ظهر انشقاق جديد لافت للانتباه في معسكر قوات حكومة الوفاق» الليبية، برئاسة فائز السراج، إثر مطالبة قادتها العسكريين بالمشاركة في الحوارات السياسية الراهنة، تزامنا مع كشف بعثة الأمم المتحدة عن شروط حضور ملتقى الحوار الجامع، المرتقب في تونس، وترتيبات لعقد جولة جديدة من المحادثات العسكرية في جنيف.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط ، أن مجموعة من أمراء المحاور وقادة الكتائب بعملية (بركان الغضب)، التي تشنها قوات حكومة الوفاق ، أعلنت عن تشكيل فريق سياسي للمشاركة في الحوار، وتمثيل هذه القوات بما يتناسب مع ما قدمته من تضحيات، كما طالبت "بوضع أسس لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وفقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي".
واتهمت هذه المجموعة في بيانها مساء أول من أمس، آمر غرفة العمليات المشتركة الرئيسة بقوات «الوفاق»، ووزارتي الصحة والمالية فيها بإهمال حقوق مقاتلي «الوفاق»، الذين شاركوا في التصدي لهجوم «الجيش الوطني» على العاصمة طرابلس العام الماضي.
في السياق ذاته، كشف إبراهيم بيت المال، آمر "غرفة عمليات سرت والجفرة»، التابعة لقوات الوفاق، عن مطالبة قادتها للسراج بمشاركة من يمثلهم في الحوارات السياسية، ورفضهم حوار مجلسي النواب والدولة في المغرب، بسبب عدم تنسيق الأخير معهم، مشيرا إلى اجتماع خصص لمناقشة ما وصفه بـ"احتياجات الحرب المحتملة، والتحشيدات القائمة لقوات الجيش الوطني".
وتحدثت عملية بركان الغضب عما وصفته بـحالة من الاستياء العام والغضب العارم» في مدينة ترهونة، بسبب الزيارة، التي قام بها أول من أمس، وفد من حكومة «الوفاق»، برئاسة وزير العدل، للمدينة التي نقلت عن سكانها مطالبتهم بمعرفة مصير المفقودين، البالغ عددهم 250 شخصا، ومحاكمة من تورطوا في إخفائهم.
وكانت العملية قد أعلنت عن انتشال 9 جثث من مقبرتين، بينها نساء ضمن ما وصفتها بـ«المقابر الجماعية الـ3»، التي اكتشفت أول من أمس بمشروع الربط بترهونة، مشيرة إلى أن الهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين انتشلت من المقبرة الأولى 3 جثث، ليصل بذلك إجمالي الجثامين التي انتشلت في اليومين الأخيرين إلى 12 جثة.
في غضون ذلك، اشترطت ستيفاني ويليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، على المدعوين الليبيين للحوار، الذي سيعقد في تونس مطلع الشهر المقبل، توقيع تعهد بعدم السعي للحصول على منصب شخصي، على أن يعيدوا لها التعهد مكتوبا وموقعا، قبل استكمال إجراءات السفر والإقامة في تونس.
وينص التعهد، الذي تداولته وسائل إعلام محلية، على «عدم الترشح، أو قبول منصب رئيس، وأعضاء المجلس الرئاسي، ورئيس وأعضاء الحكومة، والمناصب السيادية، التي يكلف الملتقى بتقريرها خلال الفترة التمهيدية التي تسبق الانتخابات»، وأدرجت ديباجة التعهد في إطار «النزول عند رغبة الليبيين، ولإضفاء أكبر قدر من المصداقية، وضمان عدم تضارب المصالح، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة».
وكانت ويليامز قد اطلعت السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، مساء أول من أمس، على الاستعدادات الجارية لاستئناف أعمال اللجنة العسكرية المشتركة بين الليبيين (5+5)، وتحضيرات ملتقى الحوار السياسي الليبي هذا الشهر.
وبحسب بيان للبعثة، فقد حث الجانبان الليبيين، وخاصة أولئك الذين يشغلون مناصب قيادية، على الاستفادة من هذه الفرصة للاستجابة إلى تطلعات الشعب الليبي في إجراء انتخابات وطنية، قصد استعادة السيادة الليبية من خلال حكم يمثلهم، وقبل كل شيء، الحفاظ على الوحدة والسلام والكرامة لكل الليبيين».
بدوره، جدد السفير الأميركي على دعم بلاده الكامل لعملية منتدى الحوار السياسي الليبي، التي تجتمع من خلالها الأطراف الليبية بشكل سلمي لتحقيق حل سيادي لإنهاء الصراع، وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد الاقتصادية الليبية، ووضع اللمسات الأخيرة على خريطة طريق للانتخابات الوطنية.
وأعرب السفير الأميركي في بيان منفصل عن تقديره لمساهمات تونس في نجاح منتدى الحوار السياسي الليبي القادم، كما رحب باستئناف المحادثات العسكرية التي تيسرها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل، والتي تبني على الاجتماعات الناجحة التي استضافتها مصر في الغردقة، وتمثل خطوة مهمة نحو حل نزع السلاح في وسط ليبيا، والخروج النهائي للعناصر العسكرية الأجنبية من البلاد.
إلى ذلك، رددت مصادر بـ«الجيش الوطني» معلومات غير رسمية عن وصول شحنة معدات عسكرية قادمة من تركيا إلى ميناء مصراتة بالغرب الليبي، ضمن تحشيدات قوات «الوفاق» للهجوم على مواقع تمركز «الجيش الوطني»، بهدف عرقلة العملية السياسية السلمية القائمة حاليا.
ووزعت قوات «الوفاق» صورا تُظهر تواصل التدريبات المستمرة لعناصرها بإسبرطة التركية، وذلك في إطار اتفاقية التدريب والتعاون المشترك التي أبرمها السراج مع أنقرة العام المنصرم.
من جهتها، أعلنت شركة الخطوط الأفريقية عن استئنافها للرحلات بين شرق البلاد وغربها، عبر مطاري بنينة في بنغازي، ومعيتيقة في العاصمة طرابلس بداية من الغد. وقال المدير العام للشركة خالد سويسي، إنه سيتم تسيير رحلات ركاب منتظمة بين المطارين، بواقع رحلتين أسبوعيا.
في سياق آخر، أعلن جهاز حرس المنشآت النفطية، التابع لـ«الجيش الوطني»، استمرار الدوريات من وحدة أصول الشرارة على الحقول والمرافئ النفطية بالجنوب، في إطار الخطة الأمنية الموضوعة لتأمين وحماية المنشآت الحيوية، فيما أكد اللواء ناجي المغربي، رئيس الجهاز، أن الأوضاع تسير «بوتيرة ممتازة في الحقول النفطية».