تمر اليوم الذكرى الخمسين لـ جنازة الزعيم جمال عبد الناصر، فى الأول من أكتوبر 1970، والتى تعد واحدة من أكبر الجنازات فى العالم فى العصر الحديث، ولكن قبل خروج الجثمان ماذا كان يجرى فى منزل الزعيم، وهذا ما نستعرضه خلال السطور المقبلة حول كواليس ما قبل الجنازة على لسان سكرتيره الخاص وحارسه في "عبد الناصر .. هذا المواطن" لـ محمود فهيم.
لم أجد في بيت الرئيس شخصًا لم يكن يبكى، بدءًا من أفراد الحرس وانتهاء بأعضاء مجلس قيادة الثورة، وكان أبناء الرئيس يحاولون دخول الغرفة التي يرقد فيها جثمان والدهم، فكان الجميع يحاول منعهم، وكانت السيد تحية زوجة الرئيس هي أكثر الموجودين في تلك اللحظة حزنًا ولوعة.
لقد حاولت دخول غرفة النوم لألقى عليه النظرة الأخيرة، لكنى لم أتمكن من ذلك، كان الزحام شديدًا، الكل في حالة ذهول، ولا أذكر من الذى اقترح نقل الجثمان إلى الثلاجة بقصر القبة، ريثما يتم الانهاء من الإعداد اللازم لإجراءات الجنازة.
ورغم انتقال الجثمان في نفس ليلة الوفاة إلى قصر القبة، إلا أن البيت ظل على حالة من الزحام الشديد، فأناس يدخلون وأناس يخرجون، معزون من كل مكان، من العائلة ومن غير العائلة، ولم يعد في مقدور أحد السيطرة على شيء، أي شيء، حتى نفسه.
كما حرص الكثير من زعماء العالم والرؤساء العرب على الحضور إلى البيت لتقديم واجب العزاء بأنفسهم إلى أرملة الرئيس وأولاده.
وكان جمال عبد الناصر قد رحل فى 30 سبتمبر، ومثل جمال عبد الناصر واحدا من أشهر الشخصيات العربية في القرن العشرين، وقد ولد فى 15 يناير 1918، فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، لأسرة تنتمى إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط فى صعيد مصر، وانتقل فى مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته فى مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية فى قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة فى عام 1937.
بدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو فى التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون فى كلية الحقوق بجامعة فؤاد (القاهرة حالياً)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان فى يوليو 1938.
وقاد جمال عبد الناصر تشكيل الضباط الأحرار الذى أطاح بالملكية في مصر في 23 يوليو من عام 1952 ودخلت مصر معهم عصر الجمهورية، وعندما تولى رئاسة مصر قاد حركة كبرى من التحرر في الوطن العربى وأفريقيا ضد الاستعمار، كما حقق في مصر عددا كبير من التطويرات على المستوى الاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة