يعمل فريق من المتخصصين على تجميع مسلة الملك رمسيس الثانى، والتى جرى نقلها من منطقة صان الحجر إلى المتحف المصرى الكبير، لإقامتها فى مكان عرضها بالمتحف لتكون أول مسلة معلقة فى العالم يمكنك مشاهدتها من ثلاث جوانب والقاعدة.
وقال المتحف عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، إنه سيجرى تجميع وإقامة المسلة قريبًا، بعد التأكد من إتمام كافة الأبحاث والدراسات الجيولوجية والأثرية والهندسية اللازمة، وإتمام أعمال الترميم للوصلات الثلاث للمسلة.
وقام المتحف المصرى الكبير - بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة - بتجربة أداء للبدء فى عملية نقل أحد الأجزاء الثلاثة لمسلة الملك رمسيس الثانى القادمة من صان الحجر والموجودة بساحة المتحف، وذلك تمهيدًا لتشييدها فى مكان عرضها الدائم بالساحة الخارجية للمتحف المصرى الكبير.
وأوضحت الدراسات الهندسية والأثرية على المسلة، أن المسلة تم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية وهى مقسمة إلى ثلاث قطع، وقد تم استلام القطع الثلاث بمحضر رسمى، كما جرى عمل الدراسات العلمية والأثرية الدقيقة على المسلة؛ لمعرفة حالة حفظها وفهم كل الظروف المحيطة بها، وذلك قبل البدء فى أعمال الترميم والتركيب .
كما أجرت كلية الهندسة جامعة القاهرة دراسة هندسية متكاملة على جسم المسلة، فضلًا عن عمل الأبحاث الدقيقة حول طريقة إقامتها، مع اختيار الأسلوب الأمثل للتثبيت والتدعيم، وتحديد أماكن الوصلات (الأنكورز) الخاصة بربط أجزائها، والتى تم استيرادها من الخارج خصيصًا لهذا العمل؛ لتصبح مصدر جذب سياحى للمتحف فى المستقبل، ولتظل آلاف السنين كما كانت من قبل.
وتتواجد المسلة المعلقة أمام المدخل الرئيس للمتحف المصرى الكبير، وفى البهو الخارجى على مساحه تبلغ 28 ألف متر مربع، والذى يعد أول ميدان لمسلة معلقة فى العالم، حيث تُوْضَع اللمسات النهائية للميدان؛ تمهيدًا لإقامة هذه المسلة.
والجدير بالذكر أنه تم نقل مسلة الملك رمسيس الثانى من منطقة (صان الحجر) بمحافظة الشرقية فى منتصف عام 2018؛ لتعرض بالمتحف المصرى الكبير بالقرب من تمثال الملك رمسيس الثانى.
ويُعدُّ هذا التصميم الأول من نوعه فى مصر والعالم، على كثرة المسلات المعروضة فى مصر وخارجها، و يتيح التصميم الجديد للزائر رؤية فريدة؛ فهو سيقف على لوح زجاجى تحت قدميه مستقرًا فوق قاعدة المسلة، ويعلو رأس الزائر جسم المسلة، فإذا ما رفع الزائر بصره إلى أعلى، رأى حينئذ الخرطوش النادر الذى يحمل اسم الملك رمسيس الثانى، والذى يظهر فى باطن بدن المسلة، وذلك بعد أن ظل محجوبًا مخفيًّا عن الأنظار لأكثر من 3500 سنة، حينئذ يأتى التواصل البصرى الوجدانى بين عين الزائر الواقف فى المسافة بين قاعدة المسلة على الأرض، وبدنها المرتفع فوق الرؤوس، وهو إحساس إنسانى فريد يحدث لأول مرة.