"نشاط الفضاء فى مصر خلال الـ30 سنة الماضية قبل حكم الرئيس السيسى كان متقلصا"، هذا ما أكده الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، فى حوار خاص لـ"اليوم السابع"، كشف خلاله عن برنامج الفضاء الوطنى وخطط ومشروعات الفضاء التى تخطط لها الوكالة خلال السنوات المقبلة.
فى البداية كشف الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، عن ملامح برنامج الفضاء الوطنى، مؤكدا أن البرنامج تنفيذه يستغرق 10 سنوات على المدى القريب والمتوسط والبعيد، حيث المدى القريب وهو ما نحن فيه الآن ومدته 3 سنوات، والمدى المتوسط 3 سنوات والبعيد 4 سنوات لنصل لنهاية 2030، حتى نسير بالتوازى مع خطة التنمية المستدامة لمصر، قائلا:"نسعى لأن يكون برنامج الفضاء الوطنى متوائم مع أهداف خطة مصر للتنمية المستدامة 2030".
وأشار الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، فى حوار خاص لـ"اليوم السابع"، أن أهم ملامح برنامج الفضاء الوطنى تشمل عدة محاور رئيسية من أهمها محور البنية التحتية للنشاط الفضائى، ومحور بناء بنية قانونية فضائية لمصر، ومحور بناء الأنظمة الفضائية، ومحور بناء القدرات البشرية، ومحور نشر ثقافة المجتمع، ومحور تنمية العلاقات الدولية مع المؤسسات الفضائية حول العالم، ومحور استكشاف الفضاء.
وفيما يتعلق بمحور البنية التحتية، كشف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن البنية التحتية أهم ما يميزها بناء المدينة الفضائية على مساحة 123 فدان تحتوى على 23 مبنى، لتضم مبنى للوكالة ومبنى مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، ومبنى وكالة الفضاء الإفريقية والذى فازت مصر باستضافتها، موضحا أنه تم البدء فى انشاء مبنى وكالة الفضاء الافريقية ومبنى وكالة الفضاء المصرية وسيتم الانتهاء منهم خلال سنتين، وتم البدء أيضا فى انشاء قاعة مؤتمرات عالمية لاستقبال الوفود من دول العالم، ومكتبة تخدم كافة الأنشطة الفضائية.
وأوضح الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن المدينة بالكامل ستكون مكتملة بنهاية 2030، موضحا أن الموقع الخاص بالمدينة تم اختيارها بدقة وهو موقع متميز، لافتا إلى أن المكان كان عبارة عن هضاب وتلال وجبال ووصل لشكله الحالى بعد فترة عمل موسعة.
أما فيما يتعلق بمحور نشر ثقافة برنامج الفضاء وعلوم الفضاء، فكشف القوصى، أن برنامج الفضاء الوطنى من ضمن محاوره نشر ثقافة علوم الفضاء، وفى هذا الإطار تستهدف الوكالة جميع الفئات من التلاميذ فى المدارس الابتدائية والطلبة فى المدارس الإعدادية وطلبة الجامعات والمواطنين العاديين أيضا، قائلا: "عملنا يوم الفضاء المصرى واستضفنا فئات عمرية عديدة لتعريفهم ما تكنولوجيا الفضاء ونشاط مصر فى الفضاء والعائد الذى يعود علينا من أنشطتنا فى الفضاء".
وأكد الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن نشاط الفضاء فى مصر خلال الـ 30 سنة الماضية قبل حكم الرئيس السيسى، كان متقلص، قائلا:" كل اللى حصل فى ذلك الوقت اطلاق القمر الصناعى ايجيبت سات 1 فى 2007 وما عدا ذلك لم يكن هناك نشاط فضائى متميز ومعلوم للناس".
وحول أهم المشروعات التى تسعى الوكالة لتنفيذها الوكالة خلال الفترة المقبلة، كشف القوصى، أنه بتمويل من أكاديمية البحث العلمى جارى العمل على صنع قمر صناعى صغير وزنه 3 كيلو وأبعاده 30 سم وقاعدته 10سم، وهو قمر للاستشعار عن بعد ومن المقرر إطلاقه فى يوليو 2021 بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، قائلا: "نستهدف عمل منظومة نستخدمها فى مراقبة الحدود المصرية"، لافتا إلى أن الحدود الغربية تمتد لمسافة 1120 كم ومراقبتها تتم بوسائل تكنولوجية لا تستخدم فيها صور الأقمار والصور الفضائية، ولذلك نستهدف مشروع قمر صناعى يصور الحدود على مدار اليوم، موضحا :"قمر واحد لا يكفى لمراقبة الحدود ونسعى لعمل منظومة مكونة من مجموعة من الأقمار لمراقبة الحدود لترصد أى انتهاكات".
