البالون الطائر ينقذ الموسم السياحى.. الأقصر رائدة الرحلات منذ ثلاثة عقود.. تضع مصر فى المرتبة الثانية عالميا بعد أمريكا فى هذا النشاط.. محطة أساسية فى أى برنامج سياحى تجذب 500 ألف سائح سنويا

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 02:00 ص
البالون الطائر ينقذ الموسم السياحى.. الأقصر رائدة الرحلات منذ ثلاثة عقود.. تضع مصر فى المرتبة الثانية عالميا بعد أمريكا فى هذا النشاط.. محطة أساسية فى أى برنامج سياحى تجذب 500 ألف سائح سنويا رحلات البالون الطائر
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثلاثة عقود هى تاريخ رحلات البالون الطائر فى سماء الاقصر، هذا النمط السياحى الذى تنفرد به المدينة الخالدة وسط المقاصد السياحية بالمحروسة، ويقصده آلاف السائحين يوميا لمشاهدة عظمة الحضارة الفرعونية بشكل بانورامى من السماء، والتى تعد أحد اهم مصادر المنافسة التى تميز الأقصر عالميا وتمنحها تفردا دوليا.
 
فمع بداية نسمات الصباح الباكر بالقرب من معبد حتشبسوت فى البر الغربى، أنت على موعد مع رحلة تملؤها الإثارة والمتعة، فهذا البالون المتعدد الألوان يحلق بك فى سماء الفراعنة، فيأخذك مع شروق الشمس لمشهد بانورامى فوق معابد الأجداد المهيبة والموجودة على جانبى نهر النيل.
 
واكد محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية أن عودة نشاط رحلات البالون الطائر فى الاقصر بعد توقف دام لأكثر من 6 أشهر بسبب فيروس كورونا، يعد بادرة أمل جديدة لانتعاش السياحة الثقافية، وبداية لموسم السياحة الشتوى، مؤكدا أن رحلات البالون الطائر جزء أصيل من الرحلات السياحية للأقصر ولايمكن الاستغناء عنه، خاصة ان العاصمة الخالدة تحتل مكانة دولية متقدمة فى هذا النمط السياحى.
 
وتلقت شركات البالون بمحافظة الأقصر، مؤخرا إخطارًا يتضمن اعادة تشغل البالون وعودة الرحلات من جديد، بعد ان وضعت وزارة السياحة والاثار عددا من الاجراءات الاحترازية يجب الالتزام بها من جانب شركات السياحة المختصة بهذا النشاط، فى مقدمتها ضوابط احترازية تتعلق بإجراءات التعقيم وارتداء الكمامات، والعمل بطاقة 50% من الطاقة الاستيعابية مع اتباع الاحترازات الخاصة بالتباعد الاجتماعي.
 
وتنطلق بمدينة الأقصر سنويًا ما يزيد عن 10 ألاف رحلة بالون، تقل قرابة 216 ألف سائح من مختلف الجنسيات الأجنبية، الذين يأتى بعضهم خصيصاً للأقصر من أجل رحلات البالون وذلك وفقًا للاتحاد المصرى لشركات السياحة.
 
ونشاط “البالون الطائر" هو أهم نشاط لايمكن أن تزور الأقصر دون ممارسته، والذى أكسب المدينة التاريخية شهرة عالمية، ورغم أنه يتواجد فى أماكن آخرى مثل لندن وإسبانيا وتركيا وكينيا وأمريكا وهى مقاصد سياحية كبيرة، إلا ان المكان الوحيد الذى يصلح لمزاولة هذا النشاط معظم أوقات العام مدينة الأقصر فقط، حيث ان نشاط البالون الطائر يتوقف على أحوال الطقس، لذلك لا يتوافر فى العالم إلا فى وقت قصير من السنة، فى حين يعمل فى الأقصر فقط طوال العام لماتتميز به من جو ملائم.
 
