يمتلئ عالم الموضة بكثير من الأسرار التي تحيط بكواليس تصميم الأزياء، وتعد الموضة بمثابة رقص إبداعى يجمع بين التصميم العملى والتفكير النظرى، ويكون الرقص ناجحاً وجذابًا عندما لا يستطيع المشاهدون إبعاد نظرهم عنه، ويعلم مصمم الأزياء، جوناثان أندرسون، وهو المدير الإبداعى للعلامتين التجاريتين، "لوى" و"جى دبليو أندرسون"، هذا الأمر جيداً، لذلك حظى بإشادة كبيرة من النقاد وقاعدة جماهيرية كبيرة على مر السنين.
ويتحدث أندرسون عن دوره كمدير إبداعى خلال مقابلة فى المقر الرئيسى لشركة "جى دبليو أندرسون" بلندن، قائلاً: "أنا فى وضع متميز لتسليط الضوء على ما يفعله الآخرون"، ورفع مصمم الأزياء الستار عن أحدث مجموعة لـ"جى دبليو أندرسون"، ليقدمها بطريقة مبتكرة وخارجة عن المألوف، بعيداً عن مدرجات الموضة.
وبسبب تفشى فيروس كورونا المستجد، أرسل أندرسون كتيباً تفاعلياً للضيوف المحتملين، يعرض صوراً لعارضات فى أشكال جديدة ومختلفة يمكن قصها والتلاعب بها، ويعد ذلك بمثابة تذكير على أن الموضة تدور فى النهاية حول صنع الأشياء، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
ويعرف مصمم الأزياء بكونه داعماً للحرفيين والصناع من خلال معارض ومبادرات مختلفة، مثل جائزة "Loewe Craft"، حيث يقول إن الحرفة هى أحد الركائز الأساسية للإبداع، وتعاون أندرسون مع عدد من العلامات التجارية فى السنوات الأخيرة، منها "Topshop" و"Uniqlo" و"Converse" و"Versace"، ولكن يبقى السؤال، كيف يستطيع مواكبة العديد من المشاريع فى رأسه؟.
وقال أندرسون: "بالنسبة لى، كل شىء يتمحور حول الخارطة العقلية، أجلس فى وسطها بصفتى "عيناً"، بصفتى وصياً عليها، وتخرج منها تلك المشاريع: هناك "Loewe"، و"Moncler"، وهناك أيضاً "JW Anderson"، و(Uniqlo)"، مضيفاً: "هناك تعاون مع الفنانين، أو يمكن أن يكون متحفاً بأثر رجعى.. جميعهم يمثلون أشياء مختلفة بالنسبة لى، وهم يجعلونى أنهض من سريرى فى الصباح"، ومن بين هذه المشاريع، يُعد "Moncler" هو الأجدد.
وتحت شعار "منزل واحد، أصوات مختلفة"، طرح مشروع "Moncler Genius"، الذى تم إطلاقه لأول مرة خلال أسبوع الموضة بميلانو، فى فبراير 2018، فكرة تعيين مدير إبداعى واحد لقيادة علامة الأزياء الخاصة به.
وتدعو العلامة التجارية الإيطالية مختلف المدراء الإبداعيين إلى إنشاء مجموعات فردية يتم إصدارها فى تقويم متجدد على مدار العام، ومنذ إطلاقها، شارك فيها عدد من المصممين البارزين، مثل بيرباولو بيتشولى، الذى يعمل لدار "فالنتينو"، ويعرض المشروع مجموعات مصممى الأزياء فى بيئات فريدة، خلال أسبوع الموضة بميلانو، ما أحدث الضجة التى كان يأملها الرئيس التنفيذى لعلامة "Moncler" التجارية، ريمو روفينى.
وقال روفينى عبر البريد الإلكترونى: "لم يكن الهدف الرئيسى لشركة Moncler Genius هو البيع، ولكن خلق ضجة حول العلامة التجارية، وكشف المزيد عن زوايا عن Moncler المختلفة، مع جذب الأجيال الجديدة أيضاً".
واحتلت مجموعة أندرسون لـ"Moncler Genius"، مكانة مرموقة فى ميلانو، وسط صخب أسبوع الموضة فى فبراير الماضى، وهذه القطع متاحة للشراء اليوم، وفى خطوة مثالية، تم عرض سلسلة من الصور عبر الإنترنت، والتى وثقها تايلر ميتشل، وهو أحد المصورين الأكثر شهرة اليوم، بمجرد إطلاق مجموعة الملابس.
وكانت هذه الصور قد أثارت مزيدًا من الاهتمام عبر منصة التواصل الاجتماعى "إنستجرام"، وستستفيد علامة "Moncler" التجارية حتمًا من اهتمام الناس، كما كان هذا التعاون يساعد أندرسون أيضًا على تنويع مصادر إيراداته وتوسيع نطاق علامته التجارية الشخصية.
ورغم مجال تأثيره الإبداعى المتزايد باستمرار، لم تغب الفلسفة فى خارطة أندرسون العقلية، إذ قال إن "الصناعة هى المهمة، تأتى العلامة التجارية فى المرتبة الثانية"، مضيفاً: "أتمنى أن نكون أكثر تواضعاً، وأننا نريد بالفعل سماع قصص الحرفيين".