شعرة صغيرة تفصل بين عناد الطفل وعصبيته وبين أنه طفل يتمتع بشخصية قوية منذ الصغر يريد أن يفرض خياراته وشخصيته. وأمام التقارب الشديد بين الحالتين يقف الكثير من الأهالي عاجزين عن التعامل بطريقة صحيحة فكيف تفرقى بين الحالتين؟
الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي تقول لـ"اليوم السابع" إن الطفل يبدأ في التعبير عن أراءه بالرفض والعناد من سن السنتين والنصف ويكون فعليا بلا سبب، لكنه يبدأ بتكوين شخصيته وتحديد البيئة المحيطة به من سن 4 سنوات ويصبح ما يفعله"عند بمعنى".
وتابعت أن الطفل في هذه السن الصغيرة يستكشف أن باستطاعته الرفض واتخاذ القرارات، وكلما زاد ذكائه زاد رفضه لما يجده غير مناسبا له، سواء من ملابس أو طعام إلى أن يصل إلى رفض التعامل مع شخصيات بعينها.
وفي بعض الأحيان يختبر الطفل مدى المسموحات والممنوعات بالاقتراب من الخطوط الحمراء التي تضعها له الأم، ففي ذلك الوقت لابد منها أن تسأل هل هي أم متحكمة ام ديمقراطية تترك له اختيارات؟
عندما تجد الأم الإجابة لابد وأن تتأكد أنه لا يوجد مسببات لحالة العند لدى طفلها والتي تظهر بعد عدة مسببات منها وجود طفل جديد أو أهمالها لطفلها عن طريق عملها أو انشغالها لذلك يلجأالطفل للفت انتباها حتى لو بطريقة سلبية وتقول استشارى الطب النفسى "الطفل الذكي يعتبر لفت الانتباه بالسلب افضل من تجاهل الأم له"
ثانيا لو الأم صاحبة أوامر كثيرة يجب أن تعي أن 30 % من الأطفال حول العالم سترفض تطبيق الأوامر، وأنه يجب على الأباء عرض الأوامر عليه بطريقة متوقعة بالنبسة للطفل ومقبولة.
ثالثا الطفل الذي يرفض دون إبداء أسباب لابد من الأخذ في عين الاعتبار أنه قد يكون لديه حساسية من نوع أكل او ملبس معين، يكره الحضور بصحبة شخص أو لا يحب مكان تصتحبوه فيه، ففي تلك الحالة يجب التركيز مع الطفل وتحديد سبب الرفض ومن ثم وضع أختيارات له.
كما أوضحت حماد طرق علاج تلك الحالة من العناد لدى الكثير من الأطفال وأولها عدم كسر أرادتهم والسماح لهم بالتعبير عن رأيهم في كل شيء دون خوف مع توضيح الخطوط الحمراء لهم وتحديد المسموحات والممنوعات مع وضع أختيارات مناسبة.
مشيرة إلى أن فهم أسباب العند يساعد بشكل كبير على علاجه، وتابعت: "تكبير الدماغ حل مناسب في بعض الأوقات مش طبيعي أن كل حاجة أرفضها مع تقليل الأوامر" ووضع مكافأت له عند تنفيذ كل أمر بشكل لطيف لتشجيعه.
نصحت كذلك بعدم الانفعال والهدوء أمام الطفل، وتحديد الوقت المناسب للتحدث معه بحزم خاصة بعد مرحلة تكوين شخصيته.
أخيرا وضع وقت كافي للطفل يسوده الاهتمام والمشاركه معه حتى يشعر أنه ذو أهمية.