خلال مشاركته بمنتدى مجموعة الـ20..

المفتى: قوى الشر تزكى الكراهية والطائفية والإرهاب وتعتدى على الإنسانية

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 06:21 م
المفتى: قوى الشر تزكى الكراهية والطائفية والإرهاب وتعتدى على الإنسانية المفتى
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-  الأوبئة الفكرية والصحية تُمثِّل تحديات مشتركة تُحتِّم علينا فتحَ قنواتِ الحوارِ المباشر

-  ثبات القِيَم الأخلاقيةِ كفيلٌ بحفظ الأمن والأمان فى المجتمع مهما اختلفت العقائد والأديان

-  قوى الشر تُزكِى نيرانَ الكراهيةِ والطائفيةِ والإرهاب وتعتدى على الكرامة الإنسانية

-  المجتمعات بحاجة إلى جهد كبير لترسيخ القيم والأخلاق وقواعد الذوق العام من خلال المؤسسات الدينية والإعلامية والفنية

-  الناس يختلفون حول العقائد والأديان ويتفقون على الأخلاق.. ونحن فى حاجة إلى نشر السلام والحوار قولًا وفعلًا

-  علماء الدين الإسلامى حملوا على عاتقهم نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام ونأمل أن نمنح العالم فهمًا أفضل

-  دار الإفتاء المصرية سارت بخُطًا حثيثةٍ لجمع الشمل وتوطيد الأخوة ونبذ الكراهية فى مجال الإفتاء

-  أنشأنا الأمانةَ العامةَ لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم لنتحاورَ ونتعاونَ على نبذِ الكراهية محليًّا وعالميًّا

 

شارك الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم- ظهر اليوم الثلاثاء، فى منتدى القِيَم الدينية لمجموعة العشرين، الذى عُقد افتراضيًّا تحتَ رعاية مركزِ الملكِ عبد الله بن عبد العزيز العالمى للحوارِ بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد).

 

وفى كلمته أعرب فضيلة المفتى عن تطلعه لتعاون الجميع قيادات وأفرادًا ومؤسساتٍ للمشاركةِ فى منتدى القِيَم الدينية لمجموعة العشرين؛ ذلك المنتدى الذى يرتكز على قضايا أساسيةٍ تهمُّ البشريةَ جمعاء، ضمن الإطار الواسع لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتعكس كل قضية منها مدى تأثير أى حَدَثٍ فى هذا الكون وفعلٍ يقومُ به الإنسانُ فى حركة التقدُّم والعمران فى أرجاء المعمورة.

 

وأكد فضيلة المفتى، أن هذا العالم المترامى الأطراف باتَ قريةً صغيرةً بمعنى الكلمةِ، فأى حادثةٍ مهما بَدَت عابرةً شديدةَ المحليةِ تُؤثر فى أقصى مكانٍ فيه، قائلًا: "لعل تفشى وباءِ "كورونا" المستجدِّ أكبرُ كاشفٍ لهذه الظاهرةِ المعاصرةِ؛ لأننا نلمس آثاره ونُعاينها مباشرةً بشكل إجرائى عملى فى هذه الأيام، كما أن هذه الجائحة وغيرها من الأوبئة الفكرية والاجتماعية والصحية تُمثِّل تحديات مشتركة تُحتِّم علينا فتحَ قنواتِ الحوارِ المباشرِ مع بعضنا البعض لإيجاد حلولٍ للمشكلات التى يُواجهها العالم".

 

وأضاف: ذلك الحوار لا ينبغى أن ينقلب أبدًا إلى حديث أُحادى لإلحاق الهزيمة بالمخالف؛ لكنه يمثل المحاولة لفهمه وبناء جسورِ التفاهمِ والتعاونِ معه تنفيذًا لمراد الله عز وجل؛ فقد خلقنا سبحانه وتعالى شعوبًا وقبائل ليتعرف بعضنا إلى بعض؛ فإن الله تعالى قد ذكر فى القرآن الكريم أنه لم يخلق هذا التنوع والتعدد عبثًا فقد قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}، وقال تعالى: {أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا أن أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ أن اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

 

وتابع فضيلة المفتي، أن الناس يختلفون حول العقائد والأديان، ولكن لا يشك أحدٌ فى أنهم يتفقون على الأخلاق، وبها يتعايشون فيما بينهم فى أمن وسلام، ما دام يجمعهم عقد اجتماعى وعُرفٌ أخلاقى واحدٌ يسمو بهم نحو المعانى الراقية من الصدق والأمانة والتعاون على البر والخير والاحترام المتبادل.

وأكد فضيلته أن أهم ما يُعزز من قيمة التعايش السلمى والأمن هو السعى إلى التعارف؛ بمعنى الاطلاع على الثقافات والأديان المختلفة من مصادرها الأصيلة المعتمدة، لا مما يشاع ويقال عنها من شائعات مغرضة هنا أو هناك.

