وصل تمثال ديليسبس إلى مقر المتحف العالمى لقناة السويس قادما من محافظة بورسعيد، بعد جدل طال نحو 4 عقود حول إمكانية إعادة نصب التمثال على قاعدته الحجرية عند المدخل الشمالى لقناة السويس، وشارك فى عملية النقل أكثر من 200 من أبناء هيئة قناة السويس من مختلف إدارات هيئة قناة السويس، ومتابعة من الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.
تمثال ديليسبس كان نصب تذكارى لفرديناند ديليسبس صاحب فكرة مشروع قناة السويس تم تنصيب التمثال على المدخل الشمالى لقناة السويس بمدينة بورسعيد فى يوم 17 نوفمبر عام 1899م والذى كان يوافق العيد رقم ثلاثين لإفتتاح قناة السويس للملاحة العالمية
التمثال من تصميم الفنان الفرنسى إمانويل فرميم وصنع من مادة البرونز والحديد وطلى باللون الأخضر البرونزى، والتمثال مجوف من الداخل ويزن حوالى 17 طنًا ويبلغ ارتفاعه بالقاعدة المعدنية 7.5 متر، وحفر على قاعدة التمثال المعدنية اسم المسبك الذى صنع التمثال وتاريخ الصنع. فى عام 2017 وافق المجلس الأعلى للآثار واللجان الدائمة للآثار برئاسة الدكتور مصطفى أمين، تسجيل التمثال بمحافظة بورسعيد، فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية.
وفرديناند ديليسبس هو صاحب فكرة حفر قناة السويس، وقد ظل تمثاله بمكانه عند مدخل قناة السويس. حتى قرر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تأميم القناة، وحين وقع العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 أزالت المقاومة الشعبية التمثال لأنه "رمز يجسد الاحتلال والاستعمار"، ثم أودِع مخازن ورش الترسانة البحرية لهيئة قناة السويس بمدينة بورفؤاد.
فى عام 1956 قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية، الأمر الذى تسبب فى العدوان الثلاثى من قبل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مدينة بورسعيد، ويُقال إنه مع انسحاب قوات الاحتلال من مصر فى 1956، وجد سكان المدينة على تمثال ديليسبس علم بريطانيا وفرنسا، كتذكار من الاحتلال على استمرار سيطرتهم على القناة ولو بشكل معنوى رغم الرحيل.وتسبب ذلك وقتها فى الغضب الشديد لأهالى بور سعيد، هو ما دفعهم للتخلص من تمثال دى لسبس وإزاحته من قاعدته، باعتباره رمزًا للاستعمار.
كانت بداية الحديث عن عودة تمثال ديليسبس إلى قاعدته مرة أخرى كانت فى عهد رئيس الجمهورية الاسبق، محمد حسنى مبارك، عندما أعلن المهندس عصام الزهيري، رئيس لجنة السياحة والإعلام بالمجلس الشعبى المحلى بالمحافظة أمام لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشعب عام 2009، عرض "جمعية محبى فرديناند دى لسبس" بدولة فرنسا دفع مبلغ 50 مليون يورو سنويًا مقابل إعادة التمثال لقاعدته وإقامة حفل سنوى يحضره آلاف السياح من مختلف البلدان بقارة أوروبا، إلا أنه قُوبل برفض شعبى رغم وجود اتجاه داخل الحزب الحاكم وقتها بقبول العرض.
وتسارعت الأحداث عقب تسرب أنباء عن عزم محافظة بورسعيد نصب التمثال، إذ قام العديد من الصحفيين والسياسيين بالكتابة عن الدور الاستعمارى الذى لعبه ديليسبس فى تاريخ مصر بدءا من السخرة فى حفر القناة والتى راح ضحيتها أكثر من 100 ألف مصرى مرورا بتآمره لسلب مصر نصيبها من الأسهم فى شركة قناة السويس وفرض التدخل الفرنسى الإنجليزى لمراقبة المالية المصرية وانتهاء بخديعة أحمد عرابى ناظر الجهادية والسماح باستخدام قوات الاحتلال الإنجليزى لقناة السويس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة