أيام قليلة، ويحتفل العالم بعيد "الهالوين" التى يحتفل به ليلة 31 أكتوبر من كل عام، لكن يبقى احتفال هذا العام محفوفا بالمخاطر العديدة، فى ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، ما يهدد الناس بخطر الإصابة فى حالة التواجد فى التجمعات الكبرى.
لكن "كورونا" ليس الجائحة الأولى التى يشهدها العالم وسط الاحتفال بأعياد ومناسبات مميزة كـ"الهالوين" فقبل نحو 100عام واجه العالم جائحة أكثر شراسة وأكثرها حصدا للأرواح، وهى الإنفلونزا الإسبانية، فكيف احتفل العالم بالهالوين فى ظل الجائحة؟
بحسب موقع " history" فإن مفوض الصحة فى ولاية ميريلاند الأمريكية فرض حظرًا على مناسبات الهالوين العامة، وبالتحديد فى مدينة بالتيمور أكبر مدن الولاية، وذلك فى 31 أكتوبر 1918، وكان قد أصدر تعليمات لرئيس الشرطة بمنع الناس من إقامة "الكرنفالات وغيرها من أشكال الاحتفالات العامة"، إذ كانت الولايات المتحدة فى ذلك الوقت، وسط ذروة الموجة الثانية والأكثر فتكًا من جائحة إنفلونزا عام 1918، وهو ما كان يعنى أنه على الأمريكيين الحد من احتفالاتهم المعتادة فى عيد الهالوين.
فى أوائل القرن العشرين، لم يطرق المحتفلون الأبواب لخداعهم أو علاجهم، وكان عيد الهالوين بشكل عام أقل من عطلة تتمحورحول الطفل مما هو عليه اليوم، فكان البالغون يرتدون ملابس خاصة ويقيمون حفلات خاصة أو يشاركون فى الاحتفالات فى الشارع، بينما فى هذه الأثناء، أمضى الشباب الليل فى وضع المقالب وتخريب ممتلكات جيرانهم، مثل سرقة بوابات الجيران وإشعال النار فيها، أوإيقاف قطار بوضع "جسم" محشو مزيف على القضبان.
أستاذة الدراسات الإعلامية فى جامعة ولاية تينيسى الوسطى، كاتى فوس، قالت إنه أثناء الوباء، حظرت المدن هذه التقاليد للحد من انتقال الفيروس، وأيضا "احتراما لأولئك الذين قد يكونون مرضى أو فقدوا أحباءهم"، كما ورد فى كتاب "بناء الفاشية: الأوبئة فى وسائل الإعلام والذاكرة الجماعية".
من جانبه قال جيه أليكس نافارو، مساعد مدير مركز تاريخ الطب فى جامعة ميشيغان وأحد المحررين، إن المدن التى فرضت بالفعل حظرًا على التجمعات الكبيرة قد أصدرت تعليمات منفصلة لتذكير الناس بعدم كسرها فى عيد الهالوين، ووفقا لما جاء فى كتاب "منجز وباء الأنفلونزا الأمريكية 1918-1919: موسوعة رقمية" فأنه حتى لو لم تحظر المدن أحداث الهالوين تمامًا، فقد تشجع الناس على تخفيف حدة ذلك.
قال المسؤولون "حذروا الآباء ليقولوا لأطفالهم: نحن نعلم أنك ستخرج وتقوم بهذه المقالب وهذه الحيل وستكون صاخبًا وصاخبًا"، "لكن ضع فى اعتبارك أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتعافون فى المنزل ويحاولون الحصول على قسط من الراحة، والذين لن يتمكنوا من الخروج فى اليوم التالى وإصلاح كل الضرر الذى تسبب فيه هؤلاء الأطفال المشاغبون".
فى سبوكان بواشنطن، أوضح "نافارو" أنه كان من المفترض أن تأخذ الشرطة أقنعة الهالوين إذا رأوا أشخاصًا يرتدونها، أثناء ارتداء أقنعة من القماش للوقاية من الأنفلونزا تم تشجيعها أوفرضها فى بعض مدن غرب الولايات المتحدة، لافتا إلى أن المسؤولين ربما رأوا أقنعة الهالوين على أنها خطيرة لأن المحتفلين عادةً ما كانوا يمررون هذه الأقنعة المنزلية ويتناوبون على ارتدائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة