رغم رفضنا لجيش الاحتلال الإسرائيلى، إلا أننا يجب الإشارة إلى تجربة مهمة، كانت لدى المؤسسين، هى إعادة لغتهم القديمة بعدما كانت قد اندثرت فقد أعادوها للحياة مرة أخرى، وتعتبر اللغة العبرية واحدة من فروع اللغات "السامية"، التي تنتمى إليها أيضًا اللغة العربية، وقد نشأت في أرض كنعان في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، قبل أن تختفي تمامًا كلغة منطوقة، لتصبح لغة دينية بالأساس، يقتصر استخدامها على الصلوات اليهودية والكتابات الدينية، لتُسمى بـ "اللغة المقدسة".
وبحسب كتاب "اليهود: من عهد داوود إلى دولة إسرائيل" تأليف علي محمد عبد الله، تعتبر فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر بداية عصر جديد في تاريخ اللغة العبرية حيث نشأ بها أدب عبرى جديد علمانى مكتوب بلغة العهد القديم، وأدباء ذلك الوقت هم المتنورون "المسكيليم" والذين بدأت حركتهم في وسط أوروبا خصوصا في ألمانيا (1780 – 1820)، وانتقلت بعدها إلى المجر والتشيك وإيطاليا وغيرها من البلدان (1820 – 1850)، ووصلت ذروة تطورها في شرق أوروبا وروسيا وبولندا (1850 – 1881).
ووفقًا للكتاب كانت عملية إحياء اللغة العبرية التي قام بها اللغويون العبريون، تعتبر اللغة العبرية هي الرسمية الأولى لجيشهم، وأصبحت تستخدم في شتى مجالات الحياة.
وكان وراء مشروع إحياء اللغة العبرية، اليعازر بن يهودا، وبدأ ابن يهودا في تنفيذ ذلك وكانت بدايته من نفسه، فغير أنه غير اسمه من يزهاك بيرلمان إلى ابن يهودا، انتقل هو نفسه مع زوجته إلى فلسطين عام 1881، مقررًّا ألا يتكلم إلا العبريّة مع كل يهودى يقابله فى فلسطين.