البدء فى زراعته بنظام التنقيط بالداخلة وله 60 وصفة علاجية.. صور
بعد نجاح زراعته فى عدة مناطق بمحافظة الوادى الجديد، على مدار عدة سنوات أصبح محصول الكمون من الزراعات الواعدة والتى تحقق عوائد مادية مرتفعة نظرا لارتفاع سعره مقارنة بباقى المحاصيل الزراعية، حيث تنتشر زراعة محصول الكمون فى مركزى باريس والفرافرة وخاصة منطقة درب الأربعين والتى تزيد عن زراعته على مساحة 256 فدانا فى درب الأربعين وقرى الثمانين، ويتميز بإنتاجية عالية.
تشير الدلائل التاريخية إلى أن الموطن الأصلى للكمون هو جمهورية مصر العربية، وذلك بناء على البرديات الفرعونية التى عثر عليها، والتى تقول إن الفراعنة كانوا يزرعون الكمون على ضفاف النيل لإدراكهم أهميته فى الطب فكانوا يستخدمونه فى عمليات التحليل والتنظيف، وذكر الكمون فى البرديات فى أكثر من 60 وصفة علاجية، حيث كان يستخدم فى علاج حالات الحمى وقتل الدودة الشريطية وعسر الهضم والمغص وطارد للغازات، كما صنع المصريون القدماء من الكمون دهانا مسكنا لألام المعدة والروماتيزم والمفاصل ونزلات البرد والحروق وحالات الجرب.
ويستكمل مزارعو الوادى الجديد، موسم زراعة الكمون خلال تلك الأيام حيث رصد "اليوم السابع"، جانبا من رحلة زراعة وإنتاج الكمون فى الأراضى الصحراوية بنظام الرى بالتنقيط.
قال الاستشارى الزراعى، أحمد مناع فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع"، أنه يجرى إعداد الأرض للزراعة بالحرث والتجهيز وإضافة الأسمدة المحددة بكميات مناسبة وتخطيط الأرض إلى مصاطب بعرض 70سم ، ويتم فرد الخراطيم على المصاطب، وفى حالة كون سطح الأرض صرفها عالى يتم وضع 2 خرطوم على المصطبة وأما فى حالة كون صرف الأرض ضعيف يتم وضع خرطوم واحد على المصطبة بشرط أن تكون الأرض غير مائلة لأنه لا يجود فى الأراضى الملحية.
ويضيف مناع، أن الكمون يزرع فى شهرى أكتوبر ونوفمبر والميعاد الأمثل منتصف أكتوبر حتى منتصف نوفمبر، ويحتاج نبات الكمون إلى درجات حرارة معتدلة ولا يتحمل درجات الحرارة المنخفضة التى تصل إلى حد الصقيع وتكون درجة الحرارة المثلى للنمو الخضرى (20-25 درجة مئوية )، أما فى فترة النضج يحتاج إلى (30درجة مئوية )، كما يحتاج إلى رطوبة من (60-70%)، وبشكل عام تنج زراعة الكمون فى مصر فى محافظات الوجه القبلى لإعتدال درجات الحرارة فى الشتاء وإنخفاض الرطوبة النسبية.
ويؤكد المهندس الزراعى، أن الفدان يحتاج لكمية تقاوى تصل من 10 إلى 12 كيلو ويتم معاملة التقاوى بالمبيدات الفطرية المتخصصة فى أعفان الجذور، وذلك للوقاية من أعفان الجذور، كما تتم الزراعة بالجورة فى سطور على المصطبة وتبعد السطور عن بعضها بمسافة 20 سم والجور عبارة عن 15-20 سم.
ويوضح مناع، أن الكمون يحتاج فى حالات الرى الأولى على مياه بصورة كبيرة، حيث يتم الرى يوميا صباحا ومساءا حتى تمام الإنبات وبعدها يتم الرى أسبوعيا وتختلف مواعيد الرى على حسب طبيعة الأرض والظروف الجوية فى المنطقة، ويعتمد الكمون فى السماد على التسميد النيتروجينى والبوتاسى بنسب محددة يتم تقسيمها على دفعات أسبوعيا من عمر شهر حتى قبل الحصاد بشهر ونصف تقريبا.
وعن الإصابات الزراعية يضيف مناع، أن محصول الكمون يصاب بالعديد من الأمراض أهما أعفان الجذور وتعتبر أهم وأخطر الأمراض التى تصيب محصول الكمون، لانها تدمر المحصول بشكل كامل ومرض البياض الدقيقي، وللوقاية من هذه الأمراض يتم معاملة البذور قبل الزراعة بالمبيدات الفطرية، كما يتم حقن النباتات كل شهر تقريبا بأنواع محددة من المبيدات ويعتبر الرى عامل أساسى فى أمراض أعفان الجذور، حيث أن زيادة الرى يكون فى بيئة مناسبة لنشاط فطريات التربة المسببة لأعفان الجذور، ويتم حصاد المحصول فى منتصف شهر مارس تقريبا، ويبلغ متوسط الإنتاج 700 كجم /فدان ويتراوح سعر الكيلو من (35-60 جنيها للكيلو ) ويختلف سعره من عام لأخر كباقى أسعار المنتجات الزراعية المصرية .
ومن جانبه ، أكد الدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد، أن زراعة الكمون تأتى فى إطار التوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية، فالمساحة المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية فى الموسم الشتوى الماضى بلغت 1550.14 فدان ما بين ( كمون- بقدونس - كراوية - ينسون - شمر - بردقوش - حلبة - ريحان )، وأكبر مساحة منزرعة نباتات طبية وعطرية بالفرافرة، حيث بلغت 687 فدانا يليها العوينات 510 أفدنة، حيث احتل نبات البردقوش المرتبة الأولى من حيث المساحة التى بلغت 495 فدان، مؤكدا على نجاح زراعة الكمون بمنطقة الثمانين بمركز باريس شجع العديد من المزارعين على تكرار التجربة لما يحققه هذا المحصول من عوائد اقتصادية مرتفعة.