يثير تنظيم داعش قلقا كبيرا فى أوروبا، وخاصة فى إسبانيا، ونشرت وزارة الداخلية الإسبانية خريطة تنظيم داعش الارهابى فى إسبانيا وقالت فى بيان لها إن هناك 216 عملية تمت ضد الارهاب فى 140 بلدة فى جميع أنحاء إسبانيا، وتم اعتقال حوالى 391 إرهابيا حتى الآن، ولكن أعرب العديد من الخبراء عن مخاوفهم من استغلال داعش اللحظات الصعبة التى تمر بها أوروبا لتجنيد أتباع لهم عبر الشبكات الاجتماعية وعودة الذئاب المنفردة الى العمل من جديد.
وقالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية إن هناك 130 شخصا من المقاتلين الإرهابيين الأجانب من اصل إسبانى الذين غادروا للقتال فى سوريا والعراق والذين ربما لا يزالون فى صفوف تنظيم داعش ، خاصة وأن هدفهم العودة إلى البلاد لشن هجمات، حيث كشفت العمليات الأخيرة التى نفذت ضد هذا النوع من الارهاب فى إسبانيا أن بعض المعتقلين حافظوا على اتصالاتهم مع المقاتلين الارهابيين الأجانب الموجودين فى دولة أجنبية، أو الذين بقوا فى سوريا للقتال مع داعش فى حرب العصابات التى تدور فى تلك المنطقة.
ويعتبر المقاتلون الإسبان من الإرهابيين خطرين للغاية لأنهم يتمتعون بخبرة واسعة في استخدام جميع أنواع الأسلحة وفي تصنيع العبوات الناسفة (IED)، بالإضافة إلى ذلك ، فهم من الرعايا المتعصبين الذين هم على استعداد لدفع الارهاب إلى أقصى حدوده ويعلنون كراهية كبيرة لإسبانيا لأنها كانت واحدة من الدول التي كانت جزءًا من التحالف الدولي الذي هزم داعش إقليمياً، حسبما قالت الصحيفة الإسبانية.
اعتقال داعشى فى اسبانيا
وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات التى وصلت فى ذلك الوقت، أن بعضهم تم دمجهم فى كتيبة يقودها الرئيس السابق لعمليات داعش فى الخارج، عبد المهد أباعود، الذى قتلته الشرطة فى باريس فى نوفمبر الماضى عام 2015، عندما وجه الهجمات فى فرنسا وأصبح منسق العصابة للاعمال الاجرامية فى أوروبا، وفى تلك المدرسة التى تدرب فيها الارهابيين الذين يتدربوا على الهجوم على الغرب تجمع فيها الارهابيين حسب الجنسية وتقاسم الإسبان، وكثير منهم من أصل مغاربى، الوحدة مع آخرين من المغرب.
ومن بين المقاتلين الإرهابيين الأجانب الآخرين الذين غادروا إسبانيا متجهين إلى سوريا والعراق ، من المعروف أن 73 منهم ماتوا في القتال أو الانتحار ، و50 عادوا ، تسعة في السجون في إسبانيا و 10 آخرون في سجون في بلدان أخرى ، وفقًا لمصادر مكافحة الإرهاب التي استشارها الصحيفة الإسبانية.
ويعتبر الخبراء الدوليون أن المقاتلين الإرهابيين الأجانب يشكلون أحد أكبر المخاطر بالنسبة للغرب إذا تمكنوا من العودة إلى بلدانهم الأصلية، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 53000 أجنبي سافروا إلى سوريا للانضمام إلى داعش بين عامي 2013 و 2018، وليس كلهم على قيد الحياة أو جزء من المجموعة التي تريد العودة إلى نقاطها الأصلية ، إما بمحض إرادتهم أو بسبب أوامر داعش ، ولكن الخطر موجود ويجب محاربته.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الالكترونى إن "النساء أنفسهن الإسبان يتعرضن للتجنيد بشكل واضح، واعتقلت الشرطة الإسبانية شخصين في مدينة ميليلة الإسبانية وفى موجان بجزر الكناري الكبرى في المحيط الأطلسي، بتهمة الانتماء لخلية متخصصة في تجنيد نساء للزواج من إرهابيين آخرين، وأعلنت الشرطة، اعتقال المشتبهين ، ودخلا إلى السجن المؤقت بقرار من المحكمة الوطنية الإسبانية.
وتنسق التحقيقات نيابة المحكمة الوطنية بالتعاون مع الإدارة العامة لمراقبة الأراضي المغربية، والشرطة الأوروبية، يوروبول، وبدأت التحقيقات بعد اكتشاف خبراء الشرطة وجود بنية إرهابية متشعبة في عدة دول، وكانت المجموعة تبدو موالية لتيار متحالف أيديولوجياً مع تنظيم القاعدة.
وتعرف المعتقلان بالفعل بالجماعة الإرهابية، وارتبطا باستراتيجية العمل نفسها، والتزما بالقواعد الداخلية المفروضة، وكانت مهمتهما في الأساس تجنيد النساء الأكثر ضعفاً، واللاتي يسهل التلاعب بهن والتأثير عليهن،وبعد تلقيهن تعليماً متطرفاً والانضمام للجماعة، يصبحن مشاركات في الهدف الإرهابي، مجندات جديدات، وأمهات لارهابى المستقبل.
وأكدت الصحيفة أن ما لا يقل عن 30 عضوا فى إسبانيا وبلجيكا وألمانيا والمغرب، ينتمون إلى تلك الخلية التى تم اعتقالها من قبل الشرطة الإسبانية، مشيرة إلى أنهم يبحثون عن ضحايا ضعيفة لدمج الفكر الارهابى بسهولة والزواج منهن وإقناعهن أن الاطفال سيقوموا بمهمة كبيرة، وتم اعتقالهم بتهمة التجنيد والتلقين الذاتى لأغراض ارهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة