حققت شهادات إيداع البنك التجاري الدولي، قفزة في التعاملات الصباحية ببورصة لندن، ووصل السهم إلى مستوى 4.03 سنت بنسبة صعود 14.29%، وسط أحجام تداول مرتفعة وصلت إلى 25 ضعف متوسط التداول اليومي، لتحقق 13 مليون سهم حتى الساعة 1.30 ظهراً، فيما أرجع محللون بسوق المال، سبب الصعود القوي نتيجة ثقة المستثمرين بالاقتصاد المصري، وقوة ومتانة القطاع المصرفي، الذي صمد خلال فترة الاضطرابات بمصر، وحقق أداءً جيداً خلال فترة الإصلاح الاقتصادي، مؤكدين أن التراجع الحاد بسوق المال خلال جلسة أمس لم يكن سببه الشائعات التي صدرت حول السهم.
وفي هذا الإطار قالت رانيا يعقوب رئيس شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، إن شهادات الإيداع لسهم البنك التجاري الدولي استهلت تعاملاتها ببورصة لندن، بتراجع بنسبة 50% لتصل إلى 2.04 سنت قبل أن ترتد صاعدة إلى مستوى 4.03 سنت للشهادة الواحدة بنسبة نمو 14.29%، وبأحجام تداول كبيرة جداً عن متوسط التداول اليومي، مضيفا أن هذا الصعود دلالة على أنه بعض النظر عما حدث أمس من انتشار شائعات حول السهم لم يتم تأكيدها أو نفيها من أي جهة رقابية سواء البنك المركزي أو هيئة الرقابة المالية أو البورصة، إلا أن هناك ثقة في البنك.
وأوضحت رانيا يعقوب، لـ"اليوم السابع"، سبب الصعود القوي لشهادات البنك التجاري الدولي ببورصة لندن، لعدة عوامل أهمها؛ أولاً أن البنك التجاري الدولي مؤسسة قوية ومستقرة تضم قامات مصرفية، ولن تتأثر بأي شائعات عن رحيل رئيسها غير التنفيذي، ولذا فأن الهبوط أمس جاء طبيعي إلا أنه فور وصول الشهادة لمستويات سعرية مغرية أصبحت فرصة للمستثمرين وليس المضاربين للشراء، ثانياً ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، الذي يحقق معدلات نمو مرتفعة رغم أزمة جائحة كورونا، وثقة أيضاً في قوة وسلامة الجهاز المصرفي، الذي صمد أمام الاضطرابات التي شهدتها الدولة خلال السنوات السابقة، وكذلك تحقيقه أداء إيجابي قوي خلال فترة الإصلاح الاقتصادي، ومساهمته بشكل كبير في تشغيل أكبر كم من العمالة، كما لديها قواعد صارمة تضمن سلامة واستقرار الجهاز المصرفي.
وأكدت رانيا يعقوب، أن انتشار شائعات حول البنك التجاري الدولي، لم تكن سبب الهبوط الحاد للبورصة المصرية خلال جلسة تداول أمس الخميس، مبررة وجهة نظرها بأن مؤشر إيجي إكس 70 حقق صعود بنسبة 145% منذ شهر مارس، ليقترب من مستويات تاريخية، وهو ما دفع بعض المستثمرين بأسهم المؤشر إلى عمليات جني الأرباح، علاوة على اتجاه شركات السمسرة إلى إغلاق مراكز "المارجن كول"، وهو ما زاد من الهبوط الحاد، مدللة على حديثها بأن المتعاملين على سهم البنك التجاري الدولي من المؤسسات والمحافظ والأفراد ذوي الملاءة، وهم مستثمرون يتميزون بالهدوء عند اتخاذ القرارات، وبالتالي لا أتوقع أن تؤثر الأزمة عند افتتاح جلسة الأحد.
ومن جانبه قال قال أحمد عبد الحميد العضو المنتدب لشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية إن الهبوط الذى سجلته شهادات البنك التجارى الدولي- مصر أمس ببورصة لندن، كان هبوطا وقتيا، وكان بكميات تداول ضعيفة للغاية لم تتجاوز قيمتها 5 ملايين دولار، وهو ما يؤكد عدم رغبة المستثمرين فى فقدان ما يملكونه من شهادات وأسهم فى البنك.
وأضاف أن كل من باع ما بحوزته من شهادات إيداع بالبنك التجارى الدولي، حقق خسائر ضخمة، خاصة فى ظل التأكد من أن الظروف الحالية هى ظروف وقتية وسرعان ما سيستعيد أداء سهم البنك وشهاداته ببورصة لندن توازنها وقيمتها الحقيقية، وهو ما حدث بالفعل خلال تعاملات اليوم الجمعة.
وتوقع عبد الحميد أداء جيدا للبورصة المصرية خلال تعاملات الاسبوع المقبل الذى يبدأ يوم الأحد ، فى ظل قوة السوق فى الفترة الحالية، بغض النظر عن هبوط بعض الاسهم خلال تعاملات يومى الاربعاء والخميس، بفعل عمليات الضغط المتعمدة على السوق من أجل شراء الأسهم بأسعار منخفضة،مشيرا إلى أن أى تراجع سيكون وقتيا وسرعان ما ستسترد السوق اتجاهها الحقيقى نحو الصعود.
ونصح العضو المنتدب لشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية جموع المستثمرين بالبورصة بعدم الانسياق وراء الشائعات التى يطلقها المضاربون بهدف الضغط عليهم للتخلص من أسهمم بأسعار متدنية، مؤكدا أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية مستقرة بشكل كبير لم تشهدها مصر على مدار السنوات العشر الاخيرة.
