تتميز محافظة القاهرة بعدة مناطق تاريخية، وتراثية، تعتبر أصل القاهرة، وشهدت أحداثًا على مدار سنوات غيرت وسطرت تاريخ العاصمة، ومن بين هذه المناطق منطقة الباطنية بالدرب الأحمر، حيث سلطت محافظة القاهرة الضوء على تاريخ المنطق، حيث تعتبر من أشهر مناطق الدرب الأحمر، وعٌرفت في البداية باسم "الباطليّة"، وذلك نسبة إلى أول طائفة سكنت تلك المنطقة، فقد ذكر المقريزي فيما رواه عن ابن عبد الظاهر "وكان المعزّ لما قسم العطاء في الناس جاءت طائفة فسألت عطاء فقيل لها: أفرغ ما كان حاضرًا، ولم يبق شيء؛ فقالوا: رحنا نحن في الباطل، فسمّوا بـ"الباطليّة".
وقالت محافظة القاهرة إن المنطقة تعرضت لحريق هائل عام 663هـ أدى لدمارها بالكامل، وكان الناس يضربون بحريقها المثل لمن يشرب الماء كثيراً فيقولون "كأن في باطنه حريق الباطليّة"، إلى أن أعُيد تعميرها عام 785هـ على يد "الطواشي بهادر بن عبد الله النبهاني الرومي" مقدم المماليك السلطانية والذي تولى وظيفة نظارة الجامع الأزهر أي "المشرف على شؤونه" حيث أقام دار بها، وكان يُخصص لكل شيخ من مشايخ المذاهب الأربعة دار داخل المنطقة تعرف باسمه، ومن هنا تغير اسم المنطقة من الباطليّة إلى الباطنية أي "باطنة العلماء".
وكانت الباطنية من أرقى الأحياء فشيد بها الباشوات والبهوات منازلهم التي مازالت قائمه إلى الآن منها منزل زينب خاتون، وبيت الست وسيلة، وبيت الهواري، كما كانت مقراً لشيوخ الأزهر وعلمائه وطلابه الوافدين من جميع أنحاء العالم، وشيد بها مجموعة من الأثار الإسلامية منها مجموعة محمد بك أبو الدهب، ثم شهدت المنطقة لفترة من الزمن مجموعة من الأعمال المخالفة مثل تجارة المخدرات، إلى أن قامت الجهات المعنية بتطهير المنطقة وتطويرها بإقامة مشروع استثماري غير معالمها حتى صارت ملاذاً آمناً ومتنفساً حضارياً لأهالي المنطقة، وواجهة سياحية يقصدها كثير من زوار العاصمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة