أصبحت فصة كارلوس غصن الرئيس التنفيذى لشركة نيسان – رينو ، حديث الساعة بعد ان تمكن من الهروب من السلطات اليابانية بالرغم اقامته الجبرية وصولا الى المؤتمر الصحفى اليوم الذى أعلن فيه عن ملبسات هروبه وما تم ضده خلال الفترة الماضية ، وتمثل صناعة السيارات احد الصناعات الكبرى فى العالم.
وحول مدى تأثر سوق السيارات بتلك القضايا أكد المستشار أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات أن صناعة السيارات هى صناعة كبرى لا يمكن ان تتأثر بأى حال من الأحوال بمثل تلك القضية حيث أن أى تغير فى القيادات او اى ازمة تخص شخص داخل تلك المنظومة لا تؤثر على الصناعة التى تصل استثماراتها الى مليارات الدولارات.
وأضاف أبو المجد فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن حركة بيع السيارات فى مصر تنخفض خلال فترة الشتاء بشكل طبيعى وتعود مرة اخرى مع بداية شهر 3 من كل عام ، موضحا أن قضية كارلوس غصن ليس لها علاقة بالسوق المصرى بأى حال من الأحوال ، مضيفا أن اسعار السيارات ستتأثر بانخفاض الدولار سيؤثر ايجابيا على بيع السيارات محليا واسعارها ستنخفض اذا كانت هناك تراجع كبير فى اسعار العملات.
وفى نفس السياق أكد اللواء عفت عبد العاطى رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة أن سوق السيارات مستقر بشكل عام وان ازمة الرئيس التنفيذى لشركة نيسان رينو لن تؤثر على سوق السيارات سواء محليا أو عالميا، مشيرا الى ان تراجع بيع السيارات ليس سوى بموسم الشتاء والذى تنخفض فيه المبيعات بشكل عام .
وكان كارلوس غصن، الرئيس المقال لشركة نيسان للسيارات، قد ظهر لأول مرة منذ هروبه من اليابان، فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى بيروت، مؤكدا عن فخره بكونه مواطن لبنانى.
وتحدث كارلوس غصن فى بداية المؤتمر الصحفى بأكثر من لغة للترحيب بالمشاركين فى المؤتمر من كافة وسائل الإعلام حول العالم، حيث تحدث "غصن" باللغة العربية قائلا: "أنا أحب أسلم على كل الأصدقاء اللبنانين.. وأنا فخور كونى لبنانى.. وإذا فى بلد وقفت معى بهذه الصعوبات.. فهى لبنان".
وكشف كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف نيسان – رينو، تفاصيل هروبه من اليابان، مضيفا: "عندما ذهبت أمام المدعى العام فى طوكيو ودعوت إلى براءتى وكانت يداى مغلولتان ومعصماى مغلولين، تم إرسالى إلى قاعة المحكمة وكنت فى السجن الانفرادى لفترة طويلة، وبعد ذلك قضيت فترة الأعياد وحيدا ومعزولا ولم أرى أى شخص من أسرتى إلا بعد 6 أسابيع".
وأضاف كارلوس غصن خلال المؤتمر الصحفى: "المدعى العام قال لى اعترف وستنتهى الأمور.. كنت أستيقظ ليلا وأسال نفسى هل أدافع عن براءتى أم أفعل ما قاله لى.. هذا الشعور بفقدان الأمل كان عميقا جدا، كنت أدافع عن براءتى وأردت اليوم أن انتهز الفرصة بأنه تم إلقائى فى العزلة العميقة والتى تتنافى مع معايير العدالة والأمم المتحدة".
وتابع كارلوس غصن بقوله: "أنا هناك لأقول لماذا غادرت اليابان، للمرة الأولى أستطيع الدفاع عن نفسى وأرد على الاسئلة وكان من الصعب أن انتقد وعندما كنت فى المعتقل فى اليابان، الآن أستطيع أن أتحدث عن الوقائع والتفاصيل والبيانات بدلا من الأكاذيب الملفقة التى تمت فى اليابان" .
وشدد كارلوس غصن، على إنه ليس فوق القانون ويرحب بظهور الحقيقة كى يستعيد سمعتى، قائلا:" أنا لم أهرب من العدالة.. أنا سافرت من اليابان من أجل تحقيق العدالة.. ومن أجل البعد عن القمع السياسى.. ولم استطيع الحصول على الحد الأدنى من العدالة، وكان قرار صعبا وكانت هناك مخاطر تواجهنى، وهذه الأمور كانت صعبة جدا".
وأضاف كارلوس غصن من العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأربعاء، أنه تعرض حملات منظمة، قائلا: "أقدم الشكر لمن وقف معى وأصدقائى وأخواتى وعائلتى خاصة أنهم عانوا معاناة قاسية بعد اعتقالى ووضعى فى الحجز الانفرادى، وتم الإشارة إليهم من خلال المقالات ووسائل الإعلام المدعومة من الحكومة اللبنانية.. أنا أيضا أشكر الحكومة اللبنانية والمواطنين الذين وثقوا فى وأكدوا أن الشعب اللبنانى يتمتع بروح كبيرة وقلب كبير لتحقيق العدل، وأشكر المحامين الذين ساعدونى مجازفين بمسيرتهم فى هذا النظام المعادى الذى فرض عليا هذه التهمة من البداية.. وأشكرا أنصار حقوق الإنسان والعدالة الذين حاولوا حث النظام اليابانى من أجل الإفراج عنى، بطبيعة الحال نحن لا ننسى ما حدث من نظام العدالة اليابانى".
وأضاف كارلوس غصن فى ظهوره الأول: "تم تجريدى من حقوقى خلال توقيفى فى اليابان والنظام هناك لم يعبأ بالقوانين الدولية والحقوق الإنسانية"، مشددا على أن التهم الموجهة إليه ليس لها أساس من الصحة".
وتجمع عدد كبير من وسائل الإعلام اللبنانية واليابانية والفرنسية، اليوم الأربعاء، أمام مبنى الصحابة اللبنانية بالعاصمة اللبنانية بيروت، حيث يعقد مؤتمر كارلوس غصن الرئيس التنفيذى السابق لشركة نيسان الذى فر من اليابان، وكان حساب اليابان بالعربى قد أعلن عن منع السلطات اللبنانية، لمعظم المؤسسات الإعلامية اليابانية من حضور المؤتمر، وتمت دعوة أكثر من 100 صحفى من حوالى 50 مؤسسة إخبارية لحضور المؤتمر، لكن معظمهم من وسائل الإعلام الفرنسية واللبنانية، حيث أن غصن يحمل جنسية البلدين.