في الوقت الذى تواجه فيه وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى اتهامات بالانحياز في تغطية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في ظل تأييد واضح في التغطية للمرشح الديمقراطى جو بادين وهجوم شرس في كافة المجالات على الرئيس دونالد ترامب، يتكشف بشكل أكبر هذا الوجه القبيح للإعلام الأمريكي بعدما تبين أنها استندت إلى مصدر مزيف في بودكاست شهير لها عن داعش عام 2018.
و قالت صحيفة الأوبرزفر البريطانية إن جريدة نيويورك تايمز الأمريكية تواجه أزمة وشكوك كثيرة بعدما تبين أن واحدة من أبرز صحفييها التى كانت قد أعدت بودكاست عن تنظيم داعش الإرهابى بعنوان "الخلافة" قبل عامين، قد استندت إلى مصدر تم القبض عليه مؤخرا في كندا بتهمة ارتكاب خدعة إرهابية تتعلق بتصويره مقطعا يبرز مشاركته في عنف داعش في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن الصحفى بن سميث من نيويورك تايمز، كشف في مقال له مؤخرا أن أحد ألمع صحفى الجريدة وهى روكمينى كاليناشى، الحاصلة على جائزة لتغطيته قصة صعود وسقوط داعش قد أذاعت بودكاست بارز في عام 2018 الذى زعم أنه يروى القصة الداخلية لداعش ومعظمها من خلال مصدر منفرد أدعى أنه سافر إلى سوريا وانضم إلى داعش ونفذ عمليات إعدام شخصيا.
والأسبوع الماضى، تم القبض على المصدر من قبل الشرطة الكندية لارتكابه خدعة بتصويره المزيف لمشاركته في عنف داعش في سوريا، حيث أعلنت الشرطة الكندية، أن كندياً سبق أن أكد انضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي، أوقف ووجه إليه الاتهام باختلاق تلك القصة.
وقالت الشرطة الكندية الملكية، إن الاتهامات الموجهة لشرهوز شودري، واسمه الحركى أبو حذيفة، مستمدة من عدة تصريحات إلى الإعلام، أدعى فيها الرجل البالغ من العمر 25 عاماً "ذهابه إلى سوريا عام 2016 للانضمام للتنظيم الإرهابي وارتكابه أفعالا إرهابية".
واتهم شودري "بعد تحقيق مطول"، بـ"التحريض على إثارة الخوف من وقوع أنشطة إرهابية" ويمثل أمام المحكمة في 16 نوفمبر، وفقا الشرطة.
وقد أدى هذا الأمر إلى صدى كبير داخل الصحيفة، مما أثار شكوك خطيرة بشأن الجوانب الأخرى من عمل كالينتاشى والمحررين الذين تولوا إدارتها.
وأثار ذلك أسئلة أوسع لبعض الخبراء، من بينها الطريقة التي تغطى بها وسائل الإعلام التطرف.
وكان إريك ويميل، الكاتب في صحيفة واشنطن بوست قد قال عن بودكاست داعش إنه اتبع رواية مضطربة، حيث اعتمد على قصة أبو حذيفة، والذى لم تطأ قدمه أبدا سوريا.
وعقب الكشف عن زيف المصدر، أعلنت نيويورك تايمز أنها بدأت فحص جديدا حول الكيفية التي صور بها البودكاست الشهير الرجل الكندى المتهم بالكذب وإدعاء انه تابع لداعش.
وتقول أوبزرفر إنه عندما وصلت كاليماتشى على نيويورك تايمز عام 2014، سرعان ما أصبحت نجمة صاعدة في الصحيفة، وفقا لوصف سميث، وكانت تسعى للانتقال من مجرد العمل الصحفى المعتاد إلى الجمع المثير للروايات الكبرى.
وعلق موقع The Conversation على ذلك، وقال إن أحدث فضيحة لوسائل الإعلام الأمريكية، تسلط الضوء على الديناميكية التي لا يعرف عنها الكثير بين الصحفيين ومن يطلق عليهم Fixer أو الصحفيين المحليين الذين يساعدون المراسلين الأجانب في التغطية وإيجاد المصادر وترجمة المقابلات.
وأشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز المذكورة عملت عن كثب مع الصحفيين المحليين الذين يتحدثون لغات محلية.
ووفقا لأحد زملائها السابقين، الذى رفض الكشف عن هويته، قامت الصحفية بمنع من يقومون بإنجاز الأمور لها من التواصل مع رؤسائها في العمل، وبدلا من ذلك قدمت نفسها على أنها بطلة تغطيتها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة