أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن العرب يسعون إلى علاقة صحية وبناءة مع جيرانهم في الشرق الأوسط، مضيفاً "أن أمن الخليج، كما يراه الجانب العربى وينشده، يتحقق بصورته المُثلى مع سيادة مفاهيم علاقات حسن الجوار، وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، فعندئذ، وعندئذ فقط، ينشأ نظامٌ حقيقي للأمن الجماعي، يضمن مصالح كافة الأطراف، ويضمن حرية الملاحة في الخليج، بما تمثله من أولوية استراتيجية للعالم أجمع".
جاء ذلك في كلمة "أبو الغيط " في جلسة لمجلس الأمن عبر تقنية "الفيديوكونفرانس" كانت روسيا قد دعت لها وترأسها وزير خارجيتها "سيرجي لافروف" لمناقشة موضوع الأمن في الخليج العربي، وذلك في متابعة لمبادرة كانت بلاده قد تقدمت بها قبل نحو عام لتحقيق خفض التصعيد في منطقة الخليج العربي، واقتراح إنشاء نظام للأمن الجماعي يضمن الاستقرار والسلم.
وحرص "أبوالغيط " أن يتناول في كلمته المفهوم العربي للأمن في الخليج، مشدداً على أن الاستقرار في الخليج لا يتحقق سوى بإدراك أنه لا يمكن لطرفٍ أن يحقق أمنه، بينما يشعر الآخرون بالتهديد، مؤكداً أن الجانب العربي ينشد الأمن للجميع بلا استثناء، على أساسٍ من الاحترام المتبادل وحسن الجوار، "أما دعاوى الهيمنة والسيطرة فلا مكان لها، ولا قبول بها".
وصرح مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم "الأربعاء" بأن كلمة "أبو الغيط" ارتكزت على مفهوم السيادة الوطنية ومبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، كمنطلقات أساسية للأمن في الخليج، معرباً عن اقتناعه بأن الخطوة الأولى نحو بناء الثقة المفترض بين ضفتي الخليج العربي لا بد وأن تتمثل في مناقشة صريحة حول هذا المفهوم ومضامينه ودلالاته العملية، مضيفاً أنه في الوقت الذي لا يجد الجميع صعوبة في التصريح باحترامهم للسيادة الوطنية، لا يتورع البعض عن انتهاك هذه السيادة على نحو فعلي ومتواصل على أرض الواقع.
وأضاف المصدر أن الجلسة شهدت مشاركة رفيعة المستوى، حيث استهلها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بكلمة افتتاحية، وشاركت فيها دول مجلس الأمن الخمسة عشر، فضلاً عن دول أخرى دعيت للمشاركة كالعراق وإيران وقطر.