"نشاهد، اليوم، منحوتة موسيقيو بريمن" للنحات جيرهارد ماركس أبدعها عام 1953، وهى عبارة عن تمثال برونزى لحيوانات أربعة، الجزء السفلى حمار ثم كلب على ظهره، وبعد ذلك قط بينما الديك على القمة، والمنحوتة موجودة الآن فى مدينة بريمن الألمانية.
و"موسيقيو بريمن" مستوحاة من القصة الخرافية للأخوين جريم، وهى عبارة عن قصة تنتقد الأوضاع الاجتماعية فى ذلك الوقت: فالتمثال المكون من الديك والقط، والكلب والحمار يرمز لمرحلة العبودية فى القرن 19، فقد تمكنت هذه الحيوانات من التحرر من أسيادها وتكوين فرقة موسيقية.
تقول القصة: كان هناك حمار قررالهروب من صاحبه بعد الوفاء له لعده سنوات، وذلك لأنه قد سمع أن صاحبه قد قرر التخلص منه لكبر سنه، وقرر الحمار أن يعمل كموسيقى فى شوارع بريمن، وأثناء هروبه انضم إليه كلب، الكلب هرب أيضاً لكبر سنه وعدم تمكنه من الصيد، ولهذا السبب أراد صاحبه التخلص منه أيضاً، ثم التقيا بقطة، هذه القطة كانت كسولة، تفضل الجلوس أمام الموقد بدلاً من صيد الفئران، لذا قررت صاحبتها التخلص منها بأن تغرقها، فانضمت إلى الفرقة، وأخيراً التقوا بالديك ذى الصوت الجميل، الذى هرب لأن صاحبة المنزل أرادت أن تعده حساءً للضيوف.
انطلقت المجموعة فى طريقها إلى بريمن، على أمل أن يعملوا جميعاً كموسيقيين معاً، فى الليل وصلوا إلى غابة، جلس الحمار والكلب تحت شجرة كبيرة، أما القطة والديك فقد جلسا على الأغصان الكبيرة، رأى الديك من مكانه ضوءاً من بعيد، فذهب الأصدقاء باتجاه الضوء على أمل العثورعلى ملجأ وطعام، كان الضوء صادراً عن كوخ فى الغابة.
رأى الأصدقاء داخل الكوخ أربعة لصوص يأكلون طعاماً شهياً احتفالاً بغنيمة كانوا قد سرقوها، وقف الحمار على النافذة ووقف الكلب على ظهره ومن ثم القطة وبعدها الديك. وقرروا إصدار أصوات وموسيقى أملاً فى إخافة اللصوص والحصول على الغذاء، وهذا ما حصل، هرب اللصوص خوفاً من الأصوات الغريبة المخيفة تاركين الكوخ لفرقة الحيوانات.
فى وقت لاحق من تلك الليلة، أرسل اللصوص أحدهم إلى الكوخ لاكتشاف الأمر، لكن اللص رأى عيون القطة تلمع فى الظلام، فاعتقد أنه شاهد جمراً مشتعلاً، حاول إشعال مشعله منها فهجمت القطة عليه، وعض الكلب ساقة ورفسه الحمار خارجاً، فركض إلى أصدقائه صارخاً أن فى الكوخ ساحرة شريرة وغول وعملاق، قرر اللصوص التخلى عن الكوخ، وبهذا استقرت مجموعة الحيوانات فى الكوخ وعاشوا فيه بقية أيامهم، وتخلوا عن فكرة الذهاب إلى بريمن.