نشر شادى أصلان، ابن الروائى الكبير إبراهيم أصلان، مجموعة من الصور لوالده، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى، نظرًا لحلول ذكرى رحيله، إذا رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم، من عام 2009، كما استعاد نجله مجموعة من الذكريات منها موقفه الأخير معه خلال إجراء الروائى إبراهيم أصلان لفحوصات طبية.
وجاء فى تدوينه شادى إبراهيم أصلان: "فى اليوم ده من كل سنة ببقى محتاج أحس بالونس وأشوف محبة أبويا في كلام الناس عنه، بس الحقيقة السنة دي إحساسي مختلف جدا عن كل سنة. السنة دي حاسس إن أبويا وحشني آوي، أبويا إللي طول ما كان موجود عمري ما كنت بشيل هم حاجة، فعلا كان عندي إستعداد أفوت في الحديد وهو موجود. مشاكل مادية؟ مش مهم هو هيسندنى، بطاقتى ضايعة وخايف أروح متأخر علشان محدش يضايقني في كمين؟ مش مهم هو موجود وهتصل بيه وهيتصرف، مشاكل في الحياة بأي شكل وأي نوع؟ مش مهم خالص هروح أقوله وهو هيحلها. أبويا مكانش رجل أسرة أو زي ما الخواجات ويقولوا "فاميلي مان" بس أقدر بضمير مرتاح أقول إنه تجسيد حي لمفهوم الأبوة. مقدرش أقول إنه كان بيشارك الأسرة الأنشطة المعتادة، بس مستحيل أقول إن فيه جزء من مسؤولياته مكانش بيتعمل".
الروائى الكبير إبراهيم أصلان
وأكمل "شادى" حديثه: وأنا عندى 15 ولا 16 سنة كانت دعوتى لربنا طول الوقت "يا رب اجعل يومي قبل يوم أبويا وأمي.. ويا رب لو الموضوع ده مش هينفع، خليهم بس موجودين شوية، 10 سنين كمان ولا حاجة لحد ما أكبر علشان أقدر أستحمل لو حد منهم جراله حاجة". ربنا استجاب مني ولما أبويا مشي من الدنيا كان عندي تقريبا 29 سنة، ويمكن ده من حسن حظي، رغم إنه كان سن يسمحلى إني أبقى مدرك أكتر للفقد، ومدرك للخوف اللى عمره ما كان موجود وهو عايش. أبويا كان بيديني مصروفي كل شهر، حتى وأنا بشتغل وليا مرتبي، وكان حريص جدا ع الحكاية دي، لدرجة إنه قبل رحيله بأيام كنا فى المستشفى، كانوا بيظبطوله شوية أمور بسيطة، وإحنا ماشين من هناك، رحت الحسابات دفعت إللي كان المفروض يتدفع، واتبقى من الفلوس مبلغ، وإحنا خارجين من باب المستشفى، بقوله خد الفلوس دى اتبقت من اللي كنت سايبهولي، قالي هما دول كام؟ قلتله كذا. قالي خليهم معاك وكدا يبقي ليك عندى 300 جنيه.
الروائى الكبير إبراهيم أصلان
وتابع شادى: ملحقتش أخد منه الـ300 جنيه الباقين، ومقدرتش أدخل أشوفه وهو نايم ومتغطي، وكل يوم بالليل قبل ما بنام بحمد ربنا إني بقدر اشوفه في كلام الناس عنه، بس برضه هو واحشنى جدا، وواحشنى احساس الأمان والراحة اللى كانوا موجودين بوجوده.
الروائى الكبير إبراهيم أصلان
وأكمل شادى: "زي النهاردة من 8 سنين إبراهيم أصلان مبقاش موجود بجسمه، صحيح هو موجود بصور تانية، بس أنا حاسس إني كبرت 50 سنة في ال 8 سنين إللي عدوا دول، ومش قادر أتخلص من إحساس إنه واحشنى، خصوصا إن مفيش حد بيعرف يعمل اللى كان بيعمله".