وتقدم عدد من الشركات السياحية خدمة البالون الطائر، وتتراوح مدة الرحلة من 40 دقيقة إلى 60 دقيقة بارتفاع 2000 قدم عن أرض مدينة الأقصر، ويحمل البالون من 12 حتى 34 شخصا، وتبدأ الرحلة بالتحرك فى سماء الأقصر باتجاه الضفة الغربية من النيل، وتبدأ المشاهد تتغير وتتبدل أسفلك من حقول ومناظر طبيعية على ضفة نهر النيل، ثم الجزر المنتشرة فى مياه النهر الخالد، الذى استمد منه الفراعنة عظمتهم، لتمر بمعبد الملكة حتشبسوت الكامن فى قلب الجبل، مرورا بمعابد الرامسيوم وهابو وأمنحتب الثانى ومقابر وادى الملوك والملكات والنبلاء.
 
وتلك الرحلات التى تطورت مع الزمن ساهمت فى انتعاش السياحة بالأقصر، وأصبحت جزء أساسى من أى برنامج سياحى، وساهمت تلك الرحلات فى رفع مستوى العائدات السياحية، ووفرت المئات من فرص العمل لشباب الأقصر.
 
وعادة فى السنوات الماضية تشهد سماء الأقصر انطلاق ما بين 15 وحتى 25 رحلة طيران يوميا قد يرتفع هذا العدد مع زيادة الطلب على الرحلات، فى أوقات الانتعاشة السياحية بالموسم الشتوى، ويبلغ متوسط أسعار رحلة البالون من 1500 جنيه إلى 2500 للسائح الأجنبي، وتلك الأسعار تعد الأقل على مستوى العالم، بينما يبلغ سعر السائح المصرى من ألف إلى ألف ونصف جنيه فقط.
 
 
 وتعد مصر من الدول الرائدة فى هذا المجال، وتتفوق على المقاصد المنافسة لها فى المنطقة سياحيا فى مقدمتها تركيا ودبى، وتعد مصر، بحسب اتحاد شركات البالون فى الأقصر، من الدول الرائدة فى مجال البالون الطائر، و تحتل المركز الثانى عالميا بعد الولايات المتحدة، وذلك لما تتمتع به من طقس مستقر، ومناظر طبيعية مبهرة، مثل المعابد الفرعونية، ونهر النيل الخالد الذى يعانق الجبال والزراعات والآثار المصرية القديمة.
 
ويخضع قائد البالون للعديد من الاختبارات والتدريبات من جانب هيئة الطيران المدنى وفى بداية الأمر يحصل على رخصة طالب طيران، ثم رخصة طيران خاص، ثم رخصة طيران تجاري.
 
كما ويخضع البالون لاشتراطات عديدة للسماح بالطيران تتعلق جميعها بأحوال الطقس، فلا بد أن لا تتخطى سرعة الرياح 8 عقدة فى الدقيقة، وأن لا ترتفع درجة الحرارة عن 35 درجة، وكلما انخفضت الحرارة كان ذلك أفضل لتحليق البالون، وأن يكون معدل الرؤية 5 كيلو، وفى حالة وجود خلل بأى شرط يتم إيقاف رحلات الإقلاع، وتأجيلها لحين استقرار أحوال الطقس.
 
و فرضت مؤخرًا سلطات الطيران المدنى لكونها الجهة المسئولة عن إجراءات الصلاحية والصيانة، ومراقبة مهندسى التشغيل، العديد من الاشتراطات الجديدة للسماح بإقلاع البالون ممثلة فى تزويد البالون بأجهزة حديثة ترصد مسار رحلة البالون منذ الإقلاع حتى الهبوط، كما تم تزويد بكاميرات غاية فى الدقة، هذا إلى جانب خضوع طيارين البالون إلى دورة تدريبية حول الملاحة الجوية.
 
ويعود تاريخ أول رحلة للبالون الطائر، فوق سماء مدينة الأقصر، قبل 31 عاما، وقادها طيارون بريطانيون، كانوا يعملون لصالح شركة فيرجن البريطانية التى قامت بتأسيس أول شركة بالون فى مصر، وقبل 25 عاما، بدأ تأسيس أولى شركات بالون بتمويل وخبرات مصرية، إلى أن وصل عدد الشركات العاملة بسياحة البالون الطائر فى مدينة الأقصر 8 شركات، يعمل بها مئات المصريين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة