رفع صندوق النقد الدولى اليوم الثلاثاء، من توقعاته لمتوسط أسعار النفط إلى 41 دولارا للبرميل فى عام 2020 و43.8 دولار فى عام 2021، وهى أعلى من توقعات سابقة فى أبريل ويونيو الماضيين، وأوضح عدد أكتوبر من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، أنه اعتبارا من أوائل سبتمبر، تشير عقود النفط الآجلة إلى أن أسعار برنت سترتفع إلى 46.7 دولار للبرميل في عام 2021 وإلى 50 دولارا بحلول نهاية عام 2023، ما يسلط الضوء على مخاوف الطلب على المدى القريب.
وأضاف "النقد الدولي" أن منحنيات العقود الآجلة للنفط تشير إلى أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار بعد ذلك على المدى المتوسط لنحو 48 دولارا للبرميل، أي أقل بنحو 25% من متوسط عام 2019.
وذكر التقرير أن أسعار النفط العالمية تراجعت بنسبة 60% بين فبراير وأبريل الماضيين حيث أدى الوباء إلى انهيار الطلب العالمي على النفط وتزاد المخاوف بشأن السعة التخزينية، خاصة بعد فشل أوبك + في مارس الماضي في التوصل لاتفاق على تخفيضات الإمدادات لإعادة النظام إلى السوق.
وأضاف "النقد الدولي" أن منتجو النفط الخام الأمريكيون تضرروا أيضا مع انخفاض أسعار العقود الآجلة لخام نايمكس إلى - 37 دولارا في أبريل الماضي، وأدت أسعار النفط المنخفضة التي طال أمدها إلى إغلاقات، وانخفاض حاد في نشاط التنقيب، وزيادة طلبات إفلاس منتجي النفط الصخري، وأدى ذلك إلى انخفاض غير مسبوق بمقدار 2 مليون برميل يوميا في إنتاج النفط الخام الأمريكي في مايو 2020.
ومن ناحية معدلات الطلب، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض الطلب على النفط لهذا العام بمقدار 8.1 مليون برميل يوميا إلى 91.9 مليون برميل يوميا العام الجاري، وأن ينتعش بمقدار 5.2 مليون برميل يوميا في عام 2021 - وهو تعديل كبير من -9.3 مليون برميل يوميا لعام 2020 في توقعات سابقة.
وذكر الصندوق أن هذا التراجع في الطلب يرجع إلى قيود السفر التي فرضها تفشي جائحة "كورونا" واستمرار انخفاض حجم الحركة الجوية - وخاصة الرحلات الدولية.
وعلى صعيد النمو في المناطق الاقتصادية المختلفة، توقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ معدل النمو في مجموعة الاقتصادات المتقدمة -5.8% في عام 2020، بزيادة 2.3 نقطة مئوية عن توقعات سابقة في يونيو الماضي، ويعكس الارتفاع نتائج الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة ومنطقة اليورو الأفضل من المتوقع في الربع الثاني.
وفي عام 2021، من المتوقع أن يرتفع معدل نمو الاقتصاد المتقدم إلى 3.9%، مما يترك إجمالي الناتج المحلي لعام 2021 للمجموعة أقل بنحو 2% مما كان عليه في عام 2019.
كما توقع الصندوق أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3%، قبل أن ينمو بنسبة 3.1% في عام 2021.
وفي أوروبا، يتوقع "النقد الدولي" انكماش بنسبة 8.3% في منطقة اليورو خلال العام الحالي، مما يعكس تباطؤا أكثر حدة مما حدث في الولايات المتحدة في النصف الأول من العام، مع انتعاش النمو بنسبة 5.2% لعام 2021.
وفي الاقتصادات الصاعدة والبلدان النامية، من المتوقع أن يبلغ النمو -3.3% في عام 2020، على أن يصعد إلى 6% في عام 2021.
وتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الصيني بنحو 10% خلال 2020-2021 بواقع 1.9% هذا العام و8.2% العام المقبل، حيث عاد النشاط إلى طبيعته بشكل أسرع من المتوقع بعد إعادة فتح معظم البلاد في أوائل أبريل الماضي، وسجل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني مفاجأة إيجابية على خلفية دعم السياسات القوي والصادرات المرنة.
ومن المتوقع أن يبلغ نمو البلدان النامية منخفضة الدخل 1.2-% في عام 2020، وأن يرتفع إلى 4.9% في عام 2021.