الأيادى الناعمة تشكل النار.. فتاة مصرية تحترف صناعة الزجاج

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 12:00 ص
الأيادى الناعمة تشكل النار.. فتاة مصرية تحترف صناعة الزجاج صناعه الزجاج
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بتنقلها بين الأفران الساخنة في ورشتها بإحدى قرى محافظة القليوبية قرب القاهرة ومتجر فاخر في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة المصرية، تسعى نافخة الزجاج أفروديت وسيم إلى إعادة الروح لحرفة نفخ الزجاج التي تحتضر.
 
ولإبداع بلور زجاجي ملون تقف أفروديت لساعات أمام أفران درجة حرارتها نحو ألفي درجة مئوية دون أن تكترث بالحرارة وتقول إن حبها لهذه الحرفة يحفزها على السير قدما.
 
وعن رحلة عشقها لهذه الحرفة تقول نافخة الزجاج "الموضوع حصل بالصدفة تماما، أنا لما دخلت الجامعة ماكنتش أعرف أصلا إن فيه حاجة اسمها قسم الزجاج، في إعدادي بيعدونا على كل الأقسام، وأول ما تفرجت على الفن الجميل ده بصراحة حبيته جدا ووقعت في هواه يعني. وبعدين قررت إني أدرس، أتخصص، فيه لمدة أربع سنين وبعدين لما تخرجت قررت إني أعمل رسالة الماجستير في تقنية التشكيل اليدوي الحر".
 
ودرست الفتاة (32 عاما) الفنون التطبيقية مع التركيز على صناعة الزجاج في الجامعة غير أنها بعد التخرج كافحت لتجد موجها يعلمها الجانب العملي للحرفة في سوق يهيمن عليها الذكور.
 
وعن ذلك قالت "لغاية دلوقتي أنا البنت الوحيدة المكملة يعني، فيه بنات تعلمت بس ما بتشتغلش في الشغل ده، أنا باشتغل في الشغل ده. أنا سافرت بره تعلمت لأن كان صعب جدا إني ألاقي حد هنا يرضى يعلمني بصفة مستمرة. يمكن يديني مرة مرتين لكن ما كانش فيه مدرسة أو هيئة تعلمني التقنية نفسها. كان كل دراستي في الجامعة حاجة نظرية بس فاضطريت أسافر بره وتعلمت الشغل اليدوي".
 
وسافرت أفروديت لإيطاليا حيث تعلمت الجانب العملي لحرفة نفخ الزجاج على يد متخصصين هناك.
 
وفيما يتعلق بوقوفها أمام الفرن شديد الحرارة أضافت "أنا كأفروديت يعني شخصيا أنا بأتبسط جدا بوقوفي قدام الفرن لما أمسك خامة تبقى صلبة جدا وفجأة في لحظة تبقى لينة في إيدي وأطوعها بأي شكل أنا عايزاه وبيطلع منها ألوان جميلة جدا.. جدا يعني بتبهر أي حد معدي".
 
وقالت عن حرارة الأفران "أفران الزجاج، للصهر، الزجاج بيبتدي ينصهر على درجة حرارة 1500-2000 وبعدين لما أبتدي أسحب منه القزاز (الزجاج) فيه عندنا أفران التسخين أو أفران مساعدة بنبتدي نعيد تسخين القطعة علشان تدينا وقت أكتر أبتدي أشكل فيها الأفران دي بتبقى على درجة حرارة 900-1000".
 
ولأن من يتعب يجد ثمرة تعبه، ومن يزرع يحصد، فقد أتى تعب أفروديت أُكُله وأصبحت تدير الآن ورشة زجاج خاصة بها حيث تعمل جنبا إلى جنب مع عدد قليل من الحرفيين لإبداع قطع زجاجية مميزة.
 
وفيما يتعلق بالصعوبات في هذه الحرفة قالت الفتاة "الصعوبات إن الحرفة دي بالذات في مصر حكر على الرجالة، فكان كذا مرة أثناء ما باعمل رسالة الماجستير يعني دراسة وجاية تبع هيئة دراسية اجتماعية حكومية وأقول لهم أنا بعمل دراسة أنا عايزة أعمل تصميمات معينة، يقولوا لي لأ مفيش ستات تخش جوة المصنع. انتي تدينا التصميم نصنعهولك وحضرتك تبقي تيجي تستلميه كمان كم يوم. لكن انتي تقفي تتفرجي انتي كده هتعملي‭‭ ‬‬لنا مشاكل. أو انتي مش هتستحملي أو انتي هتتأذي فكانوا دايما بيدولي نظرة مختلفة، نظرة أضعف، وأنا شايفة ليه ممكن تديني النظرة دي. أنا أول واحدة تعلمت على ايديها كانت واحدة ست."
 
وتوضح أفروديت أنها المرأة الوحيدة من بين عدد قليل من نافخي الزجاج الذين ما زالوا يعملون في مصر حيث تم استبدال التقنية التقليدية بالتكنولوجيا الحديثة والإنتاج الضخم.
 
ويجد العديد من المصنعين أن نفخ الزجاج يستغرق وقتا طويلا ومكلفا فيستخدمون بدلا منه قوالب جاهزة لتصميماتهم.
 
لكن أفروديت تأمل أن تلعب دورا في حماية هذه الحرفة. فهي تحلم بتوسيع عملها ونشر مزيد من الوعي بين المصريين بخصوص الشكل الفني الذي عشقته منذ سنوات.
الزجاج والنيران
الايدى الناعمة تشكل الزجاج 

 

الفتاة المصرية صانعة الزجاج
افروديت صانعة الزجاج

 

الفتاة المصرية
نافخة الزجاج اثناء ممارسة مهنتها

 

تشكيل الزجاج
عملية تشكيل الزجاج

 

جانب من الصناعة
جانب من الصناعة

 

رجال يصنعون الزجاج
رجال يصنعون الزجاج

 

صناعة الزجاج من النار
صناعة الزجاج من النار

 

صناعة الزجاج
صناعة الزجاج

 

فتاة تصنع الزجاج
افروديت اثناء تشكيل الزجاج

 

فرن الزجاج
فرن الزجاج

 

ورش صناعة الزجاج
ورش صناعة الزجاج

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة