يعد الأديب نيكوس كازانتزاكيس كاتب وشاعر ومفكر يونانى عاش فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وهو صاحب الأيقونة الشهيرة "زوربا" اليونانى، إضافة لعدد من الروايات الأخرى الشهيرة كرواية “المسيح يُصلب من جديد”، وتمر اليوم اليوم الذكرى الـ63 على رحيل الأديب العالمى نيكوس كازانتزاكيس، إذ رحل فى 26 أكتوبر من عام 1957، عن عمر يناهز حينها 74 عاما، بعدما ألّف كازاتنزاكيس العديد من الروايات التى لاقت شهرة واسعة فى أرجاء العالم وفى الوطن العربى خاصةً.
ولد نيكوس كازانتزاكيس فى هيراكليون فى كريت فى 18-فبراير-1883، لوالده مايكل كازانتزاكيس وهو تاجر أعلاف، ووالدته ماريا كازانتزاكيس، وتربى فى كنف عائلة مُؤلفة من أربعة أخوة هو أكبرهم، وقد توفى أخوه يورجوس صغيرًا، وله أختين أناستاسيا وإيليني.
فى عام 1902، تلقى تعليمه فى جامعة أثينا فى كلية القانون، وأنهى دراسته عام 1907، ومن ثم غادر إلى جامعة باريس حيث درس الفلسفة على يد البرفسور برجسون، فى عام 1909، وقدم أطروحته الفلسفية عن نيتشه تحت عنوان "فريدريك نيتشه فى فلسفة الحق والدولة".
درس فى كل من جامعتى أثينا وباريس، ومن ثم جالَ بالعديد من البلدان العالم، ولكنه مالبث أن عاد واستقر فى جزيرة إيجة إبان الحرب العالمية الثانية، وانقطع خلال هذه الفترة للتأليف الأدبى والفلسفي.
فى عام 1914، ألّف مخطوطه "تصوف" ويُعتبر الكتاب رؤية الأساسية للكاتب كشاعر ومفكر، وكان لزيارته للجبل المقدس آيوس أوروس شمال اليونان برفقة صديقه الشاعر سكيليانوس، تأثير كبير على تأليفه هذا الكتاب، لكن الصياغة النهائية للكتاب كانت بين عام 1922 و1923 فى العاصمة الألمانية برلين وطُبِع الكتاب عام 1927.
كما كتب النسخة الأولى لرواية "عن بوذا" وأكملها عام 1956، أما بالنسبة لرواية "المسيح يُصلب من جديد" والتى كتبها عام 1948، لم تكن إلا نص روائى مستوحى من قصيدة كتبها عام 1921 تحت عنوان "المسيح"، أما بالنسبة لروايته الشهيرة "زوربا اليوناني" والتى كتبها بين عامى 1941 و 1943، فهى نتيجة تأثره بلقاء شخصية زوربا الحقيقى أليكسى زوربا، حيث التقى به جنوبى اليونان فى البلوبونيز عام 1917.
كما كتب سيرة ذاتية تحت عنوان "الجريكو"، وترجم لليونانية "فاوست جوته"، و"جحيم دانتي"، وأهم كتب نيتشه، إضافة لذلك ترجم "الإلياذة والأوديسه" من اللغة اليونانية القديمة إلى اللغة اليونانية الحديثة، ليكتب فيما بعد الأوديسه الخاصة به، التى تتكون من 33333 بيتًا، وقد اعتبرها بمثابة ملحمة سماها ملحمة القبيلة البيضاء، وقد ابتدأها من حيث انتهت أوديسه هوميروس.
تأثر كازانتزاكيس بأفكار فريدريك نيتشه وأستاذه برجسون، كما أكّد أنَّه تأثر أيضًا ببطل الأوديسا أوديسياس وبأليكسى زوربا. لقد كان كازانتزاكيس أمينًا وصادقًا برؤياه وتجاربه، كما بقى مدافعًا عن رؤيته للسلام وسط كل العنف الذى شهده العالم بتلك الفترة وخاصةً الحرب العالمية الثانية، وبناءً عليه فقد نال جائزة السلام التى منحها له مجلس السلم العالمى عام 1956، فى عام 2007. فى الذكرى الخمسين لوفاة كازانتزاكيس تم صك عملة تذكارية طُبعت صورته عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة