يُطلع مسئولون من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الكونجرس، اليوم الأربعاء، على قضية قتل قائد عسكرى إيرانى أثارت أزمة جديدة فى الشرق الأوسط، فى حين يضغط الديمقراطيون من أجل إصدار تشريع يحد من قدرة الرئيس على شن حرب، ويدلى وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلى، ومديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، بإفادات أمام مجلس النواب فى جلسة مغلقة الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الساحل الشرقى الأمريكى وأمام مجلس الشيوخ فى الساعة الثانية والنصف مساء، بعد خمسة أيام من شن الولايات المتحدة هجوما بطائرة مسيرة قتل قاسم سليمانى قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى فى العراق.
وتأتى هذه الإفادات، بعد بضع ساعات فقط من إطلاق إيران صواريخ على قواعد عسكرية، تضم قوات أمريكية ردا على قتل سليمانى، مما يزيد من مخاطر صراعها مع واشنطن وسط مخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا فى الشرق الأوسط.
وقد يوافق مجلس النواب، الذى يسيطر عليه الديمقراطيون هذا الأسبوع على تشريع يطالب القوات الأمريكية بوقف الأعمال القتالية مع إيران خلال 30 يوما، ما لم يعلن الكونجرس حربا أو يجيز استخدام القوات المسلحة.
وطُرح تشريع مماثل فى مجلس الشيوخ، الذى يهيمن عليه الجمهوريون رفاق ترامب، والذين نادرا ما يعارضون مبادراته مما يقلل فرص الموافقة عليه.
وكانت الولايات المتحدة، قد نفذت ضربة جوية فى الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضية، أسفرت عن مقتل الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى، و أبو مهدى المهندس، نائب قائد ميلشيات الحشد الشعبى .
وجاء مقتل سليمانى بالضربة الأميركية، قرب مطار بغداد الدولى فجر الجمعة، بأوامر من الرئيس الأميركى دونالد ترامب، الذى أصدر الأمر بـ"قتل" الجنرال لإيرانى، وفقا لوزارة الدفاع الأميركية "بنتاجون".
و من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوى، يوم الأحد، إن إيران تقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولى، التابع للأمم المتحدة، بشأن اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليمانى، فى غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد، وذكر موسوى، فى مؤتمر صحفى، "بدأت وزارة الشؤون الخارجية بالفعل تدابير سياسية وقانونية ودولية، بما فى ذلك على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وتتهم واشنطن سليمانى بالمسئولية عن "العمليات العسكرية السرية" فى أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة فى العراق وسوريا، وصنف من قبلها كـ "داعم للإرهاب".
و من جهته، أكد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، أن نهاية الوجود الخبيث للولايات المتحدة فى غرب آسيا بدأت، وقال ظريف فى تغريدة على صفحته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعى "تويتر"، "شاءت أميركا أم أبت، فقد بدأت نهاية الوجود الخبيث للولايات المتحدة فى غرب آسيا"، وأضاف وزير الخارجية الإيرانى، "أميركا ارتكبت انتهاكات خطيرة للقانون الدولى فى الاغتيالات الجبانة التى نفذتها يوم الجمعة"، مشددا "استهداف المواقع الثقافية يعد جريمة حرب".