أعاد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برفع السرية عن جميع الوثائق الخاصة بفضيحة البريد الإلكترونى الخاصة بهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومنافسته فى الانتخابات الرئاسية عام 2016، إلى الأذهان الدور الذى لعبته فى دعم ومساندة جماعة الإخوان الإرهابية للوصول إلى الحكم وبعدها، وصلتها هى ومساعديها بالجماعة التى تم الكشف عنها فى وثائق نشرتها مواقع أمريكية قبل سنوات.
ففى أكتوبر 2016، نشر موقع فرى بيكون وثائق تابعة للخارجية الأمريكية كشفت عن خطة واشنطن لتفكيك الداخلية فى عهد محمد مرسى وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين.
فى صدارة الملفات التى كشفت عنها الوثائق الأمريكية، التى تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات، محادثات جرت بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.
وتحدثت الوثائق عن دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان، ومساعدتهم للوصول إلى الحكم عام 2012، وأن كلينتون اعتبرت أن فوز محمد مرسى بالانتخابات كان خطوة نحو تحقيق الديمقراطية -على حد زعمها- كما كشفت تفاصيل لقاء عقد بينها والرئيس المعزول فى 14 يوليو 2012، قالت خلالها : "نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية، وأن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية".
ولفتت الوثائق إلى أن لقاء كلينتون ومرسى فى ذلك الحين، كان لتقديم التهنئة على فوز الأخير فى الانتخابات الرئاسية، وعرض الدعم الأمريكى لحكومته، والذى تضمن نقل خبرة تقنية ومساعدات من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.
واستعرضت الوثائق الأمريكية تفاصيل عرض كلينتون إطلاق صندوق مصرى ـ أمريكى للشركات، بالاشتراك مع القطاع الخاص فى البلدين، لمساعدة الأعمال والمشاريع المصرية، مشيرة إلى أنه كان مقرر إطلاق الصندوق بمساهمة أولية قدرها 60 مليون دولار، ثم ضخ 300 مليون دولار آخرى كمساعدات من الكونجرس الأمريكى على مدار 5 سنوات، وهو الصندوق الذى تم تأسيسه بالفعل فى سبتمبر 2012، دون أن يتم حينها الكشف عن تفاصيله.
ودون أن تشير إلى المزيد من التفاصيل، تحدثت الوثائق عن خطاب أرسله توماس نيدز، نائب كلينتون بتاريخ 24 سبتمبر 2012، إلى المعزول محمد مرسى، للمطالبة بالتنسيق و"المزيد من التعاون" فى قضايا إقليمية ومن بينها الحرب الدائرة فى سوريا، وكذلك العلاقات مع إيران.
وعلق الجنرال العسكرى المتقاعد جوزيف ميرس، المسئول السابق بوكالة استخبارات الدفاع والمتخصص فى شون قضايا الإرهاب على هذه الوثائق قائلا إنها أظهرت أن تصديق ودعم حكومة الإخوان المسلمين فى مصر سذاجة استراتيجية كارثية، وأن المبادرة السياسية الكاملة لدعم حكومة الإخوان المسلمين فى أى مكان هو مثال آخر على الفشل الذريع لسياسة وزيرة الخارجية كلينتون."