ما الذى يحدث للشعراء، ما الذى يواجهونه فيدفعهم إلى الانتحار، سنقف طويلا مع كتاب مهم للكاتبة "جومانا حداد" عنوانه "سيجئ الموت.. وستكون له عيناك" يعرض ترجمة لـ 150 شاعرا انتحروا فى القرن العشرين، والصادر عن الدار العربية للعلوم – ناشرون ودار النهار.
يقول الكتاب تحت عنوان "روحى الجريحة محكومة بالموت" عن الشاعر " بيو بافوروف":
شاعر بلغارى، اسمه الحقيقى (بيو توتيف كراشولوف) ولد فى بلدة شيربان الجنوبية فى الأول من يناير عام 1878، وانتحر بتجرع السم ثم بإطلاق النار على رأسه فى صوفيا يوم 16 أكتوبر 1914، بعدما كان حاول الانتحار فى العام السابق وفشل، وفقد بصره جراء ذلك.
نشأ بيو بافوروف فى عائلة مزارعين، لم يتابع تعليمه، وانتقل إلى العاصمة فى الحادية والعشرين من عمره، حيث حقق سريعا وباكرا مكانته كأحد شراء بلغاريا فى القرن العشرين من خلال نشر قصائده فى مجلة "ميسال" (فكر) الأدبية المهيبة.
بدأ حياته المهنية كعامل تلغراف، لكنه انتقل إلى الصحافة، ينتمى شعره إلى الحركة الرمزية، مع مناخات غنائية ورومانسية قوية.
ناضل فى المقاومة لتحرير الأراضى البلغارية التى بقيت تحت الاحتلال العثمانى فى مقدونيا بعد نيل بلغاريا استقلالها.
أحب امرأتين فى حياته، ومعظم قصائده مهداة إليهما: الأولى مينا تودوروفا، التى توفيت بالسل، والثانية لورا كارافيلوفا، التى انتحرت بسبب غيرتها عليه، مما أصابه بيأس عظيم. من أعماله "على تلال فيتوشا"، والبرق يضرب: الرعد يموت" و"ريح منتصف الليل".
توق
القلب يرتجف من جديد
أمام طرق بلا نهاية ولا بداية..
أنا ذاهب وحيدا فى رحلة
إذ أنظر عبر ضباب
الغد
لا أرى إلا ظل كآبتى
مرفأ سفينتى الوحيد