كلف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الخميس رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على غالبية أصوات النواب في الاستشارات النيابية التي أجراها، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية.
وحصل الحريرى على أصوات كافية لتكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة.كما حاز الحريري المرشح الوحيد الخميس على تأييد 64 من النواب حتى الآن ليسدل الستار بشكل نهائي على معركة التكليف الذي ضمنها في جيبه حسب المؤشرات على المشهد السياسي.
وبدأ عون الاستشارات النيابية لتسمية رئيس وزراء جديد في وقت سابق اليوم الخميس، بعد أن أدت خلافات على مدار أسابيع إلى تأخير الاتفاق على حكومة جديدة تباشر مهامها لإنقاذ لبنان وانتشاله من براثن أزمة طاحنة على مختلف الأصعدة.
وضمن المشاورات التقى عون على التوالي رؤساء الحكومات السابقين، ومن ثم الكتل البرلمانية والنواب المستقلين.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام فى لبنان أن الحريري وصل إلى قصر بعبدا، مقر الرئاسة اللبنانية، وبدأ مشاورات مع عون. وأفادت الرئاسة اللبنانية أن عون استقبل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي، وأنه سمى سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأعلنت كتلة حزب الله عقب اجتماعها في بعدا أنها لم تسم أحدا، وكان هذا منتظرا حيث أن حزب الله يريد الإمساك بالعصى من المنتصف، ويتحاشى إغضاب حليفه التيار الوطني الحر.
بدوره تعهد سعد الحريري فى كلمة مقتضبة له عقب التكليف بأنه سيعمل على إنقاذ الانهيار الاقتصادي فى لبنان وإعادة إعمار مرفأ بيروت، مؤكدا ضرورة تشكيل الحكومة بشكل سريع ويكون جدول عملها وقف الانهيار.
وأوضح الحريرى أن حكومته ستتشكل من كفاءات لحل الازمات والصعوبات التى تواجه البلاد، موضحا أن حكومته ستكون من الاقتصاديين وليس من السياسيين، داعيا للإسراع بتشكيل الحكومة لأن هذه هى الفرصة الوحيدة.
ويعارض التيار الوطني الحر تكليف سعد الحريري. ونقلت وسائل اعلام لبنانية عن عون قوله الأربعاء "خسرتُ سنة و14 يوماً حتى الآن من عهدي بسبب تأليف الحكومات السابقة التي كانت برئاسة الحريري".
واكد متابعون أن مهمة سعد الحريري لن تكون سهلة حيث سيواجه تحديات كبرى لتجاوز الشقاق في المشهد السياسي اللبناني وتشكيل حكومة في ظل توقعات بأن يضع ميشال عون وحزبه التيار الوطني الحر عقبات فى مسار تاليف الحكومة اللبنانية.
ويحظى سعد الحريري بشكل رئيسي بدعم غالبية نواب الطائفة السنية التي ينتمي إليها، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري
وتعانى الدولة اللبنانية، منذ أشهر، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990)، إضافة إلى استقطاب سياسي حاد، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
واعتذر مصطفى أديب، في 26 سبتمبر الماضي عن تاليف الحكومة بسبب العقبات التي وضعها الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل حينما تمسكا بحقيبة المالية، تحت شعار "الميثاقية" وأيضا بتسمية باقي الوزراء الشيعة في التركيبة الحكومية.
وسيكون على الحكومة اللبنانية الجديدة التعامل مع انهيار مالي واقتصادي يزداد سوءا يوما بعد يوم مع تفشي فيروس كورونا المستجد وتداعيات الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس الماضى وأودى بحياة عشرات الأشخاص.
ويعد الحريرى أبرز الشخصيات القادرة على تشكيل حكومة لبنانية جديدة يمكنها إحياء جهود فرنسا التي وضعت خارطة طريق لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تفتح الباب أمام عودة المساعدات الخارجية التي يحتاجها لبنان بشدة.