يعد عام 2020 الجارى بمثابة بداية الحرب الكبرى ضد تنظيم الإخوان الإرهابى في فرنسا، والذى دائما ما يشعل نار الفتنة وبث روح العنف والكراهية والتطرف والتي دائما ما تنتهى بحادث إرهابى يريق الدماء، وهو ما دفع السلطات الفرنسية لرصد المنظمات التابعة للحركة.
وبعد تحذيرات متتالية من الأنشطة المشبوهة للجماعة الإرهابية، وبعد أسبوع من واقعة ذبح أستاذ التاريخ الفرنسي صامويل باتي في فرنسا، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير داخليته جيرال درمانين، بالقضاء على الكيانات والجمعيات المتطرفة داخل البلاد، لتبدأ حملة واسعة من الغلق والملاحقة لتلك الجمعيات ودور العبادة ،والتي كان أخرها مسجد بانتين.
ونشرت صحيفة لو باريزيان الفرنسية مؤخرا "معطيات خطيرة" تهدد الأمن القومي في فرنسا واتهامات تم توجيهها إلى المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية التابع لـ"اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا" الإخوانى الذي يدرس ويدرب أئمة ويعتبر واجهة لتنظيم الإخوان الإرهابى في هذا البلد الأوروبي.
وتقول الصحيفة الفرنسية إن مكتب المدعي العام في بلدة بوبيني الواقعة في الضواحي الشمالية الشرقية لباريس وعاصمة إقليم سين سان دوني قد فتح تحقيقا أوليا غير معلن قبل شهر في تهم "خيانة الأمانة" و"إخفاء خيانة الأمانة" تستهدف إدارة المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية.
وقالت مصادر مطلعة إن التحقيقات تتعلق "بأساليب تمويل أنشطة المعهد".
ووصف الإعلام الفرنسي المعهد المعني بالتحقيقات التي تجرى حاليا بـ"مدرسة الأئمة الغامضة" على اعتبار أن مهامه الأساسية تتعلق بتدريب وتأهيل الأئمة والمدرسين ليتم توظيفهم في مرحلة لاحقة في المدارس القرآنية والمساجد.
ويقوم المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية والذي يتخذ من سين سان دوني مقرا له بتدريس اللغة العربية والمواد الإسلامية. ويدرس في هذا المعهد سنويا ما بين 1500 و2000 طالب. وقال محامى مقرب من دوائر هؤلاء: "يتردد عليه أيضا غير المسلمين الذين يجذبهم التميز في التدريب".
ووفقاً لوسائل إعلام فرنسية، فإن إحدى الوصفات لنجاح الإخوان هي اهتمامه بالمؤسسات التعليمية، موضحة أنه "خلال تسعينيات القرن الماضي، تم إنشاء المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، في شاتو شينون في مبنى تابع لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا المحسوب على الإخوان".
وتابعت: "يقوم ذلك المعهد الذي كان يرعاه القرضاوي بتدريب كوادر جديدة من أئمة المستقبل والمعلمين الذين يعيشون وفقًا لتعاليم الإخوان".
ومن بين المؤسسات التعليمية التي أسسها الإخوان في أوروبا أيضاً لاسيما في فرنسا، مدرسة في ألزاس وأورليانز، ومدارس خاصة في ليل مثل "ليسيه إفروس" (ابن رشد الثانوية).