كشف الدكتور أشرف العدوي استشاري الأمراض الصدرية، والخبير بمنظمة الصحة العالمية، إنه على الرغم من وجود أكثر من 35 مليون حالة مؤكدة من الإصابات بفيروس كورونا المستجد فى العالم، مضيفا أنه لا يوجد بلد يقترب من مستويات المناعة اللازمة لتحقيق مناعة القطيع، حتى في المناطق التي تأثرت بشدة، وأضاف في تصريح خاص "اليوم السابع"، إنه لوقف الوباء في الولايات المتحدة مثلا، يقدر الخبراء أنه يجب أن يصاب 70% من سكانها بفيروس كورونا "كوفيد"19"، أي أكثر من 200 مليون شخص، وإذا أصيب كثير من الناس بالفيروس كوفيد 19، فقد يفشل نظام الرعاية الصحية بسرعة في مجاراة أعداد المرضى، وقد تؤدي أعداد الإصابات هذه إلى مضاعفات خطيرة، ووفاة ملايين الأشخاص، خاصة بين كبار السن، والأشخاص المصابين بحالات مزمنة.
وأضاف: لقد نصحت منظمة الصحة العالمية، المسؤولين الحكوميين بعدم محاولة تحقيق ما يسمى بمناعة القطيع ضد فيروس كورونا المستجد من خلال السماح له بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء مجتمعاتهم، نظرًا لخطورة المضاعفات التي قد يؤدي إليها هذا المرض، ونسبة الوفيات والحالات التي تحتاج العناية الطبية، فهذا يعني عددًا هائلًا من الوفيات والمرضى..
وأضاف أن التطعيم ضد فيروس كورونا كوفيد 19، هو النهج المثالى لتحقيق مناعة القطيع، حيث تخلق اللقاحات مناعة دون التسبب فى المرض أو المضاعفات.
تسطيح المنحنى مهم لتقليل الاصابات
وأوضح، أنه باستخدام مفهوم مناعة القطيع، نجحت اللقاحات في السيطرة على العديد من الأمراض المعدية الفتاكة، مثل الجدري، وشلل الأطفال، والخناق، والحصبة الألمانية، مؤكدا أن اللقاحات تخلق مناعة القطيع عند إعطائها على نطاق واسع، موضحا أن إنتاج لقاح وقائي من فيروس كورونا سيحتاج وقتاً طويلاً.
لقاح فيروس كورونا الجديد
في غياب لقاح كورونا ما هو الحل؟
وشدد على أنه إلى يتم تطوير لقاح لفيروس كورونا كوفيد 19، بل إنه من المهم إبطاء انتشاره، وحماية الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأعراض شديدة، بما في ذلك كبار السن، وينبغي كذلك حماية من لديهم حالات صحية كامنة مهما كانت فئاتهم العمرية، للحد من خطر العدوى.
ونابع: لذا، وفى الوقت الحاضر، فإن الالتزام بتعليمات الوقاية هو وسيلتنا الوحيدة في مواجهة هذه الجائحة، بضرورة غسل اليدين، وارتداء الكمامة، والمحافظة على ترك مسافة آمنة، وتجنب المخالطة اللصيقة "مسافة 6 أقدام أو 2 متر"، مع أي شخص.
الوصول للقاح ضرورى للوقاية من كورونا
وأضاف، أن تدابير التباعد المجتمعي ستبطئ بشكل كبير من معدل انتشار المرض، وستنقذ آلاف الأرواح، موضحا أن هذه التوجهات من الأهمية بمكان في خطة العمل على انحسار الفيروس، وتراجع انتشاره، والسيطرة على الوباء.
لقاح فيروس كورونا
أهداف التباعد الاجتماعى
تأخير ذروه تفشي وباء كورونا، تقليل عبء الذروة على المستشفيات والبنية التحتية، تقليل عدد الحالات والآثار الصحية، نظرًا لأنه من غير المتوقع توفير لقاح لفيروس كورونا قبل عام 2021 على أقل تقدير، يعتمد تدابير جائحة كوفيد-19 على خفض ذروة الجائحة، الأمر المعروف باسم "تسطيح منحني الجائحة"، بهدف إبطاء انتشار المرض، والموازنة بين مراحل تفشي وباء كورونا، وقدرات قطاع الرعاية الصحية على استقبال المرضى، ويتم ذلك من خلال تأجيل الوصول إلى نقطة الذروة لتوزيع المصابين بالمرض على فترات زمنية أطول، بما يسمح للنظم الصحية باستيعاب الأزمة، ويخفف ضغطًا هائلًا على نظام الرعاية الصحية، الأمر الذي يسمح بحصول المصابين على عناية صحية أفضل، ويوفر وقتاً أكبر من أجل تطوير لقاح أو علاج نوعى.
مناعة القطيع لن تححق الا بعد توفير لقاح
وقال: لا تزال مناعة القطيع بعيدة المنال في الوقت الراهن، حتى في الأماكن الأكثر تضررا من الوباء، خاصة بدون لقاح .
وتابع: فى غياب تدابير التباعد الاجتماعى، من المتوقع أن تحتاج الدول إلى الاستعداد لارتفاعات دورية جديدة وغير متوقعة للعدوى، حتى يتوفر اللقاح على نطاق واسع، لذا، وفى الوقت الحاضر، فان الالتزام بتعليمات الوقاية هو وسيلتنا الوحيدة فى مواجهة هذه الجائحة.
وأوضح : يمكن أن ينتشر تفشى المرض فى كل مكان وفى نفس الوقت، ونحتاج جميعًا إلى التدخل لمحاولة منع انتشار الحالات، ولكنه سيستغرق مجهوداً للعمل بين المواطنين، والدول للوصول لذلك، جاء ذلك تعليقا على نداءات بعض المختصين لمواجهة فيروس كورونا المستجد من خلال ما يعرف بـ"مناعة القطيع"، التي تقتضي ترك الفيروس ينتشر بين الناس في حدود معينة بهدف تقوية المناعة البشرية لمحاربته، موضحا إن مناعة القطيع هو مفهوم فى علم الأوبئة يصف كيف يمكن للناس بشكل جماعى أن يقوا أنفسهم من العدوى إذا كان لدى نسبة معينة من السكان مناعة ضد فيروس كورونا.
لقاح كورونا الجديد
وأضاف: تهدف مناعة القطيع، إلى كسر سلسلة انتشار العدوى، وحماية الآخرين، ذلك أن حصول شخص ما على المناعة، لا يحميه فقط من الإصابة بالعدوى، بل يمنعه من نقل العدوى إلى الآخرين، ويحمى بذلك ذوي المناعة الضعيفة، أو من لا يستطيعون تلقي اللقاح، كالأطفال، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.
ويبلغ مجتمع ما مناعة القطيع بطريقتين: المناعة الطبيعية، وذلك بأن يكون هناك ما يكفي من الأشخاص الذين قد أصيبوا بالفعل، وأنظمتهم المناعية طورت أجسامًا مضادة للحماية من العدوى المستقبلية، على الأقل في المدى القصير، أو المناعة المكتسبة عن طريق لقاح فعال، وبالنسبة لفيروس كورونا كوفيد-19، يقدر العلماء أن 60 % إلى 70% من السكان يحتاجون إلى التطعيم أو تشكيل أجسام مضادة طبيعية لتحقيق مناعة القطيع.