حقق الجيش الوطنى الليبى عدة مكاسب بسيطرته على مدينة سرت شمالى البلاد، والضغط بشكل أكبر على الميليشيات المسلحة المتمركزة فى مدينة مصراتة والداعمة لحكومة الوفاق الوطنى.
وتتوسط مدينة سرت ليبيا وتقع وسط المسافة بين طرابلس وبنغازي وبها قاعدة جوية بها بنية تحتية ممتازة، بالإضافة إلى الميناء البحري وهو من أهم الموانئ البحرية والطريق الرابط بين الشرق والغرب يمر من مدينة سرت.
كانت قوات الجيش الليبي قد أحكمت السيطرة الكاملة على مدينة سرت الساحلية (450 كلم شرق طرابلس و250 كلم على مصراتة)، التي كانت تحت نفوذ ميليشيات مصراتة التابعة لقوات حكومة الوفاق، بعد عملية عسكرية خاطفة ومفاجئة، وضعت الجيش وجهاً لوجه مع مدينة مصراتة ذات الثقل العسكرى والسياسى وحتى الاقتصادى فى الغرب الليبى.
إفشال مخطط الأتراك بإرسال قوات عبر سرت
أفشلت قوات الجيش الوطنى الليبى مخطط تركيا بإرسال مرتزقته ومقاتليها عبر مدينة سرت عن طريق الميناء البحرى أو قاعدة القرضابية التى كانت تسيطر عليها كتائب وميليشيات البنيان المرصوص التابعة لمدينة المرصوص.
وخططت تركيا لنقل مقاتليها ومرتزقتها عبر مدينة سرت عقب رفض الجزائر وتونس السماح لأنقرة بإنزال جوى على أراضى البلدين لدخول الأتراك إلى ليبيا، وهو ما يعقد التحركات التركية ويدفعها إلى نقل المقاتلين والمرتزقة عبر رحلات مدنية عبر مطارى مصراتة وطرابلس.
أجهض الجيش الوطنى الليبى مخطط تركيا بنقل مرتزقتها عبر مدينة سرت عقب سيطرته على المدينة والميناء، واقتراب القوات بشكل أكبر من الحدود الإدارية لمدينة مصراتة.
استهداف مصراتة وطرابلس من قاعدة جوية قريبة
سيطرت القوات المسلحة الليبية على قاعدة سرت الجوية يمكن القوات من استهداف ميليشيات مصراتة وطرابلس من قاعدة جوية أقرب من الجفرة، وهو ما يسهل مهمة سلاح الجو على الرصد والقصف بشكل سهولة لمواقع الميليشيات.
كان سلاح الجو الليبى يستهدف الجماعات المسلحة عبر قاعدة الوطية الجوية التى كانت تحمل اسم قاعدة عقبة بن نافع جنوب العجيلات وتابعة اداريا لمنطقة الجميل، وتمتلك قاعدة الوطية أكبر بنية تحتية عسكرية حيث تستطيع القاعدة الجوية استيعاب وايواء 7 الأف عسكرى.
تأمين الهلال النفطى
تمكن الجيش الوطنى الليبى من تأمين منطقة الهلال النفطى فى خليج السدرة بعد السيطرة على مدينة سرت، وتبددت مخاوف القوات المسلحة الليبية من اقدام الميليشيات المسلحة على استهداف المنشآت النفطية.
ويقع خليج السدرة الذى تتواجد به منطقة الهلال النفطى فى مدينة سرت وكانت لدى قوات الجيش الليبى مخاوف من أى هجمات تقدم عليها عناصر إجرامية وإرهابية على منطقة الهلال النفطى.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري إن الجيش قام بتأمين الهلال النفطي، مؤكدا أن الخطر بعيد عن المنطقة.
وأضاف المسمارى فى تصريحات إعلامية أن الجيش الليبي يحاول تثبيت مواقعه داخل سرت بعد تحريرها، لافتا إلى أن عملية سرت كانت خاطفة نتيجة الخطة التي هدفت لتجنب القتال داخل المدينة.وكشف المتحدث باسم الجيش الليبي عن أنه لا نية للتوجه إلى مدينة مصراتة فى الوقت الحالي.
الضغط على ميليشيات مصراتة
أحد أهم مكاسب القوات المسلحة الليبية بالسيطرة على مدينة سرت هو الضغط على مدينة مصراتة وميليشياتها بشكل أكبر التحركات العسكرية التى تقوم بها القوات فى عملية تحرير طرابلس بالضغط على مصراتة لسحب ميليشياتها من العاصمة الليبية.
تقدمات الجيش الليبى نحو مدينة مصراتة والاقتراب بشكل أكبر من مدينة تاورغاء المتاخمة للمدينة يشكل تهديدا كبيرا للميليشيات المسلحة وخاصة التى تقاتل فى طرابلس ، ويمكن للجيش الوطنى الدخول إلى مصراتة بكل سهولة بسبب عدم وجود قوات كافية للقتال وهو ما يصعب مهمة الميليشيات فى محاور القتال بطرابلس.