بعد صراع دام 16 عامًا متواصلا بين عائلتى الطوايل والغنايم في قرية كوم هتيم فى قنا، والذي راح ضحيته 17 شخصًا بسبب الثأر، نجحت الأجهزة الأمنية والأزهر والنواب وكبار العائلات فى إنهاء هذا الصراع بالصلح بين العائلتين.
شهد اللواء أشرف غريب الداودى، محافظ قنا، واللواء شريف عبد الحميد مساعد وزير الداخلية، مدير أمن قنا، جلسة إنهاء الخصومة الثأرية بين عائلتي الطوايل والغنايم في قرية كوم هتيم في قنا، بحضور عدد كبير من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية والدينية وكبار العائلات والقبائل بالإضافة إلى عدد كبير من أبناء العائلتين وأبناء القرية والقرى المجاورة.
كما حضر الصلح، وفد من مشيخة الأزهر، برئاسة الدكتور عباس شومان، والدكتور عبد المنعم فؤاد، وقال الدكتور عباس شومان، إن الإسلام حث على التسامح والأخوة، والتصالح بين العائلات، لحث روح التسامح وحقن الدماء.
وشهدت جلسة الصلح إجراءات أمنية مشدد وأطلق عليها أحد أعضاء لجان المصالحات "صلح القرن" وبعد أن راح ضحيته 17 قتيلا من الطرفين.
وتعانق أطراف الخصومة من العائلتين بعد صراع دموي مر عليه سنوات طويلة، وتعهد الطرفان ممسكين بمصحف على عدم التخاصم والصراع مرة أخرى، وسط تهليل وتكبير رجال المصالحات والحاضرين، ليعم الأمن والأمان لقرية عاش أهلها حرب شوارع وعمليات كر وفر أوقفت الحياة تمامًا بها، وذلك بفضل جهود لجنة المصالحات التي أنهت الخلاف.
ودعا محافظ قنا إلى ضرورة تكاتف جميع الجهود الشعبية والأمنية والتنفيذية لإنهاء الخصومات الثأرية والحد من وقوع خلافات جديدة للمساهمة في تنفيذ الخطط التنموية والخدمية التي وضعتها الدولة في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد المحافظ أن عام 2020 سيكون عام خير، وأنا كنت محظوظًا عندما جئت لمحافظة قنا، وحضرت صلح أكبر خصومة ثأرية فى محافظ قنا، وسيكون هناك الكثير من الخدمات والمشروعات لقرية كوم هتيم خلال الفترة المقبلة.
وقدم مدير أمن قنا شكره لأبناء العائلتين لنبذهم الخلافات واتباعهم لتعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تدعو إلي العفو والتسامح والصفح لتعم بين الناس المحبة ولينعموا بالعيش تحت مظلة الأمن والأمان كما قدم الشكر والتحية لكل من شارك في إنجاح هذا الصلح ، مضيفًا أن مديرية أمن قنا هدفها الأول هو تحقيق أمن المواطن القنائي وفى سبيل ذلك فإن المديرية تولى اهتمامًا كبيرًا لملف الخصومات الثأرية وتعمل وفق خطة متكاملة بالتعاون مع المحافظة وأعضاء لجان المصالحات والقيادات الشعبية لإنهاء كل الخلافات للوصول نحو قنا خالية من الخصومات الثأرية.
وأضاف مدير الأمن للحاضرين: أفيقوا لأنفسكم فى ملف الخصومات هو ملف الجميع فيه خاسر من المتخاصمين والدولة تحارب هذا الملف بكل قوة، ونحن جئنا بينكم لتعاهدونا على محاربة ذلك الفكر الذى أودى بحياة 17 شخصا لأسباب لا تذكر.
وتابع: "مكتبى مفتوح للجميع، ومصر تحارب من الخارج، ولا يجب أن يكون الصراع من الداخل عن طريق ملف الخصومات الذي ينتج عنه حمل الأسلحة النارية، وترويع المواطنين، وتوقف الحياة بين العائلات.
وقال الدكتور عباس شومان مستشار شيخ الازهر خلال كلمته: "عليكم أن تعتصموا بحبل الله وترك الجهل الذي يأتى من الثأر، ويدفع الفتنة بين الناس أنتم أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا يجب أن يكون بينكم سلسال الدم، لأن إراقة الدماء أهون عند الله من زوال الكعبة.
جدير بالذكر أنه اشتعل فتيل الفتنة بين عائلتي الطوايل والغنايم، في عام 2003، على خلفية مشاجرة بسبب لعب الأطفال كرة القدم بملعب معهد أزهري، تبرعت به عائلة الطوايل وتم بناؤه بالجهود الذاتية وبعدها بعامين، قامت مجموعة مجهولة، بإضرام النيران في 5 منازل، بعائلة الغنايم، وقامت الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من أطراف الخصومة وتم الضغط للاتفاق والتصالح بتقديم "القودة" من العائلة الأخرى.
بعد 11 عاما، وفي 2016، تجددت الاشتباكات المسلحة بين العائلتين، بعد أن ظهر الجرح القديم، خلاف بين سائقين من العائلتين في موقف السيارات، أدى إلى إصابة شاب من عائلة الطوايل وآخر من الغنايم، وحاول عمدة القرية التدخل للصلح إلا أن الأمر تطور على مدار السنوات الأخيرة ليصل عدد الذين لقوا حتفهم في الخصومة 17 قتيلاً من الطرفين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة