نجحت عصابة من خبراء الإنترنت، فى تحويل أحد المخابئ العسكرية السابقة للجيش الألمانى، إلى واحد من أكبر مراكز "الإنترنت المظلم" فى أوروبا، وطريق عالى السرعة لنحو ربع مليون جريمة على الأقل، تشمل تهريب المخدرات وتزوير أوراق الهوية.
ووفقا لصحيفة The Times البريطانية، فإن أربعة أشخاص من هولندا وثلاثة من ألمانيا وبلغارياً، اتُّهموا بإنشاء ملاذٍ رقمى يسمح للمجرمين بالعمل دون عقاب، مشيرة إلى أن محاكمة "المخبأ السيبرانى" تعد علامة فارقة بالنسبة للسلطات إبان سعيها لتفكيك البنية التحتية المادية التى تدعم النشاط الإجرامى على شبكة الإنترنت.
وبحسب الصحيفة الإنجليزية، فى عام 2013، استولت المجموعة على موقع شديد التحصين لمركز رسم خرائط سابق خاص بالقوات المسلحة الألمانية فى "ترابن-ترارباخ"، البلدة الواقعة على نهر موزيل بالقرب من كوبلنتس.
بينما قال ممثلو الادعاء أمام محكمةٍ فى ترير، الإثنين 19 أكتوبر الماضى، إنّ ألمانياً يُدعى هيرمان جوهان إكسينت، 60 عاما، حوَّل المنشأة إلى مزرعة خوادم مضادة للرصاص، تُؤجّر موارد الحاسوب.
وعلى مدار السنوات الست المقبلة، يزعم أن خوادم المخبأ السيبرانى الـ400 استخدمها عملاؤها لتداول كل شيء بدءاً من الهيروين ووصولاً إلى بيانات البطاقات الائتمانية المسروقة وبطاقات الهوية المُزيّفة، كما اقترحت تقارير وسائل الإعلام الألمانية أن المُجمّع سمح للعملاء بالإعلان عن تعاقدات القتلة المأجورين ومقاطع فيديو استغلال الأطفال.
وكشفت الصحيفة البريطانية، عن كيفية اختراق الشرطة الألمانية للمنظمة، قائلة: "اخترق المنشأةَ فى النهاية شرطى مُتنكّر فى هوية بستانى، وفى سبتمبر الماضى، اجتاح نحو 650 ضابطاً المخبأ، وصادروا بيانات تصل إلى نحو مليونى جيجابايت"، مشيرة إلى أن إثبات التهم سيكون أمراً شاقا، إذ لم تتبين بعد طبيعة الدليل الذى سيكون كافيا لإثبات أن إكسينت وبقية المتهمين سهّلوا تلك الجرائم وهم على علم بذلك.
بينما تمسَّك إكسينت، بقوله إن المخبأ السيبرانى طلب من كل عملائه الامتناع عن أى أنشطة غير قانونية، حيث قال لمجلة Der Spiegel الألمانية فى مايو الماضى: "كان لدينا ضمير حى.. وجميعنا على قناعة بأننا كنا نتصرف بشكل قانونى وصحيح"، فيما قال مايكل إيشين فى دفاعه، إنه لا شكّ فى أن خوادم المخبأ السيبرانى، أسيء استخدامها، لكن من السخف افتراض أن إكسينت كان يعلم بأمر تلك الجرائم.