وأشار الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إلى أن هناك تعاونا تم مع الحكومة الصينية ووكالة الفضاء الصينة التى لا تألو جهد لدعم برنامج الفضاء المصرى، حيث قدم الجانب الصينى منحة لإنشاء مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، قائلا:"الحكومة الصينية أمدتنا بجميع المعدات"، لافتا إلى أن هناك أبضا منحة لتصنيع قمر صناعى كبير وزنه 330 كم بدقة تصوير عالية وهذا المشروع تم البدء فيه فى سبتمبر 2019 وانتهينا رغم الكورونا من التصميم المبدئى للقمر بالكامل ونحن حاليا فى مرحلة التصميم ما قبل التصنيع وبعد هذه المرحلة نبدأ بالتصنيع مع الجانب الصينى ومخطط اطلاقه سبتمبر 2022 وسيتم تجميعه واختباره بمركز تجميع الأقمار الصناعية ليكون أول قمر يتم تجميعه واختباره بمركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية.
وكشف القوصى أن هناك مشروعا آخر يتم العمل عليه وهو القمر الصناعى التجريبى "نيكست سات" وبدأنا فيه فى الوكالة واستهدفنا أن تكون نسبة التصنيع المحلى 45 % وحققنا هذه النسبة بتصميم وتصنيع البرمجيات الخاصة بالقمر وتصنيع أجهزة الاختبار الخاصة به، قائلا:" احنا اللى هنجمعه واطلاقه سيتم من الصين مارس 2022".
وحول العمر الافتراضى لقمر الاتصالات طيبة. 1، كشف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية القمر الصناعى المصرى طيبة.1 عمره الافتراضى 15 سنة وسيتم العمل بعد 5 سنوات على تصنيع طيبة.2 ليكون مكملا لطيبة.1.
وفيما يتعلق بغزو الفضاء والحطام الفضائى، أشار الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إلى أن برنامج الفضاء المصرى من ضمن محاوره محور استكشاف الفضاء، لافتا إلى أن الوكالة بدأت عمل تليسكوب فضائى لاكتشاف الحطام الفضائى أو المخلفات الفضائية حيث تم البدء فى تصنيعه الشهر الماضى بخبره وطنية وتصنيع الأجزاء الوطنية.
وكشف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن هناك مشروعا آخر وهو مشروع انزال مركبة فضاء مصرية على سطح القمر وهو مشروع ضخم فترة تنفيذ ستكون طويلة، قائلا:"نتمنى أن ننجح وأن يكون لنا تواجد على سطح القمر طالما لم يكن لنا تواجد على سطح المريخ"، موضحا أن هذا المشروع مقدر له من 4 لـ 6 سنوات وتكلفته ستكون عالية والإمكانيات الفنية المصرية لا تسمح أن نقوم بهذا المشروع منفردين ولذلك سيتم الاستعانة بشريك أجنبى.
كما كشف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن أول قرار له بعد التجديد، العمل على تفعيل نشاط وكالة الفضاء فى موضوع الطب الفضائى، قائلا:"حصلنا ونجحنا فى التعاون مع جهة فرنسية لها تاريخ فى مجال الطب الفضائى يعود لعام 1989، وعملنا اجتماع عبر تقنية زووم والجهة وعدتنا امدادنا بمخطط لدعم مصر للبدء فى الدخول فى نشاط الطب الفضائى"، مضيفا " هذا المجال جديد فى العالم كله ونسعى لربط الطب بالفضاء والاستفادة من نتائج الطب الفضائى فى علاج الأمراض الموجودة للإنسان المصرى على الأرض".
واختتم الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، حواره بالحديث عن أحلامه لوكالة الفضاء المصرية، قائلا:"بحلم إنى أسمع عن رائد فضاء مصرى، وأن مصر تحتفل ذات يوم بنزول أول مركبة فضائية على سطح القمر وهو ما نسعى لنحققه خلال الـ 10 سنوات المقبلة".