تتوالى الإنجازات فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى، فبعد تنفيذ مشروع ضخم لتطوير الإنترنت والبنية التحتية باستثمارات 30 مليار جنيه، وإطلاق مبادرات لتدريب 150 ألف شاب ودعم الشركات الصغيرة ورواد الأعمال، وتحصيص 80 ميجاهرتز ترددات لشركات المحمول لتحسين الخدمة، تنفذ وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكبر مشروع لتقديم الخدمات الحكومية أونلاين للمواطنين عبر منصة "مصر الرقمية" تتضمن 72 خدمة جماهيرية متعلقة بالتموين والمرور والمحاكم والتوثيق، حيث تستهدف زيادة الخدمات الحكومية عبر المنصة إلى 550 خدمة خلال عامين.
وتتجه الوزارة لطرح تطبيق للخدمات الحكومية عبر الموبايل فى نوفمبر المقبل، فضلا عن إتاحة الخدمات الإلكترونية لمن يصعب عليهم الحصول عليها أونلاين عبر مكاتب البريد ومنافذ خدمة المواطنين والكول سنتر.
ويتميز مشروع مصر الرقمية عن غيره من المحاولات السابقة للدولة لميكنة الخدمات الحكومية، حيث تتوافر الإرادة السياسية ممثلة فى رئيس الجمهورية لتقديم الخدمات للمواطنين بسهولة ويسر، علاوة على المتابعة الدورية من الرئيس شخصيًا لكافة تفاصيل المشروع، وتوجيهه الدائم بسرعة تنفيذ المشروع بأعلى معايير الجودة والكفاءة، مضيفًا كما يتوافر للمشروع الدعم المالى والفنى من الحكومة، والتى خصصت مليارات لتمويل المشروع، وتنفيذ خطط توصيل الربط بين الجهات الحكومية وإعداد قاعدة بيانات تحت إشراف وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت، علاوة على رغبة شعبية فى ضرورة تغيير مستوى أداء الخدمات.
وشهد قطاع الاتصالات، ثورة تنمية حقيقية خلال الـ6 سنوات الماضية، شملت كافة قطاعاته سواء البنية التحتية أو خدمات الاتصالات والإنترنت أو البحث العلمى، وكذلك أيضًا تدريب وتشغيل الشباب، ليعاود القطاع صدارة القطاعات الاقتصادية من حيث المساهمة فى الناتج المحلى وكذلك تحقيق أعلى معدل نمو، حيث حقق القطاع معدل نمو يصل إلى نحو 15.2% برغم جائحة كورونا، وذلك بناتج محلى بلغ نحو 108 مليارات جنيه مقابل 93 مليار جنيه فى العام المالى الذى يسبقه؛ بنسبة مساهمة فى الناتج المحلى الإجمالى تصل إلى 4.5%؛ ومن المستهدف أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 8% خلال 3 سنوات.
البنية التحتية
لأعوام عانى المواطنون من ضعف الخدمات، بسبب بطء الكابلات النحاسية، ولذا تم إطلاق مشروع لاستبدالها بشبكة ألياف ضوئية، كما يتم تنفيذ مشروع لربط المبانى الحكومية البالغ عددها نحو 32 ألف مبنى حكومى بشبكة الألياف الضوئية خلال 36 شهر، حيث تم خلال العام الحالى ربط أكثر من 5000 مبنى حكومى بهذه الشبكة.
الإنترنت
ارتبط قياس أداء قطاع الاتصالات فى مصر بخدمات الاتصالات والإنترنت فقط، رغم تعدد باقى مجالات الاستثمار بالقطاع، ولذا كانت الدولة حريصة على إجراء تحسن كبير فى خدمات الاتصالات من خلال طرح رخص الجيل الرابع على شركات المحمول، وحققت منها عائدا بلغ 10 مليارات جنيه، وكذلك تطرح ترددات جديدة على الشركات لاستيعاب الزيادة على الخدمة فى أعقاب جائحة فيروس كورونا، علاوة على ذلك شددت الوزارة على مراقبة الشركات الحكومية من خلال إنشاء مركز مراقبة جودة الخدمة، والذى بصدر تقارير شهرية عن أداء الشركات.
أما بالنسبة لخدمات الإنترنت، نفذت الدولة خطة لتحسين السرعة، بتكلفة 30 مليار جنيه، بداية من توسعة البوابات الرقمية الدولية لمضاعفة سعتها بتكلفة 17 مليون دولار، ثم المرحلة الرئيسية وهى السنترالات، وتم رفع كفاءة الشبكة بنسبة 260% بتكلفة 400 مليون دولار، ثم وحدات التجميع وتم رفع كفاءتها لتوصيل شبكات الألياف الضوئية لها، حيث تم رفع كفاءة 33 ألف وحدة بتكلفة 650 مليون دولار، كما تم توصيل الكابلات الألياف الضوئية لأقرب نقطة للمنزل، وتم التوصيل إلى مليون منزل، ويستهدف التوصيل لمليونى منزل بتكلفة تبلغ 400 مليون دولار، لتتضاعف سرعات الإنترنت فى مصر حتى وصلت فى أحدث التقارير الصادرة عن مؤشر Ookla Speedtest العالمى لقياس سرعات الانترنت، الخاص بشهر أغسطس 2020، عن ارتفاع متوسط سرعات الإنترنت الثابت فى جمهورية مصر العربية ليصل إلى 31.38 ميجابت/ث بنهاية شهر أغسطس، وتقدم ترتيب مصر 6 مراكز لتحتل المركز الـ91 بدلا من الـ97 عالمياً.
تدريب الشباب
اهتمت الدولة بتنمية المهارات الرقمية للشباب؛ حيث تستهدف الوزارة خلال العام الحالى تدريب 110 آلاف متدرب بتكلفة إجمالية تصل إلى 400 مليون جنيه، وذلك بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، حيث يتم تنفيذ العديد من المبادرات لبناء قدرات الشباب ومنها مبادرة "مستقبلنا.. رقمى" لتدريب 100 ألف شاب خلال عام ونصف بتكلفة 16 مليون دولار، وبالفعل اشتغل عدد من خريجيها برواتب بالدولار، ومبادرة "بناة مصر الرقمية" التى تستهدف تدريب ألف شاب سنويا من خريجى كليات الهندسة وعلوم الحاسب، وذلك بميزانية سنوية تصل إلى اكثر من 400 مليون جنيه.
البحث العلمى
كما يجرى إنشاء مدينة المعرفة فى العاصمة الإدارية الجديدة والتى تضم فى المرحلة الأولى أربعة مبانى فى مجالات التدريب وتطوير التكنولوجيات المساعدة، والبحوث التطبيقية، كما ستضم أول جامعة متخصصة فى علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفى إطار دعم الإبداع التكنولوجى يتم تنفيذ مشروع لنشر مراكز إبداع مصر الرقمية فى سبع جامعات إقليمية، حيث تم الانتهاء خلال العام الحالى من إنشاء 5 مراكز فى محافظات كل من المنوفية والمنصورة وقنا وسوهاج والمنيا، فى حين سيتم افتتاح مركز الإبداع بأسوان مع ديسمبر الحالى، ويتم العمل على إنشاء مركز إبداع فى الإسماعيلية، كما يتم إنشاء مركزين آخرين فى القاهرة أحدهما بالقرب من جامعة القاهرة والأخر بالقرب من جامعة عين شمس؛ فيما يستهدف تدشين 3 أخرى فى الإسكندرية وطنطا والزقازيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة