يواصل فيروس كورونا هجماته المستمر على البشر وليس على أجسادهم فقط ولكن على عقولهم ونفسياتهم أيضا، ووفقا لتقرير لصحيفة cnbc الأمريكية أكدت دراسة نُشرت في مجلة Clinical Neuropsychologist ، أن العديد ممن تعافوا من فيروس كورونا عانوا من تأثيرات عصبية بعد العلاج والتي يمكن أن تؤدي إلى ضباب الدماغ واضطراب ما بعد الصدمة، بعبارة أخرى ، أثرت تداعيات كوفيد -19 على صحتنا العقلية بشدة.
ويعد ضباب الدماغ أحد أعراض حالة طبية أخرى حيث يمكن للفرد أن يجد صعوبة في التركيز، ويمكن أن يعاني من مشاكل في الذاكرة، ونقص عام في الوضوح العقلي، من ناحية أخرى، فاضطراب ما بعد الصدمة هو حالة صحية عقلية تتبع إما تجربة أو مشاهدة حدث مرعب إذ تزداد أعراض الحالة سوءًا يومًا بعد يوم وتؤثر على الأداء اليومي.
وأظهر اضطراب ما بعد الصدمة حدوثًا شائعًا خلال الأوبئة والأوبئة السابقة التي نتجت عن فيروسات كورونا مثل المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
وبعد التعافي من هذه الأمراض التي تهدد الحياة ، يعاني المرضى من حالة تشبه الصدمة مما يجعل من الصعب عليهم التعامل مع الحياة اليومي، بعض الأعراض الشائعة التي يواجهها المرضى المتعافون هي الصداع والتعب وصعوبة التركيز ومشاكل النوم.
الهدف من هذه الدراسات هو زيادة الوعي بين علماء النفس العصبي بأنهم قد يرغبون في النظر في اضطراب ما بعد الصدمة عند تقييم الصعوبات المعرفية والعاطفية المستمرة بين الناجين من فيروس كورونا، يعتقد الباحثون أيضًا أن دراسة الحالات العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة ستظهر لهم صورة أفضل لمشاكل الدماغ الأساسية.
وتساعد ممارسة التنفس العميق واليقظة وتمارين استرخاء العضلات التدريجي في التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة. في الوقت نفسه ، يساعد الانخراط في الكتابة التعبيرية والأنشطة المهدئة الأخرى تمامًا مثل التحدث إلى شخص ما.
ونشر المكتب الإقليمى في الشرق الأوسط لمنظمة الصحة العالمية، عبر حسابه بموقع تويتر:" اليوم هو اليوم العالمي للصحة النفسية يعاني ما يقرب من مليار شخص من الاضطرابات النفسية ويمكن لأي شخص في أي مكان أن يتضرر منها تحرَّك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها".
وجاء في الفيديو جراف، أن جائحة كورونا أدت إلى تعطيل أو إيقاف خدمات الصحة النفسية في 93 % من البلدان في جميع أنحاء العالم بينما الطلب على تلك الخدمات يتزايد.
وذكر موقع منظمة الصحة العالمية: يعاني ما يقرب من مليار شخص من الاضطرابات النفسية ويمكن لأي شخص في أي مكان أن يتضرر منها، كما يُعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض والإعاقة بين المراهقين والبالغين حيث يعاني واحد من كل 5 من الأطفال والمراهقين من أحد الاضطرابات النفسية.
وأوضح التقرير، أنه غالباً ما يتوفى الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية حادة مثل الفصام قبل عامة السكان بعشرة أو عشرين سنة كما يحصد الانتحار أرواح ما يقرب من 000 800 شخص سنوياً بمعدل شخص واحد كل 40 ثانية حيث يعتبر السبب الرئيسي الثاني لوفاة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 سنة.