اقترح الرئيس المحتمل لبوليفيا، لويس آرسي، بعد تقدمه في نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، أسس العمل لتشكيل حكومة "متجددة" يدعمها حزب (الحركة نحو الاشتراكية) "ماس" في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية (إفي).
وقال آرسي، الذي أكد على ضرورة إفساح المجال للمهنيين والشباب ذوي "الالتزام"، وقطاعات اجتماعية لم تؤخذ في الاعتبار، إنه لا يجهل أن الرئيس السابق، المنفي حاليا بالأرجنتين، إيفو موراليس "مرشد" و"زعيم تاريخي" لحزبه، إلا أنه أشار إلى أن الحكومة الجديدة ستكون حكومته.
ويتواصل فرز أصوات الانتخابات الرئاسية في بوليفيا وسط تصدر لويس آرسي بالفعل للنتائج في انتظار الفرز النهائي، على الرغم من أن انتصاره معترف به بالفعل حتى من قبل منافسيه السياسيين الرئيسيين وجزء كبير من المجتمع الدولي على أساس استطلاعات الرأي.
وعندما سئل عن تواصله مع إيفو موراليس، أجاب بالإيجاب "طبعا تحدثنا معه وكان سعيدا أيضا"، وحول أسلوب الحكم الذي يريده، قال "ما سنفعله في حكومتنا هو ضم المزيد من الشباب، إنه حزب متجدد، مع وجود تغييرات يجب إجراؤها".
وعن اعتقاد الحركة نحو الاشتراكية بأن إيفو موراليس لا بديل له بعد نتائج هذه الانتخابات، قال "أعتقد أنه يجب علينا أن نفرق بين قيادة الرئيس السابق، لأننا سنبقى دائما معه، وسوف نعترف به دائما، كزعيم تاريخي ومهندس عملية التغيير هذه التي تمر بها بوليفيا منذ عام 2006، لكن مسألة الانتخابات شيء آخر، أعتقد أن الانتخابات أجريت على أساس المنظمات الاجتماعية، ونضال الحركة نحو الاشتراكية والشعب البوليفي الذي أراد التغيير".
وبسؤاله عما يدور في أذهان الكثيرين حول "هل سيحكم إيفو موراليس" من الكواليس، قال "لقد اختلقت الأحزاب اليمينية ذلك لسحب أصواتنا، ولمحاولة الاستفادة من بعض الأشخاص الذين لا يحبون الرفيق إيفو، سواء كان ذلك بسبب الكراهية أو العنصرية أو أي شيء آخر".
وشدد "نحن من سيحكم. ستكون حكومتي، وسنعمل على دفع البلاد إلى الأمام"، وحول المصالحة، صرح بقوله "ما فعلناه (وقلناه) منذ اليوم الأول: سنحكم من أجل الجميع؛ حكومتنا ستكون للجميع. نحن لسنا من يمارسون العنف، ولا ندفع مقابل القيام بانقلاب".
"ومع ذلك، فإننا نتفهم أن (خصومنا) بوليفيين، ولا يجب أن يكون هناك مزيد من القتال حول القضايا والمصالح الشخصية الضيقة أو الجماعية. سنقوم ببناء كل الجسور الضرورية حتى يتمكنوا من التحقق من أنه يمكننا أن نحكم جميعا".
وأوضح أنه تلقى مكالمات "تهنئة من كل مكان"، من رئيس الأرجنتين، ألبرتو فرنانديز؛ والمكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور؛ ونيكاراجوا، (دانيال) أورتيجا؛ وتشيلي، (سيباستيان) بينيرا؛ وباراجواي، ماريو عبدو بينيتيز.
وعن السياسة الخارجية لبلاده، قال "سنقوم بإعادة تأسيس كل العلاقات، لقد تصرفت هذه الحكومة (السابقة) بشكل أيديولوجي للغاية، وحرمت الشعب البوليفي من الوصول إلى الطب الكوبي والطب الروسي والتقدم الصيني".
وتابع "سوف نفتح الباب أمام جميع البلدان، والشرط الوحيد هو أن تحترمنا وتحترم سيادتنا لا أكثر. جميع البلدان، بغض النظر عن حجمها".
وبسؤاله عن إعادة سفراء بوليفيا إلى المكسيك وإسبانيا، أجاب "بالطبع، يجب علينا إعادة العلاقات مع جميع البلدان التي تريد (أن تكون لها علاقة) معنا. لقد تحدثت أيضا مع رئيس وزراء إسبانيا، بدرو سانشيز، وقال لي 'نريد العمل'".
وأكد "سأطلب مرة أخرى، إذا كانت الحكومة المكسيكية ترغب في ذلك، أن ترسل لنا السفير نفسه الذي كان هناك قبل الانقلاب".
يذكر أن بوليفيا أجرت انتخابات عامة الأحد من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد ونائبا له وتجديد أعضاء غرفتي البرلمان للسنوات الخمس المقبلة.
وكانت الانتخابات الماضية قد أجريت في أكتوبر 2019، ولكن اتهامات بالتزوير لصالح موراليس الذي فاز بجولة ولاية رابعة متتالية أدت إلى ضغط الجيش والشرطة عليه للتنحي عن السلطة، قبل ان تتولى السيدة جيانين آنييز المنصب بشكل مؤقت لحين نقل السلطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة