للشرق الأوسط، ونرى الكثير من الكراهية من جيراننا على الحدود.
وتعهدت الزعيمة المعارضة بأن يستمر حزبها في معارضة تلك اللهجات التي لا حصر لها حيال السياسات الخارجية"، مضيفة "سنحمي حقوق الأبرياء عن طريق تغيير تلك اللغة.
ومن جهة أخرى، علق أحمد ميزاب خبير أمني واستراتيجي جزائري ، على زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ووزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو للجزائر، قائلًا: عادا من الجزائر بـ "خفي حنين"، بعد صدمتهما من موقفها الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا.
وأكد الخبير الأمنى والاستراتيجي، أن الجزائر بعثت برسالتين قويتين الأولى للسراج وهي أن السلاح لغة مرفوضة بالنسبة لها، أما الثانية فحملها أوغلو وبها رد قاس رافض للتدخل الأجنبي العسكري في طرابلس.
وأشار ميزاب إلى أن السراج عاد من الجزائر بصدمة قوية بعد مطالبته في وقت سابق بإعادة تفعيل الاتفاقيات الأمنية معها على غرار ما فعله مع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبحسب الخبير الأمني، فإن الدور الجزائري في الأزمة الليبية يمكن قراءاته من خلال مقاربة سياسية ثلاثية الأبعاد، تبدأ بالبحث عن عناصر التهدئة ثم تثبيتها وأخيراً التوجه نحو الحوار بين الليبيين لتجنب أي انزلاقات خطرة.
وتستوعب العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية في الملف الليبي مقاربة مدروسة لحجم الأزمة، وأهمية عامل الوقت في التعاطي معها، والبحث عن عناصر التهدئة كأولوية قبل الحديث على المباشرة في جهود التسوية، وفقاً لـ "ميزاب".
وأضاف: "الجزائر تسعى كخطوة أولى لتثبيت مواقفها، بدليل أن السراج وتشاووش أوغلو عادا إلى طرابلس وأنقرة محملين برسائل واضحة تشمل على رد جريء".
وأكد أن الجزائر تتحرك وفق مقاربة مدروسة تقوم على اتصالات أجرتها مع الأطراف الأخرى الفاعلة في الملف الليبي كمحاولة للتهدئة رغم حديث متابعين عن أنه دور "الدقائق الأخيرة"، خاصة بعد إرسال تركيا قوات وميليشيات إلى طرابلس.
وأوضح الخبير الأمني أن الجزائر يمكن أن تنجح في تجنيب المنطقة أسوأ السيناريوهات في حالة "إذا ما أحسنت توظيف الأدوات الدبلوماسية المتاحة لديها والاستثمار أيضا في بعض الأوراق الرابحة".
وتوقع ميزاب انعقاد قمة لدول الجوار الليبي الثلاث (الجزائر ومصر وتونس)، قائلا: "هذا الاحتمال الوارد جداً وأتمنى أن يكون على مستوى القادة".
وأرجع الخبير الاستراتيجي توقعه بعقد قمة ثلاثية إلى أن مشاركة رؤساء الجزائر ومصر وتونس المجاورة لليبيا يتم من خلالها اتخاذ إجراءات كفيلة بالتسريع نحو التهدئة والبحث عن مخارج حقيقية للأزمة.
وكان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي ، قد أعلن سيطرة القوات المسلحة على مدينة سرت بالكامل.
وحث البرلمان الليبى، في بيان له، ضباط الجيش على استكمال عملياته القتالية حتى تحرير كامل التراب الليبي من المليشيات والجماعات الإرهابية والمرتزقة.
ومن جانبها، باركت الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثني انتصار الجيش الليبي وتحرير مدينة سرت من سيطرة المليشيات.
ومنذ يونيو الماضي، تتمركز القوات الخاصة على حدود مدينة سرت، حيث أعلن حينها قائد القوات اللواء ونيس بوخمادة أنه مكلف بمهام محددة في منطقة الهلال النفطي على الساحل الليبي.
وفي 4 أبريل الماضي، شن الجيش عملية عسكرية تحت اسم "طوفان الكرامة"، بهدف تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات التي تسيطر عليها منذ سنوات.