يبدو أننا على شفا حرب كبرى، فقد تطور الصراع القديم بين أمريكا وإيران، وصار هناك قصف متبادل، قامت أمريكا باغتيال "قاسم سليمانى" قائد فيلق القدس الإيرانى أثناء تواجده فى مطار بغداد، وردت إيران بقصف قاعدة أمريكية فى العراق، ومن قبل ذلك فإن الصراع الأمريكى الإيرانى قديم، لكن هل كانت الأمور هكذا طوال الوقت؟
وتأتى أهمية الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة والتى يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات والاتصالات التى تجرى بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات وطرق الاتصال والتواصل فيما بينهم فى سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التى لا تعكسها الشعارات والخطابات والسجالات الإعلامية الشعبوية والموجّهة.
يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين وأمريكيين رفيعى المستوى ومن أصحاب صنّاع القرار فى بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق والتحليلات والمعلومات المعتبرة والخاصة.
ويعالج تريتا بارسى" فى هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران وأمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التى تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث وتصل من خلال الصفقات السريّة والتعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامى الاستهلاكى للعداء الظاهر فيما بينها، واللعبة السياسية التى تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، ويعرض بارسى فى تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتى نظر متداخلتين فى فحصه للموقف بينهم:
أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكى العام والشعبوى، وبين المحادثات والاتفاقات السريّة التى يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض.
ثانيا: يشير إلى الاختلافات فى التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التى تعود إلى زمن معين و وقت معين.
ويعتقد "بارسى" أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلى - الإيرانى – الأمريكى تقوم على المصالح والتنافس الإقليمى والجيو - استراتيجى وليس على الأيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية.. الخ.