البطاطس، الفاصوليا، الليمون، المشروم، كل هذه الخضراوات تحتوي على سموم طبيعية، تكون بمثابة دروع للدفاع عن نفسها عن طريق التعفن الذي ينتج سمومًا في الوقت الذي لا يوثر السم عليها لكنها تصبح مصدر خطر على البشر والحيوانات على السواء حال تناولها.
وبحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية هذه النوعية من السموم خطر للغاية ما يجعلها حال تناولها تتسبب في إسهال وآلام معدية شديدة وقد يؤدى شدة التسمم إلى الوفاة مع بعض الحالات وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن دخول هذه السموم للجسم يمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي، أو التناسلي، أو العصبي، بل يتعدى للإصابة بالسرطان أحيانًا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن سموم الفيوروكومارينات الموجودة على الليمون توجد في العديد من النباتات، وهى وثيقة الصلة بالجزر، والبقدونس، والكرفس، والموالح، مثل (الليمون، والجريب فروت) وبعض النباتات الطبية، موضحة إن "الفيوروكومارينات"، هي سموم ينتجها النبات استجابة للضغوط، مثل تعرضه للضرر الخارجي، ويمكن لبعض هذه السموم، أن تسبب مشكلات معدية معوية في الأشخاص المعرضة له، ويمكن أن تسبب تفاعلات جلدية وخيمة، في ضوء الشمس وتحدث هذه التفاعلات في المقام الأول بعد التعرض الجلدي، ومع ذلك فقد تحدث عقب استهلاك كميات كبيرة من خضراوات معينة تحتوي على مستويات عالية من الفيوروكومارينات.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هناك سموم تسمى اللكتينات موجودة في أنواع عديدة من البقول بالإضافة إلى سموم تسمى لكتينات، وتحتوي الفاصوليا الجافة على أعلى تركيز لها، لاسيما الفاصوليا الحمراء، حيث يمكن لأربعة أو خمسة حبوب من الفاصوليا النيئة، أن تسبب أعراضًا تتمثل في آلام المعدة، والقيء، والإسهال، ويؤدي نقع البقول لمدة 12 ساعة على الأقل ثم غليها في الماء بشدة لمدة 10 دقائق على الأقل إلى تدمير اللكتينات، والفاصوليا الجافة المعلبة خضعت بالفعل لهذه العملية، ولذا يمكن استهلاكها دون معالجة أخرى.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن جميع النباتات من فصيلة الباذنجانيات التي تشمل الطماطم، والبطاطس، والباذنجان، تحتوى على سموم طبيعية تسمى سولانينات وشاكونين، وفي حين أن هذه السموم تكون مستوياتها عادة منخفضة، فإنها موجودة بتركيزات أكبر في البطاطس "ذات البراعم"، والقشور المرّة، والأجزاء الخضراء، وفي الطماطم الخضراء كذلك، وتنتج النباتات السموم نتيجة لتعرضها للضغوط مثل التخزين في الأماكن الرطبة، والضوء فوق البنفسجي، والكائنات الدقيقة، ومهاجمة الآفات الحشرية، والحيوانات آكلة العشب، وللحد من إنتاج السولانينات والشاكونين، من الأهمية بمكان حفظ البطاطس في مكان مظلم وبارد وجاف، وعدم تناول الأجزاء الخضراء أو البراعم.
وأشارت إلى أن هناك أنواع من المشروم البري تحتوى على بعض السموم، مثل الموسيمول والموسكارين، اللذين يمكن أن يسببان القيء، والإسهال، واضطرابات الرؤية وسيلان اللعاب، وتبدأ الأعراض في غضون فترة تتراوح ما بين 6 ساعات، و24 ساعة أو أكثر بعد تناول المشروم، وعادة ما يرتبط التسمم المميت بتأخر ظهور الأعراض التي تكون شديدة، وتؤثر تأثيرًا سامًا على الكبد، والكلى، والجهاز العصبي، ولا يؤدي الطهي، أو التقشير، إلى إبطال مفعول السموم، ويوصى بتجنب تناول المشروم البري إلا إذا تأكد أنه غير سام.
وقال الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان لـ"اليوم السابع" إن السموم الطبيعية هى مركبات سامة تُنتجها الكائنات الحية بطريقة طبيعية، وهذه السموم ليست مضرّة للكائنات نفسها، ولكنها قد تكون سامة للمخلوقات الأخرى، بما في ذلك البشر، عندما تؤكل، وهذه المركبات الكيميائية متنوعة من حيث هياكلها وتختلف وظائفها البيولوجية، ويتفاوت مدى سميتها، موضحًا أن بعض السموم تنتجها النباتات كآلية دفاع طبيعية ضد الأضرار، أو الحشرات، أو الكائنات الدقيقة، كالعفن، التي تنتشر فيها استجابة للضغوط المناخية مثل الجفاف أو الرطوبة الشديدة.
وذكر الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة أنه ينبغي الحرص على شراء الخضراوات من أماكن معروفة ومحدد بها تاريخ الإنتاج والصلاحية والمصدر تجنبًا لأي مشاكل صحية بالإضافة إلى إتباع سبل التخزين الجيد في المنزل من خلال التعرف على وسائل تخزين الخضر والفاكهة منعًا لتعفنها وبالتالي تكون السموم بها ما يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة وتابع: هناك حملات مستمرة على المحال والسوبرماركت للتأكد من جودة المنتجات ويتم التعامل الفوري حال ثبوت أي مخالفات مضيفًا أنه ينبغي التأكد من سلامة المنتج قبل الشراء والتعرف على الطرق الآمنة لتخزينه منزليات وليس الخضر والفاكهة فقط وإنما البقوليات واللحوم والخبز مضيفًا أن هناك العديد من المراكز التي تقوم بعلاج حالات التسمم بالمجان مشيرا إلى توفير جميع مضادات التسمم مطالبًا أي شخص يتعرض لأزمات صحية متعلقة بالأغذية بالتوجه السريع للمستشفى قبل تفاقم الأزمات .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة