قدم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية التهنئة بالعام الميلادي الجديد وعيد الميلاد المجيد، مقدما الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على حضوره والتهنئة لجموع المصريين، وأن حضوره يفرحنا ويفرح جميع المصريين، وأننا نصلي من اجله ومن اجل مصر ومن اجل جميع المسئولين، ونصلي أيضا من أجل سلامها واستقرارها ونموها، كما نصلى من اجل مناطق الصراع في منطقتنا والعالم أجمع، مؤكدا أن يقدم الشكر إلى الله الذي يمنح جميع المصريين نعمة السلام.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني – في كلمته خلال عظة قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديد إنه عندما كسر آدم وصية الله دخلت الخطية إلى الإنسانية، وكأن خطية آدم وحواء بمثابة بذرة أثمرت شجرة ممتلئة بالضعفات والخطايا، وظهر الحقد والكراهية وكل المشاعر السلبية، وبدأت هذه المشاعر تزداد مع تزايد البشر، وبدأ الإنسان يفقد إنسانيته.
وتابع قائلا، عندما ننظر إلى خريطة العالم نشاهد أعمال الشر والحروب، ونما الشر من خطية آدم وحواء ، ولكن الله محب البشر، الذى لم يكن يحتاج إلى وساطة بينه وبين الإنسان، ومن هنا جاء التجسد، فجاء السيد المسيح متجسدا لكي يقدم حب الله إلى كل أحد، وحتى يحاول أن يرجع للإنسان إنسانيته.
وأضاف أن هناك 3 أعمدة في أحداث الميلاد يجب أن ينتبه الجميع لها، والعمود الأول منها هو أن يعيش الإنسان بالحب، والعمود الثاني أن يصنع الإنسان الخير، والعمود الثالث أن يتمتع الإنسان بالجمال.
وأشار إلى أن الإنسانية تتحقق بأن يعيش الإنسان الحب، فعندما يمارس هذا الحب ويعيشه ويقدمه، يكون هذا الحب وسيلة تتحقق بها إنسانيته، وأن الرعاة الذين كانوا يسهرون في البادية وكانوا يعيشون في حياة بسيطة رقيقة الحال. كانوا يعيشون هذا الحب، حب القطعان وحب البشر.حتى أن الله استأمنهم أن يكونوا أول من استقبل خبر الميلاد.
وأضاف أن العطية الثانية هى نراها في زيارة المجوس.. المجوس غرباء قدموا من الشرق وأتوا خصيصا.. كانوا علماء وكانوا يبحثون في النجوم.. وعندما وجدوا النجم المميز في السماء، هؤلاء تمتعوا بالخير..بمعنى أن هؤلاء المجوس كانوا جادين. وفي إصرار بالغ عرفوا مكان ميلاد المسيح بإرشاد النجم وقدموا خيرا.فجاءوا من الشرق ووصلوا إلى المزود، وقبلها تقابلوا مع الملك وقدموا هداياهم.
ووتابع، نتذكر أهل بيت لحم وأهل المزود اللذين استضافوا هذه المرأة الفقيرة،أمنا العذراء مريم والقديس يوسف النجار.وكانت حبلى وتريد ان تضع أبنها. ولم يكن هناك مكانا في أورشليم المدينة الكبيرة ولا مكانا في القرية الصغيرة إلا في هذا المزود.هؤلاء صنعوا خيرا.
ونوه إلى أن العطية الثالثة التى نشعر بها هى تذوق الجمال. ميلاد السيد المسيح مشهد جميل. ولكن أجمل ما فيه كان جوقة الملائكة التى ظهرت من السماء وغنت وأنشدت وقالت:"المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة".
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد حضر قداس عيد الميلاد المجيد وقدم التهنئة للبابا تواضروس بالعيد
قصة لحن دخل عليه السيسي الكنيسة
ملك السلام أعطنا سلامك، قرّر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا، فرّق أعداء الكنيسة وحصنها فلا تتزعزع إلى الأبد، عمّانوئيل إلهنا في وسطنا الآن، بمجد أبيه والروح القدس"، تزامنت هذه الكلمات ولحن يا ملك السلام (إبؤرو إنتي تي هيريني)، مع الخطوات الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي على أرضية كاتدرائية "ميلاد المسيح" التي أنشأت حديثًا في العاصمة الإدارية الجديدة، لتشهد أول قداس لعيد الميلاد بها.
ويعتبر "إبؤرو" لحن فرايحي مبهج ممتلىء بقوة الفرح تؤكده السرعة النشطة والطبقة الصوتية المرتفعة، فيما يتبع هذا اللحن عدة صلوات، حيث يقال في الأولى :"أيها الرب العارف قلب كلّ أحد أنت وحدك قدّوس، بلا خطيئة وقادر على غفران الخطايا، أنت تعلم يا سيدي، أني لست أهلاً لهذه الخدمة المقدّسة، ولست مستحقًّا أن أقترب من مجدك القدّوس، إغفر لي، أنا الخاطئ، برحمتك العظيمة، إمنحني نعمةً ورحمةً، لكي أبتدئ وأُتمّم خدمتك المقدّسة، حسب إرادتك، كن معنا يا سيّدنا وباركنا، لأنّك أنت غافر خطايانا، وضياء أنفسنا وحياتنا، وقوّتنا، ودالَّتنا، لك المجد أيّها الآب والابن والروح القدس الآن وكلّ أوان، وإلى الأبد.. آمين".
أما الصلاة الثانية نصها هو :"أنت يا ربُّ، علّمنا هذا السرَّ العظيم، سرَّ الخلاص. أنت دعوتَنا، نحن الضعفاء، لنكون خدّام مذبحك المقدّس، إجعلنا أهلاً، بقوّة روحك القدُّوس، أن نُقَدمَ ذبيحتَنا هذه، لمجدِكَ العظيم. لك المجد، أيُّها الآب والابن والرُّوح القدس، الآن وكلّ أوان، وإلى الأبد.. آمين".