قالت صحيفة "أوك دياريو" الإسبانية أن الطمع فى نهب ثروات غاز شرق البحر المتوسط هو السبب الرئيسي وراء محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان غزو الأراضي الليبية، مؤكدة أن ما تحاول أنقرة الترويج له بأن تحركها يهدف لدعم ما يعرف بـ"المجلس الرئاسي" فى ليبيا، لا يعكس الحقيقة.
وقالت الصحيفة فى تقريرها المنشور الثلاثاء: "الحرب الدائرة فى ليبيا حالياً سببها طموحات الرئيس التركى رجب طيب اردوغان بشأن الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، ومن المتوقع أن تزداد التوترات فى شرق البحر المتوسط بسبب استيراتيجية تركيا العدوانية، للسيطرة على موارد الغاز".
وتابعت الصحيفة أن أنقرة تزيد من رهانات غير آمنة العواقب بمحاولاتها منازعة قبرص واليونان فى الثروات النفطية المتواجدة فى شرق البحر المتوسط، وهو ما يسبب انزعاج عميق بين البلدين العضوين فى الاتحاد الأوروبى، حيث أرسلت تركيا قبل أشهر سفن الحفر التى اصطحبتها السفن الحربية إلى المياه التى تتمتع فيها قبرص بحقوق اقتصادية حصرية.
وسلطت الصحيفة الأسبانية الضوء على جرائم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعانته بمئات من المرتزقة وعناصر تنظيم داعش الذين انخرطوا فى معارك سابقة داخل الأراضي السورية بهدف أرباك الوضع فى ميادين الحرب داخل ليبيا التى يحاول الجيش الوطني الليبي أن يطهرها من مليشيات الإرهاب والدمار.
وقبل أيام، وعلى الرغم من الإدانات الدولية القاطعة لتلك الخطوة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء تحرك قواته صوب الأراضي الليبية، وهو التحرك الذى فسره وزير خارجيته فى تصريحات تلفزيونية بقوله إنه تم بالفعل إرسال خبراء عسكريين بهدف دعم القوات التابعة للمجلس الرئاسي الليبي بزعامة فايز السراج.
وقال هليل كارافيلى، خبير بمعهد آسيا الوسطى ـ القوقاز، ومركز دراسات طريق الحرير، أن "من المحتمل أن يكون تصعيد فى الشرق الأوسط بأكمله، وأن تقرر تركيا ضد شمال قبرص رسميا، كما أنها تنظر فى بناء قاعدة بحرية".
وأضاف كارافيلى أن "اردوغان خطط للانخراط عسكريًا فى الصراع الليبى تهدف إلى الضغط على جيرانها فى شرق البحر المتوسط"، مشيرا إلى أنه فى نفس اليوم الذى صوت فيه البرلمان التركى لإرسال قوات إلى ليبيا بعد طلب رئيس حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج، وقع زعماء اليونان واسرائيل وقبرص اتفاقا لخط أنابيب الغاز المغمور بالمياه الذى سينقل الغاز من الرواسب البحرية الجديدة فى جنوب شرق البحر المتوسط إلى أوروبا، وترك تركيا جانبا".
وأشار الخبير إلى أن خط أنابيب الغاز EastMed الذى يبلغ طوله 1900 كم، يهدف إلى توفير مصدر بديل للغاز لأوروبا التى تحتاج إلى الطاقة، والتى تعتمد اعتمادًا كبيرًا على إمدادات من روسيا ومنطقة القوقاز، وهو ما جعل اردوغان يفكر فى التدخل العسكرى لليبيا بالإضافة إلى الاستيلاء على النفط".
وأوضح كارافيلى أن "تركيا بحاجة إلى الحفاظ على الحكومة الليبية برئاسة السراج، والتى توصلت معها إلى اتفاقية الحدود البحرية التى تقطع فعليًا الصلة البحرية اليونانية-القبرصية، وذلك للتأثير على المنطقة التى تعتبر مركز رئيسي للنفط والغاز فى شرق البحر المتوسط.
وأضاف أن تجاهل اليونان وجمهورية قبرص اليونانية مصالح الأتراك ـ الغير مشروعة ـ فى استغلال موارد الغاز القريبة، اثار غضب انقرة، التى أصبحت أيضا تشعر بالانزعاج لأن دول المنطقة تفضل بناء خط أنابيب غالي الثمن لإرسال الغاز إلى أوروبا بدلاً من استخدام شبكة أنابيب تركية.
وكان مسئول تركى طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة الإسبانية أن "المشكلة الرئيسية هى الخلافات القائمة بين تركيا وجيرانها، ومن أبرزها مشكلة قبرص التى لم تحل بعد والتى انقسمت بين الجانب التركى واليونانى منذ عام 1974".
وزادت أنقرة من رهاناتها بالتحركات الأخيرة لاستكشاف المياه التي تسيطر عليها قبرص واليونان، مما تسبب فى انزعاج عميق بين البلدين العضوين فى الاتحاد الأوروبى، وأرسلت تركيا سفن الحفر التى اصطحبتها السفن الحربية إلى المياه التى تتمتع فيها قبرص بحقوق اقتصادية حصرية.
وسلطت الصحيفة الضوء على استعانة تركيا بمرتزقة وعناصر تنظيم داعش الذين تم نقلهم من سوريا إلى الأراضي الليبية، وذلك رغم التحذيرات الدولية له وبمقدمتها البيت الابيض الذى أكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حذر أردوغان من أن "التدخل الخارجي فى ليبيا يعقد الوضع".
وفى روسيا، لا تختلف التحذيرات، حيث ليونيد سلوتسكى، رئيس لجنة الشؤون الدولية التابعة لمجلس الدوما الروسى، أن التدخل العسكري التركى فى ليبيا ليس بالتأكيد الخيار الأفضل لحل الأزمة الليبية.