بعد 58 عامًا من تكريمه على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنحه "قلادة النيل"، أرفع وسام في البلاد عام 1962، احتفلت وكالة الفضاء المصرية بإزاحة الستار عن تمثال أول رائد فضاء فى التاريخ للروسى يورى جاجارين، وهو من تصميم الفنان إليكسى ليونوف.
وبدأت حياة يوري جاجارين، في أسرة فقيرة، وكان والده نجارًا، وعانت أسرته الأمرين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث فقد شقيقيه أثناء الحرب حيث قام الألمان بأسرهم ولم يعودا حتى نهاية الحرب.
لم يتردد أساتذته بوصفه بالذكي، المجتهد، المتفاني في عمله، ترك التحاق أستاذه لمادة الرياضيات بالقوة الجوية للجيش الأحمر أثرًا بارزًا على يوري، وخلال عمله في أحد مصانع الحديد الصلب تم اختياره لبرنامج تدريب في معهد التكنولوجيا في مدينة رستوف، خلال وجوده هناك التحق بنادي للطيران وتدرب على التحليق بالطائرات الخفيفة وبدأ اهتمامه بهذه الهواية الجديدة يزداد ويشغل معظم وقته حتى استطاع إتمام وإتقان فنون الطيران بشكل ممتاز ما شجعه على الالتحاق بالكلية الحربية للطيران في أورنبيرج سنة 1955 بعد إتمامه لدراسته في رستوف.
وفي عام 1960م بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتي بعمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمة المرتقبة التي ستحدث تغيرا كبيرا على الساحة الدولية، فنجاح الاتحاد السوفيتي في برنامجهم لاستكشاف الفضاء يعني أنهم قد سبقوا الولايات المتحدة في أبحاث الفضاء خاصةً أن تلك الفترة كانت تمثل تنافسًا لامحدود بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت في جميع المجالات والأصعدة.
ووقع الاختيار على عشرين شخصًا من بينهم يوري وقد أخضع العشرين لشتى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية لضمان نجاح المهمة، كان على القائمين في البرنامج السوفيتي أن يختاروا أحد الاسمين يوري جاجارين أو جيرمان تيتوف ليكون أول شخص يرسل للفضاء ووقع الاختيار على قصير القامة يوري جاجارين لكونه الأكثر تميزًا أثناء التدريبات والاختيارات بالإضافة لتمتعه بشخصية لطيفة وبسيطة.
وبالفعل، في 12أبريل 1961 أصبح يوري أول رائد فضاء يرى الأرض من الفضاء الخارجي، حيث دار رائد الفضاء حول مدار الأرض بواسطة مركبة فوستوك التابعة للاتحاد السوفيتى، ودامت رحلته 108 دقائق، وأصبح جاجارين بعد رحلته بطلاً شعبياً فى الاتحاد السوفيتي، وحتى اليوم وبعد مرور أكثر من ستة عقود على رحلته التاريخية لا يزال يُحتفل بإنجاز جاجارين على نطاقٍ واسع فى متاحف الفضاء الروسية، حيث تُعرض العديد من سفن الفضاء والتماثيل التى تُبجّل مكانته، بجانب ذلك دفن رفاته فى الكرملين فى موسكو كما ويعرض جزء من مركبته الفضائية فى متحف RKK Energiya
وأمضى جاجارين في مصر 7 أيام، ومنحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر "قلادة النيل" أرفع وسام في البلاد.
وعمل في أواخر أيامه بتصميم مركبة فضاء قابلة للاستعمال لأكثر من مرة، ووفقًا لطبيعة منصبه الجديد كان عليه أن يقوم بالطيران مجددًا على متن ميج- 15، وتحطمت طائرته إثناء قيامه بطلعة تدريب روتينية وهو ما أودى بحياته وحياة المدرب الذي كان برفقته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة