بعد 3000 آلاف سنة من سيطرة النقود، بدأت بعض البنوك المركزية تدرس فكرة إطلاق العملات الرقمية، مما يشكل تحولًا كبيرًا في حركة الأسواق والاقتصاد بشكل عام على مستوى العالم.
أفادت شبكة سكاي نيوز، أن المركزي الأوروبي أطلق عملية اختبار لإصدار "يورو رقمي" ستظهر نتائجها بحلول منتصف العام المقبل، فيما يواصل المركزي السويدي اختبار الكرونا الرقمية وسيتخذ قرارا بشأنها بحلول فبراير المقبل.
وقبل بضعة أيام، أصدرت مجموعة من سبعة بنوك مركزية بقيادة الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) إطارا عاما يوضح الخصائص التي يجب أن تمتاز بها العملات الرقمية.
وكان المركزي الصيني سباقا في هذا المجال، إذ بدأ تجارب اليوان الرقمي في عدة مدن صينية، في وقت مبكر من هذا العام، وبدأ في الأيام الماضية إصدار 10 ملايين يوان رقمي بشكل عشوائي لاختبار نظام الدفع الرقمي باليوان، وبحسب بعض الخبراء فإن نجاح تجربة اليوان الرقمي قد تدعم جهود بكين الرامية إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.
توجه البنوك المركزية نحو العملات الرقمية يمكن تفسيره ضمن اتجاهين: الأول تماشيًا مع عصر التكنولوجيا وحاجة المستهلكين لنظام مدفوعات رقمي يندمج مع حياتهم الرقمية.
وبدأ هذا الأمر يظهر بشكل جلي في نمو المدفوعات الإلكترونية، ففي الصين على سبيل المثال يلجأ معظم مستخدمي الهواتف الذكية إلى أنظمة المدفوعات عبر الهاتف.
وفي السويد؛ وهي الدولة الأقل استخداما للنقد (الكاش) في العالم لا يتجاوز حجم الكاش 1%من الناتج المحلي، أما بريطانيا فقد تجاوز حجم المدفوعات عبر بطاقات الدفع استخدام النقود للمرة الأولى، خلال العام الماضي.
ظهور فيروس كورونا سرع من هذه العملية، مع توجه الناس لتقليل استخدام النقود خوفا من التقاط الفيروس والنمو الكبير في حجم التجارة الإلكترونية التي قفزت في شهر أبريل فقط بأكثر من 209 %.
وأضافت شركة المدفوعات "باي بال" أكثر من 7.4 مليون مستخدم خلال الشهر ذاته، وقام أكثر من 13 مليون شخص في أميركا اللاتينية خلال الربع الأول باستخدام بطاقاتهم الائتمانية للتسوق الإلكتروني للمرة الأولى.
السبب الآخر لتبني العملات الرقمية، هو أن البنوك المركزية قد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى سحب البساط من تحت أقدام العملات المشفرة التي تختلف عن العملات الرقمية في كونها عملات غير مركزية تدعم التحويلات المجهولة دون الحاجة لوسيط أو بنك مركزي وهو أمر يلغي جزء كبيرا من دور البنوك المركزية والهيئات المالية.
كما أن خطة فيسبوك لإطلاق عملته المشفرة "ليبرا" حفزت البنوك المركزية على التفكير في العملات الرقمية، بعد أن كان ما حدث بمثابة رسالة لهم مفادها: إذا لم يفكروا بإنشاء عملة رقمية فإن جهة أخرى ستفعل ذلك. وبما أن عدد مستخدمي فيسبوك يتجاوز 2.7 مليار مستخدم، فقد كان الأمر يستحق التفكير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة