أجرت وزارة البيئة، خلال اليومين الماضيين تحقيقًا موسعًا لتوضيح ملابسات حادث تعرض ثلاثة أشخاص لهجوم من سمكة قرش أثناء ممارسة رياضة السباحة السطحية بالقرب من منطقة غوص "الشارك ريف" بمحمية رأس محمد، ما نتج عنه حدوث إصابات بهم، وتم نقلهم إلى المستشفى لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، وأوضحت التحقيقات أن الحادثة نتيجة هجوم من سمكة قرش من نوع القرش المحيطي ذو الزعنفة البيضاء، والمُقدر حجمها بمترين تقريبًا.
وأصدرت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تعليماتها بإيقاف كامل الأنشطة البشرية بمحيط حدوث الهجوم طبقًا لما هو متبع عالميًا في حالات هجوم أسماك القرش علي البشر، مشيرة إلى أنه إجراء احترازي لضمان عدم تكرار حادث الهجوم على أشخاص آخرين خلال الأيام التالية للحادث، مبدية أسفها لما لحق بالمصابين من إصابات.
وتوضيحًا للواقعة، قال الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة الطبيعة، إن السواحل المصرية بالبحر الأحمر بها أكثر من 30 نوعًا من أسماك القرش، ومعظم المعروف عنها مهاجمة البشر موجودة بالبحر الأحمر، مشيرًا إلى أن مصر من أقل دول العالم التي تتعرض لهذه الظاهرة، فمنذ 2010 لم تشهد سوى 6 حوادث فقط، فى حين أن الولايات المتحدة الأمريكية، واستراليا، وجنوب أفريقيا متوسط الحوادث فيها سنويا يزيد على 60 حادثة.
وأكد سالم، أن استخدام السواحل المصرية، وممارسة رياضات الغوص بها آمن بالمقارنة بأي دولة أخرى، فرغم حقيقة وجود العديد من أنواع أسماك القرش التي تهاجم البشر وبكامل استخدامات السياحية عليها المقدرة بملايين الزيارات إلا أن المعدلات ضعيفة جدًا، موضحًا أن أغلب حوادث العالم تحدث نتيجة تصرف غير مقصود من سمكة القرش، لأنه حيوان بدائي قدرته على تحديد فريسته ضعيف نسبيًا، و90% من تلك الحوادث تحدث نتيجة خطأ من أسماك القرش، و10% تحدث نتيجة خطأ من البشر أنفسهم، قائلاً: القروش من الأسماك الغضروفية، أحد أكثر الحيوانات بدائية، ولديها صعوبة في تحديد فريستها، وتخطئ كثيرًا في تحديد فريستها، وتتعرف على الفريسة من خلال "عضة واحدة"، وتحدد من خلالها إن كان هذا الكائن على قائمة غذائها أم لا.
ولفت إلى أن إصابة 3 أشخاص في هذه الواقعة، نتيجة للحالة التي تُصبح عليها أسماك القرش مع بداية تناولها غذائها، حيث تُصاب أسماك القرش بما يُسمى بـ"الصرع الغذائى"، فور بدء تناوله الطعام ويُصبح لديه تغير في السلوك ولديه شهوة لتناول الطعام بشكل غير عادى، ما يجعله يكرر هجماته، والتي بدورها أدت إلى إصابة أكثر من شخص.
وقالت وزارة البيئة، في تقرير صادر عن اللجنة المعنية بالتحقيق فى الواقعة، إن اثنين من المصابين سياح من دولة أوكرانيا "أم وابنها"، ومرشد سياحي مرافق للفوج السياحى على اللنش التابع لمركز غوص بشرم الشيخ، حيث كان يمارس بعضهم رياضة الغوص والاخرون رياضة السباحة السطحية بمنطقة غوص "الشارك ريف" بمحمية رأس محمد، مشيرة إلى أنه أثناء ممارسة 6 أفراد لرياضة تعرضوا لهجوم من سمكة قرش ما ترتب عليه إحداث إصابة للطفل، ما دفعهم إلى الصعود بالمنطقة الضحلة من الشعاب المرجانية والاستغاثة باللنش.
وأوضحت أنه مع اقتراب اللنش من المجموعة وإلقاءه لطوق النجاة لهم وأثناء قيام المجموعة بالسباحة فى اتجاه اللنش كررت سمكة القرش هجومها مرة أخرى على ثلاثة أفراد منهم الطفل الذى تمت مهاجمته فى المرة الأول، وهو ما ترتب عليه إحداث إصابات بهم جميعًا، مؤكدة أن فريق العمل المختص ببحث ملابسات الحادث ما زال يقوم باستكمال مهام عمله للتوصل بشكل دقيق لأسباب السلوكيات التي نتجت عن سمكة القرش المتسببة فى الحادث تجاه المصابين.