 

وفى سياق ذى شأن أكد مفتى الجمهورية خلال كلمته على أن ثباتَ القِيَمِ الأخلاقيةِ كفيلٌ بحفظ الأمن والأمان فى المجتمع مهما اختلفت العقائد والأديان، وأى عَبَثٍ بالمنظومةِ الأخلاقية التى تعارفَ الناسُ عليها سوف يؤدى إلى عواقب كارثية وخيمة؛ مطالبًا بضرورة تفعيل تلك القيم وتحويلها إلى واقع ملموس فى عصرنا الحاضر؛ بعدما تفاقمت مخاطر قوى شريرة تُزكِى نيرانَ الكراهيةِ والتعصبِ والشقاقِ والطائفيةِ والتطرفِ والإرهاب، وتعتدى على الكرامة الإنسانية.

 

كما شدد مفتى الجمهورية فى كلمته على حاجة المجتمعات إلى جهد كبير لترسيخ القيم والأخلاق وقواعد الذوق العام فى المجتمعات من خلال المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية والفنية، بواسطة إجراء مبادرات تُفعِّل هذه القيم الراقية حتى نَئِدَ الكراهيةَ ونُحيى المحبةَ والسلامَ. وأبدى فضيلته تطلعه إلى تعاون إعلامنا المعاصر على الحب والإخاء وألا يتعاون على نشر الكراهية وإذكاء نار الفرقة.

 

وفى نفس الإطار أعرب مفتى الجمهورية عن ضرورة تدريب الطلاب صغارًا وكبارًا على أن يتكاملوا فى اتفاقهم واختلافهم، إضافةً إلى حاجة دعاة حقوق الإنسان فى العالم إلى العناية بالإنسان ومساندته بصرف النظر عن اعتبارات الجنس واللون والدين، فضلًا عن الحاجة إلى النظر بعين الاعتبار إلى المشترك الإنسانى من ناحية، وإلى احترام الخصوصيات والتنوعات من ناحية أخرى، مشددًا: "نحن فى حاجة إلى أن تنشر مؤسساتنا السلام والمحبة والحوار قولًا وفعلًا بينها".

 

وأشار فضيلة المفتى إلى أن علماء الدين الإسلامى قد حملوا على عاتقهم نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام، آملين أن نمنح العالم فهمًا أفضل عن مبادئه وقيمه الأخلاقية السامية.

 

وفى معرض كلمته لفت فضيلة مفتى الجمهورية إلى سعى "دار الإفتاء المصرية" فى الفترات السابقة بخُطًا حثيثةٍ لجمع الشمل وتوطيد الأخوة ونبذ الكراهية فى مجال الإفتاء؛ فأنشأت الأمانةَ العامةَ لدور وهيئات الإفتاء فى العالم لنتحاورَ ونتعاونَ على البر والتقوى، ونسعى لجمع شمل المفتين على المحبة والسلام ونبذِ الكراهية محليًّا وعالميًّا.

 

وأوضح فضيلته أن دار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم قد حرصتا على ترجمة هذه القيم فى فاعلياتها وفتاواها وبياناتها ومبادراتها ومؤتمراتها العالمية المختلفة. كما أنشأت الدار مراصدها وأطلقت مبادراتها لخدمة هذا المقصد النبيل؛ فأنشأت على سبيل المثال مرصدًا لفتاوى الكراهية التى يحاول المتطرفون بثها فى العالم ويَنسبونها زورًا وبهتانًا للإسلام، وهذا المرصد أُطلق عليه "مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة"، وذلك بالموازاة مع مرصد آخر يرصد ممارسات الكراهية فى ثوبها الآخر، وهو مرصد الإسلاموفوبيا، الذى يُعنى بما يسمى بالكراهية ضد الإسلام والمسلمين فى العالم. كما أطلقنا المؤشر العالمى للفتوى لقياس ثمار الوسطية والكراهية فى مجال الإفتاء، ولقد آتى كل من المرصدين والمؤشر أُكله طيبًا خلال فترة العمل السابقة، ولا زلنا فى انتظار المزيد.

 

وفى ختام كلمته قال فضيلة المفتي: "لا شك أننا فى هذه المبادرات، وبالإضافة إلى النيات الطيبة من هنا وهناك، نحتاج إلى مناهج تعليمٍ مساندةٍ ومنابرَ إعلامٍ مُعِينة، وأن تتبنى العمل بنِتاج هذه المبادرات كلُّ أسرةٍ، بل يتبناها المجتمع بكل مؤسساته الحكومية والمدنية لكى تُثمر الثمرةَ المرجوة"َ، مطالبًا بضرورة نشر ثقافة التعايش والأمن والسلام بين أبناء الإنسانية جميعًا، حتى يتسنى اقتلاع جذور التعصب والتشدد والعنف من عقول أبنائنا من كل دين وطائفة.

 

جدير بالذكر أن "منتدى القيم الدينية لقمة العشرين"، فى دورته السابعة، يعقد افتراضيًّا خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر 2020، ويستمر المنتدى 5 أيام، بمشاركة 500 من القادة الدينيين والخبراء وممثلين عن الأديان الرئيسة فى العالم ومؤسسات السياسة العالمية، بجانب قيادات وشخصيات دينية رفيعة المستوى.

 

ويعد "منتدى القيم الدينية لقمة العشرين" أحد أهم الفعاليات الرائدة عالميًّا، حيث يشكل رابطة تجمع القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية المتنوعة عالميًّا؛ من أجل توظيف الأثر الإيجابى للدين والقيم فى التنمية المستدامة والمساعدة الإنسانية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة